بعد تأجيلها لأجل غير مسمى.. سر رفض الرئيس السيسى زيارة أمريكا ولقاء ترامب

النباء 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محمد الشهاوى: السيسى لن يزور أمريكا إلا فى حال تراجع «ترامب» عن موقفه من التهجير

محللون: «ترامب» لم يتراجع عن التهجير وتصريحاته بهذا الشأن كانت «مائعة»

مختار غباشى: سبب تأخير زيارة السيسى لأمريكا إلى الآن هو طلب مصر بعدم مناقشة التهجير القسرى أو الطوعى خلالها

غباشى: المكالمة الرباعية كانت طيبة تبادل خلالها السيسى وترامب الرؤى ولكن ما زالت هناك اختلافات مطروحة

جمال بيومى: الرئيس السيسى يرغب فى أن تكون زيارته لأمريكا مثمرة

 

تجدد -قُبيل نحو أسبوعين- تداول أنباء تزعم إجراء الرئيس السيسي زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال أيام، والتي تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى فبراير الماضي؛ رغم تلقي الرئيس السيسي اتصالات هاتفية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، آخرها الاتصال الرباعي بينهما وبين ملك الأردن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -الإثنين الماضي- عقب زيارة الأخير لمصر، التي أحدثت صدى واسعًا في العالم أجمع مؤكدين أنها تحمل بين طياتها رسائل قوية للعالم بأثره، والتي ربط المصريون بينها وبين تأجيل لقاء ترامب و«السيسي» معتبرينها رسالة منه إلى رئيس أمريكا بأنه لا أحد يلوي ذراع مصر وأنها متمسكة برفض التهجير مقابل موقف ترامب الذي كان سببًا في تأجيل الزيارة إلى أجلٍ غير مسمى.

تلك الأنباء الجاري تداولها حتى الآن بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، أعادت إلى الأذهان تساؤلات عدة بشأن زيارة الرئيس المصري لأمريكا، في مقدمتها متى يزور «السيسي» «واشنطن»؟ ولماذا تأخرت الزيارة إلى الآن؟ وهل تشترط مصر شروطًا لإتمام الزيارة؟.

زيارة مشروطة

زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة الأمريكية لن تتم؛ إلا في حال تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل قاطع عن موقفه من تهجير الفلسطينيين، وحسم موقف بلاده من الحرب في غزة التي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية، مع حسم موقفه من إعادة إعمار قطاع غزة، حسبما يرى رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية اللواء أركان حرب الدكتور محمد الشهاوي، في حديثه مع «النبأ الوطني».

ويؤكد أن البنود المُشار إليها هي أسس يبنى عليها إتمام الزيارة من عدمه، وأنه في حال توافر تلك الأسس مصر لن يكون لديها أي مانع من زيارة الرئيس السيسي لأمريكا.

أمريكا حريصة على تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، ويتم ذلك من خلال حرصها على المحافظة على أن تكون مصر قوة قوية بالمنطقة، في إطار العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وفقًا للواء «الشهاوي».

إلغاء لأجل غير مسمى

12 فبراير الماضي، ألغى الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارته المرتقبة إلى أمريكا، وأرجعت مصادر رسمية مصرية السبب وراء إلغاء الزيارة إلى إن «السيسي» لن يحضر أي محادثات في البيت الأبيض إذا كان جدول الأعمال يشمل تهجير سكان غزة، وفقًا لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وعقب تأجيل الزيارة المرتقبة إلى أجلٍ غير مسمى، جددت مصر موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين، ولوحت بإلغاء اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وأقامت مصر استعراضا لقوات الأمن المركزي المصرية في محافظة شمال سيناء على مسافة أمتار من حدود غزة.

ورغم تصريحات «ترامب»، في 13 مارس الماضي، التي فسرها المعظم أنها تراجعًا عن موقفه من التهجير، خلال لقائه برئيس وزراء أيرلندا مايكل مارتن، والتي قال فيها إنه «لن يُطرد أي فلسطيني من غزة»، إلا أن مصر لم تقدم على خطوة إتمام زيارة الرئيس السيسي لأمريكا، ما دفع البعض إلى التكهن بأن هناك شروطًا أخرى تضعها مصر لإتمام الزيارة.

الهدف زيارة مثمرة

ليس هناك شروطًا واضحة لإتمام زيارة الرئيس السيسي لأمريكا، ولكن الطلب الأصيل والأهم هو ألا يتم مناقشة مسألة التهجير القسري أو الطوعي الذي طرحه ترامب عند بداية ولايته لحكم أمريكا، حسبما يؤكد المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور مختار غباشي.

ويضيف، أن هذه المسألة أثارت جدلًا، لاسيَّما وأن توقيت زيارة الرئيس السيسي «المؤجلة» جاء بعد زيارة العاهل الأردني لأمريكا، والتي تعرض خلالها لحرج بالغ خلال لقائه بـ«ترامب» بالبيت الأبيض، خصوصًا فيما يتعلق بالأسئلة التي طُرحت عليه والتي كانت مفاجئة وغير مُرتبة، وعلى هذا الأساس مصر طلبت عدم مناقشة مسألة التهجير خلال الزيارة.

209.jpg
اللواء محمد الشهاوي

مداولات عدة بين القيادتين المصرية والأمريكية تمت حول مسألة طرح التهجير خلال الزيارة المرتقبة، كان نتاجها أن يتم تأجيل الزيارة إلى أجلٍ غير مسمى، حتى يتم تسوية أمور ليست مرتبطة بالتهجير القسري أو الطوعي وحسب، ولكن أمورًا أخرى مرتبطة بتوافق بين الرؤى بين البلدين بشأن تسوية الصراع القائم في غزة، وفقًا للدكتور «غباشي».

الرئيس السيسي يرغب في أن زيارته إلى أمريكا زيارة مثمرة، وأن تكون الصوة واضحة لـ«ترامب»، وهذا سبب تأجيل الزيارة إلى الآن، لاسيَّما وأن كل يوم يمُر يراجع الرئيس الأمريكي نفسه ويتوصل إلى أنه أخطأ كثيرًا في حق أقرب أصدقائه، حسبما يرى مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير جمال بيومي.

شيء إيجابي من وجهة نظر «بيومي»، سيؤدي لحل تلك الأزمة، يكمن في أن مصر لا تستطيع معاداة أمريكا كما لم تستطع هي الأخرى معاداتنا، وأن كلا البلدين ينظران لبعضهما باحترام.

«ترامب» يُصر على التهجير

محللون كُثر رأوا أن تصريحات «ترامب» التي اعتبرها البعض تراجعًا صريحًا عن موقفه من تهجير سكان غزة، لا تعدو كونها تصريحات «مائعة» وأن الرئيس الأمريكي يتلاعب بالألفاظ ليس إلا، وفسروا بذلك تأجيل زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة إلى الآن.

7 أبريل الجاري، عاد «ترامب» للحديث مرة أخرى عن التهجير وخطته لامتلاك غزة، بعد التزامه الصمت في هذا الشأن الفترة الماضية، وأكد توافقه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي على الرغبة في تهجير سكان قطاع غزة، وذلك خلال لقائهما في واشنطن.

«ترامب» قال إن التهجير سيكون إلى دول أخرى ولم يُسم تلك الدول، وشدد على أنه سيعمل على تغيير اسم قطاع غزة إلى منطقة «الحرية»، ما يعني أنه مُصر على التهجير وعلى أن تُخلي بلاده غزة من سكانه، وعليه ستكون تلك المنطقة نواة لمعبر المرور الذي يخرج من الهند إلى أوروبا مارًا بإسرائيل ومن الممكن أنل يمر بميناء غزة، حسبما يوضح اللواء محمد الشهاوي.

ويُضيف أن كل ذلك يدخل في إطار التنسيق المصري الأمريكي، مع تأكيد مصر أن التهجير خط أحمر، لأنه ليس فقط ضد الأمن القومي المصري، ولكنه سيؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية.

210.jpg
السفير جمال بيومي

مكالمة رباعية

عودة «ترامب» لتأكيد موقفه من التهجير الذي كان سببًا في إلغاء مصر لزيارة الرئيس السيسي لأمريكا، لم تمنعه من إجراء اتصالًا رباعيًا مع رؤساء مصر والأردن وفرنسا، الإثنين 7 أبريل الجاري، عقب إلغاء المؤتمر الصحفي الخاص بلقائه بـ«بنتنياهو»، ما جعل آثار الكثير من التكهنات حول أسباب إلغائه وإتمام ذلك الاتصال الرباعي.

إلغاء المؤتمر الصحفي المُقرر عقب لقاء «ترامب» و«نتنياهو»، لن يخرج عن إطارين الأول أنهما اختلافا، والثاني أنهما لا يريدان الإعلان على ما توصلا إليه من اتفاقات، وفقًا لرؤية السفير جمال بيومي.

مكالمة «ترامب» الرباعية جاءت عقب زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر، والتي تجول خلالها رفقة الرئيس السيسي، في منطقة الجمالية والحسين وزار خلالها المتحف المصري الكبير وجامعة القاهرة ومدينة العريش وتفقد رفقة الرئيس السيسي حالة المصابين والجرحي الفلسطينيين من قطاع غزة الذين تم إخراجهم من قطاع غزة للتداوي بمستشفى العريش، ولاقت صدى واسعًا لدى الشعب المصري، واعتبرها الكثيرون تحمل رسائل عدة إلى العالم أجمع لاسيَّما «ترامب»، ما جعل البعض يربط بين اتصال الرئيس الأمريكي، وبين تلك الزيارة.

اختلاف الرؤى بشأن حرب غزة

مكالمة «ترامب» الرباعية التي جمعته مع الرئيس السيسي وملك الأردن والرئيس الفرنسي، كانت مكالمة طيبة تبادلا فيها وجهات النظر والرؤى، ولكن مازالت هناك تبايانات واختلافات مطروحة؛ بشأن موقف أمريكا من الحرب في غزة وموقفها من التهجير وإعادة الإعمار، حسبما يرى الدكتور مختار غباشي.

ويوضح، ذلك لأن مشكلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أنه تعدى حدود اللياقة والدبلوماسية والإنسانية والقواعد المنصوص عليها بين الطرفين بضمانة أمريكية؛ لأن احتلال محور فيلادفيا والدمار الذي آل إليه معبر رفح أو التحكم فيه، هذا إلى حد كبير إخلال باتفاقية موقعة بضمانة أمريكية عام 2005، والتي تعتبر ملحقا أمنيا باتفاقية كامب ديفيد وبالتالي هناك غضب مصري من الواقع الإسرائيلي والتأييد الأمريكي بلا حدود للكيان الإسرائيلي.

211.jpeg
الدكتور مختار غباشي

ويختتم «غباشي» حديثه في هذا الشأن، بالإشارة إلى أنه ربما تكون هناك رؤية جديدة للولايات المتحدة الأمريكية؛ خصوصًا وأنها لم تُدرك حجم الغضب الفظيع الموجود في العالم العربي والإسلامي وشعبهما من الأفعال والإجرام الإسرائيلي، ولذلك من الممكن أن يكون اتصال «ترامب» مرتبط بالحديث مع «نتنياهو» حول الوصول إلى هدنة والرجوع إلى الاتفاق الموقع بين الطرفين «المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي»، وربما سيكون هناك تعهد أمريكي بانسحاب عسكري إسرائيلي من غزة وإنهاء هذه المجازر، مُعقبًا: "يعني ربما يكون الحديث الرباعي طال بعض هذه الملفات، التي لازالت معقدة وإسرائيل لم تراع فيها لا قيمة ولا اتفاق ولا علاقات ولا قواعد قانون دولي".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق