تعد مشكلة ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال من المواضيع الصحية المهمة التي تسترعي انتباه الأمهات والآباء،يمثل ارتفاع الحرارة، حتى في حال عدم ظهور أعراض أخرى، حالة تستدعي التفكير والتأمل في الأسباب والخلفيات المحتملة التي قد تؤدي إلى حدوث ذلك،في هذا المقال، سوف نستعرض بإيجاز الأسباب الشائعة لارتفاع درجة حرارة الأطفال، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع تلك الحالة وما يجب على الأمهات مراعاته لضمان سلامة أطفالهم،سنتناول أيضًا متى يجب القلق واللجوء إلى استشارة طبيب مختص.
أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال بدون أعراض
قد تُواجه الأم موقفًا غير مريح عندما تلاحظ ارتفاع درجة حرارة طفلها لتجاوز الـ 37 درجة مئوية، دون أن يكون هناك أي علامات أو أعراض تشير إلى معاناته،إن ارتفاع الحرارة شيء طبيعي يحدث كثيرًا جدًا عند الأطفال، ولكنه قد يُثير قلق الأمهات، خاصة في حال عدم وجود أي مرض واضح،تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال، وقد يكون ذلك ناتجًا عن استجابة الجسم لمسببات العدوى أو عوامل أخرى،فيما يلي نذكر بعض هذه الأسباب بشيء من التفصيل
1- الإصابة بالعدوى
تُعتبر العدوى، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية، واحدة من العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال،يقوم جهاز المناعة باستجابة تلقائية لوجود هذه العدوى من خلال تحفيز كريات الدم البيضاء، مما يؤدي في الغالب إلى حرارة الجسم، وقد لا تظهر أعراض أخرى إذا كانت العدوى خفيفة أو غير واضحة.
2- الملابس الكثيرة
تتعرض بعض الأطفال لارتفاع درجة الحرارة بسبب ارتدائهم الكثير من الملابس، خاصة في الأجواء الدافئة،تشعر الأم بأنها تحمي طفلها من البرد، لكنها قد تفقد السيطرة على درجة حرارة جسمه، مما يؤدي إلى العرق وارتفاع حرارة الجسم دون أن تصاحب هذه الحالة أي أعراض مباشرة أخرى.
3- تلقي الطفل للتطعيمات
يتعرض الأطفال في أيام حياتهم الأولى لتطعيمات روتينية، والتي قد يصاحبها ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وهو رد فعل طبيعي لجهاز المناعة في بدء محاربة الأجسام الغريبة.
4- تسنين الرضيع
التسنين يعد مرحلة مزعجة للرضع، إذ يُعاني الطفل من الأوجاع وعدم الراحة، وقد يُظهر ارتفاعًا في درجة حرارة الجسم دون ظهور أي أعراض أخرى،قد يكون هذا الارتفاع طبيعيًا ولكن لا بد من مراقبته من قبل الأبوين.
5- أسباب أخرى لارتفاع الحرارة عند الأطفال
هناك العديد من الأسباب المحتملة الأخرى التي قد تؤدي إلى ارتفاع الحرارة عند الأطفال، منها
- الإصابة بالحصبة.
- مرض السعال الديكي.
- الإصابة بالطفح الوردي.
- نزلات البرد.
- التهاب الأذن الوسطي.
- عدوى الجيوب الأنفية.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
- التهاب المعدة أو الأمعاء.
- خلل هرموني.
- الإصابة بالسرطان.
متى تكون الحرارة المرتفعة خطيرة لدى الأطفال
على الرغم من الأسباب المدروسة لارتفاع الحرارة عند الأطفال، إلا أن هناك حالات تستدعي القلق،من الضروري استشارة طبيب في الحالات التالية
- ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية للأطفال دون 3 شهور.
- إذا وصلت درجة الحرارة لـ 39 درجة للأكبر سناً.
- ملاحظة قلة نشاط الطفل أو فقدان الشهية.
- وجود قيء أو إسهال.
- ظهور طفح جلدي.
- علامات الجفاف.
- تصلب الرقبة أو صعوبة التنفس.
- استمرار ارتفاع الحرارة لأكثر من 24 ساعة.
كيفية قياس درجة حرارة الطفل
تتراوح درجة الحرارة الطبيعية للأطفال بين 36.6 و37.2 درجة مئوية،لقياسها بدقة، يمكن استخدام الطرق التالية
1- استخدام ميزان الحرارة الرقمية
يساعد ميزان الحرارة الرقمية على قياس الحرارة من أسفل الإبط بسهولة،يتم وضعه تحت الإبط والانتظار حتى يصدر صوتًا يدل على انتهاء القياس.
2- استخدام ميزان حرارة الأذن
ميزان حرارة الأذن يعد جهازًا دقيقًا وسريعًا لقياس درجة الحرارة.
3- الشريط الحراري
الشريط الحراري وسيلة تقليدية ولكنها ليست دقيقة كغيرها من الوسائل.
4- ميزان الحرارة الزئبقي
يعتبر قديمًا، ويستخدم من خلال عدة طرق، لكن يجب التعامل معه بحذر.
طرق علاج ارتفاع الحرارة للأطفال
يمكن معالجة ارتفاع الحرارة الخفيف في المنزل عبر عدة طرق، منها
1- منح الطفل دواء الباراسيتامول
بشرط أن يكون عمره أكثر من 3 شهور، مع الالتزام بالجرعات المحددة.
2- تقليل الملابس
تحفيز الطفل المتعرق على ارتداء ملابس أقل يعد ضروريًا لتخفيف الحرارة.
3- تناول السوائل
ينبغي التأكد من أن الطفل يتناول كميات كافية من السوائل للحفاظ على الترطيب.
4- الحمام الفاتر
استحمام الطفل بماء فاتح قد يساعد في تنظيم حرارة جسمه.
5- تهوية المنزل
تهوية أمكنة الطفل تبقي على برودة الجو وتساعد في منع الارتفاعات غير المرغوب فيها في الحرارة.
6- عمل الكمادات
تطبيق كمادات باردة يمكن أن تسهم في خفض الحرارة.
نصائح عند ارتفاع حرارة الطفل
توجد نصائح عديدة ينبغي اتباعها عند ارتفاع درجة حرارة الطفل،من المهم عدم التأخير في استشارة الطبيب عند الحاجة، وعدم منح الطفل أدوية دون استشارة طبية، بالإضافة إلى مراقبة أي علامات للإصابة بالجفاف أو الأعراض،إن الاعتناء بصحة الطفل في حالات الحمى يعتبر من الأمور الحساسة التي تتطلب اهتمامًا ودراية من الأهل.
ختامًا، فإن ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال قد يكون عرضًا طبيعيًا لمجموعة من الأسباب التي لا تستدعي القلق، بينما قد تشير حالات أخرى إلى مشاكل صحية أكبر لذلك ينبغي على الأهل أن يكونوا دائمًا يقظين لأعراض أطفالهم وأن يستشيروا الأطباء عند الحاجة.