تراجع الدولار يعزز جاذبية الذهب وسط ترقب لخطاب تنصيب ترامب

تراجع الدولار يعزز جاذبية الذهب وسط ترقب لخطاب تنصيب ترامب

في عالم الأسواق المالية، يعتبر الذهب من أهم الأصول التي يتابعها المستثمرون عن كثب، حيث يعكس أداءه اتجاهات اقتصادية وسياسية واسعة،ومن المعروف أن العلاقة بين الذهب والدولار الأمريكي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد أسعار الذهب،يشهد سوق الذهب في الوقت الحالي حالة من الاستقرار النسبي، حيث تترقب الأوساط المالية خطاب تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،إن هذا الخطاب ليس مجرد حدث سياسي، بل يعد نقطة تحول محورية قد تؤثر على السياسات الاقتصادية ويرتبط بها مستوى التضخم المتوقع، وهو ما سيؤثر بشكل جذري على سوق الذهب،لذا، فإن متابعة هذه التطورات تلقي بظلالها على توقعات المستثمرين وقدرتهم على اتخاذ القرارات الاستثمارية المدروسة.

أسعار الذهب اليوم

سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.3٪، ليصل إلى 2711.29 دولارًا للأوقية، في تمام الساعة 0659 بتوقيت جرينتش،على الرغم من تراجع الذهب بنسبة 0.5٪ في وقت سابق من اليوم، تم تسجيل ارتفاع طفيف في العقود الآجلة للذهب الأمريكي، والتي ارتفعت بنسبة 0.1٪ لتصل إلى 2752.40 دولارًا،ينعكس هذا الأداء الإيجابي على الطلب المتزايد على الذهب، خاصة في ظل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، مما يزيد الإقبال على شراء الذهب كملاذ آمن، خصوصًا من قبل المستثمرين الأجانب المستفيدين من انخفاض قيمة الدولار.

تأثير الدولار الأمريكي على الذهب

يؤدي تراجع الدولار الأمريكي إلى جاذبية الذهب، وهو ما يلاحظ حالياً في الأسواق،فقد ذكر تيم ووترر، كبير محللي السوق في KCM Trade، أن نبرة أكثر تصالحية من الرئيس ترامب في ما يتعلق بالسياسات التجارية يمكن أن تقلل من المخاوف التضخمية، مما سيؤدي في النهاية إلى تراجع عائدات الدولار وسندات الخزانة الأمريكية،في حال حدوث ذلك، قد يعد الذهب أحد الأصول التي تستفيد من المشهد المالي الجديد.

تعريفة ترامب الجمركية

تتزايد التوقعات حول تأثير سياسات التعريفة التجارية المنتهجة من قبل ترامب، حيث قد تسهم في التضخم ورفع الطلب على الذهب كملاذ آمن،وأفادت مذكرة صادرة عن جولدمان ساكس بأن الطلب على الذهب قد يرتفع نتيجة السياسات المقبلة، حيث وضعت احتمالًا بنسبة 10٪ لتعريفة فعالة بنسبة 10٪ على الذهب خلال الاثني عشر شهرًا القادمة،هذا التوجه قد يغير مسالك الأسواق المالية ويؤدي إلى تحولات جديدة في السوق العالمية.

أسعار السبائك

في سياق متصل، أشار البنك المركزي مؤخرًا إلى رفع توقعاته بشأن الطلب على الذهب، بينما أبقى توقعاته لأسعار السبائك طويلة الأجل عند 3000 دولار للأوقية حتى منتصف عام 2026،ويعزى ذلك إلى توقعات بخفض أسعار الفائدة بشكل أقل في عام 2025،بالإضافة إلى ذلك، شهدت أسعار الفضة والبلاديوم ارتفاعًا أيضًا، حيث سجلت الفضة الفورية بنسبة 0.2٪ إلى 30.39 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.2٪ إلى 949.05 دولار، في حين تراجع البلاتين بنسبة 0.4٪ ليستقر عند 938.93 دولار.

خلاصة القول، يمثل السوق الحالي للذهب وتطوراته محملًا بدروس ومؤشرات من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على المستثمرين في السنوات المقبلة،إن الخطاب السياسي والقرارات الاقتصادية لها تأثير مباشر على جاذبية الذهب، التي يجب أن تسلط الضوء، ليس فقط على الأسعار بل أيضًا على تحركات السوق بشكل عام،إن الاستقرار النسبي الحالي قد يكون بمثابة الفرصة للمستثمرين للبحث عن الفرص المتاحة في ظل هذه الظروف المتغيرة، مستفيدين من التقلبات المحتملة واستشراف المستقبل في تصرفاتهم الاستثمارية.