أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن تحقيق التنمية المجتمعية لا يمكن فصله عن مفاهيم كفاءة استخدام الموارد والنمو الاقتصادي المستدام، مشيرة إلى أن هذا النهج يُعد أساسًا للحفاظ على البيئة وتعزيز جودة حياة المواطنين، وذلك خلال مشاركتها في المؤتمر الختامي لاتفاقية برنامج التنمية المجتمعية المنفذ عبر جهاز تنمية المشروعات، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي قدره 15 مليون يورو عبر بنك الاستثمار الأوروبي.

شارك في المؤتمر عدد من كبار المسؤولين، من بينهم الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والسفيرة أنجيلينا إيكهورست، رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، والسيد باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، إلى جانب نخبة من ممثلي مؤسسات دولية وشركاء تنمية.

البيئة في صميم التنمية المستدامة

أوضحت وزيرة البيئة أن لغة الحوار حول البيئة قد تغيرت خلال العقد الماضي، حيث أصبحت البيئة في قلب عملية التنمية بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أن البيئة ليست قضية معزولة، بل ترتبط بتوفير حياة آمنة، وخلق فرص عمل، وضمان صحة المواطنين.

إشادة بالمشروعات المجتمعية

أشادت الوزيرة بالمشروعات المنفذة ضمن برنامج التنمية المجتمعية، ومنها مشروعات البنية التحتية كالصرف الصحي والطرق وبناء المدارس ومراكز الشباب، والتي توفر مظلة من الأمان الاجتماعي والاقتصادي مع مراعاة البُعد البيئي، تماشيًا مع الدستور المصري وتوجهات الدولة.

منظومة المخلفات.. نقلة نوعية

فيما يخص ملف إدارة المخلفات، أكدت الوزيرة أن الدولة تبنت قانونًا جديدًا يقوم على الاقتصاد الدائري وتحديد الأدوار والمسؤوليات، إلى جانب دمج القطاع غير الرسمي في المنظومة، وتحقيق طفرة في إنشاء البنية التحتية للمخلفات على مستوى الجمهورية، بتكلفة تخطت 10 مليارات جنيه خلال السنوات الماضية.

تطوير المحميات والسياحة البيئية

تطرقت الوزيرة إلى جهود تطوير المحميات الطبيعية، والتي تُغطي نحو 15% من مساحة مصر، لافتة إلى دور المجتمعات المحلية في صونها وتنميتها، بجانب التوسع في السياحة البيئية وإشراك القطاع الخاص في تقديم خدمات داخل المحميات، في إطار الموازنة بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد.

استراتيجية الاقتصاد الدائري

أعلنت الوزيرة أنه يتم حاليًا إعداد الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري بدعم من الاتحاد الأوروبي، والتي ستتضمن قصص النجاح في إدارة المخلفات، وإعادة استخدام المياه، وتطوير المحميات، وحماية التنوع البيولوجي، إلى جانب جهود الدولة في الحد من استخدام البلاستيك.

نحو التحول الأخضر

شددت الوزيرة على أهمية التحول الأخضر العاجل، الذي يُعد أحد المحاور الرئيسة لتحقيق حياة كريمة، وضمان بقاء الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة، مؤكدة أن هذا التحول هو جزء لا يتجزأ من النمو الاقتصادي المستدام.

86 مشروعًا و2 مليون مستفيد

من جانبه، أوضح السيد باسل رحمي أن البرنامج تضمن تنفيذ 86 مشروعًا في 6 محافظات هي: الإسكندرية، بورسعيد، المنوفية، الشرقية، الجيزة، وأسيوط، مما أسفر عن توفير نحو 5000 فرصة عمل للعمالة غير المنتظمة، واستفادة حوالي 2 مليون مواطن من الخدمات المقدمة.

تكريم رموز التنمية

شهد المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات البارزة في العمل التنموي، من بينهم الدكتورة ياسمين فؤاد، والدكتورة منال عوض، ومحافظو الجيزة وبورسعيد والشرقية والمنوفية، والسيد باسل رحمي، إلى جانب ممثلي شركاء التنمية الدوليين، في خطوة تؤكد أهمية التعاون الدولي في دعم جهود التنمية المستدامة بمصر.