يُعتبر الإيمان بجميع الأنبياء والرسل جزءًا جوهريًا من العقيدة الإسلامية، حيث يُعتبر الاعتقاد بهم من الأركان الرئيسية للدين،يتعلق الأمر بمعرفة التفاصيل حول عدد الأنبياء والرسل الذين ذُكِروا في القرآن الكريم والذين لم يُذكَروا، وهو سؤال يتردد كثيرًا بين المسلمين،في هذا المقال، سنقوم بتحليل ونقاش عدد الأنبياء والرسل المذكورين في القرآن الكريم، بالإضافة إلى المناقشة حول أولئك الذين لم يُذكروا، من خلال الاستناد إلى النصوص الدينية وأقوال الفقهاء والعلماء المسلمين،
كم عدد الأنبياء والرسل عامة الذين ذكروا بالقرآن والذين لم يذكروا
إن الإيمان بالأنبياء والرسل هو أحد أركان الإيمان في الإسلام،فقد جاء في القرآن الكريم في سورة البقرة
“آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ” ﴿البقرة 285﴾.
وبذلك، يعتبر الإيمان بالأنبياء والرسل جزءًا لا يتجزأ من الإيمان بالله،كما توجد عدة أركان تؤكد على أهمية هذا الإيمان، مثل الإيمان بالله وملائكته وكتبه السماوية ويوم القيامة وغيرها،المسلمون يتوقعون أن كافة الأمم قد أُرسل إليهم رسل من قبل الله سبحانه وتعالى، حيث جاء في القرآن
“إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (فاطر 24)” وأيضاً “وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ (النحل 36)”،هذه الآيات توضح أهمية رسالات الأنبياء ودورهم في هداية المجتمعات البشرية،
عدد الأنبياء والرسل الذين ذكروا في القرآن الكريم
لقد ذُكِر في القرآن الكريم نحو 25 نبيًا ورسولًا، مع ذكر 18 منهم في سورة الأنعام،تأتي الآية لتوضح
“وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ” (الأنعام/83-86).
هذا يعتبر دليلاً على أن عدد الأنبياء هو بالفعل كبير، حيث أن هذا الذكر لم يكن على سبيل الحصر،فالكثير من الأنبياء ربما لم يرد ذكرهم بشكل صريح ولا يزال هناك اعتراف ومستندات أخرى تؤكد على وجود أنبياء آخرين لم يُذكَروا،
الأنبياء والرسل الذين لم يذكروا في القرآن الكريم
الشق الثاني من السؤال حول الأنبياء الذين لم يُذكروا في القرآن يعتبر أكثر تعقيدًا،لا يمكن معرفة العدد الدقيق أو حتى أسماء هؤلاء الأنبياء، وذلك بناءً على عدة أسباب،أولاً، يُشير الله سبحانه وتعالى في كتابه إلى
“إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا” (النساء 163-164).
هذا يشير إلى أن هناك العديد من الأنبياء الذين لم تُذكر قصصهم، مما يوحي بأن تحديد عددهم سيكون تناقضًا مع النصوص القرآنية،
أيضًا، هناك أحاديث ضعيفة تناولت عدد الأنبياء الذين لم يُذكَروا والتي غالبًا ما تفتقر إلى الدقة،الحديث الذي ينسب إلى أبو ذر الغفاري يتحدث عن عدد الأنبياء، لكنه ضعيف وفقًا للعديد من العلماء، مما يجعل تحديد العدد أمراً صعباً للغاية،
حديث عدد الأنبياء والمرسلين
ومع ذلك، توجد أحاديث برواية محترمة تُشير إلى عدد الأنبياء والمرسلين،أُخرج عن أبي أمامة الباهلي “كان آدَمُ نبيًّا مُكَلَّمًا، كان بينَهُ وبين نُوحٍ عشرَةُ قُرُونٍ، وكَانَتِ الرسلُ ثلاثُمَّائةٍ وخمسةَ عشرَ”،
على هذا، فإن العدد الإجمالي للأنبياء يُعتبر ثلاثة عشر؛ هذا يتضمن الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم وبهذا فإن الذين لم يُذكروا سيكونون مائتين وتسعين نبيًا ورلاً مما يزيد في حكاية العدد المجهول،
بذلك، نختتم بمسألة أهمية الإيمان بجميع الأنبياء والرسل، حيث أن المسلمين يؤمنون بكافة الأنبياء بدون تمييز، كما جاء في قوله تعالى “لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ” وهذا يعكس الروح العامة للإيمان الإسلامي،وفي الختام، نسأل الله أن يُوفقنا جميعًا لما فيه خدمة الإيمان ونشر المعرفة الصحيحة حول رسالته.