لطالما كان موضوع تربية الكلاب ومكانتها في الإسلام مثار جدل بين المسلمين، حيث يتساءل الكثيرون عما إذا كانت هذه الكائنات تطرد الملائكة من المنازل، وما هو الحكم الشرعي لتربيتها،بناءً على مجموعة من النصوص الدينية، يستند المقال إلى تعاليم القرآن والسنة لتحقيق فهم متكامل حول هذا الموضوع،سنقوم في هذا البحث بتعريف المسألة وضح جوانبها المختلفة، بما في ذلك الدلائل من الكتاب والسنة، مما يمكن القارئ من استيعاب أفضل للتوجهات الشرعية المتعلقة بتربية الكلاب.
هل الكلاب تطرد الملائكة
هذا السؤال يعد من الأمور التي تهم المسلمين بشكل خاص، حيث ينهض برغبتهم في تربية الحيوانات الأليفة،جاء في الحديث النبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ولا كلب)،كما جاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم (من اقتنى كلبًا ليس بكلب ماشية أو ضارية نقص كل يوم من عمله قيراطان)،وهو ما يؤكد أن اقتناء الكلاب، حينما لا يكون لأغراض مشروعة، يعد بمثابة عائق أمام دخول الملائكة.
- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من اتخذ كلبًا إلا كلب زرع أو غنم أو صيد ينقص من أجره كل يوم قيراط)،وهنا يستدل على أن اقتناء الكلاب لغير هذه الأغراض يدعو لتقصير الأجر.
- قد حدثت واقعة بين النبي جبريل حيث تأخر عليه، وعندما استفسر عن السبب، أُخبر بوجود كلب وصور تمنع الملائكة من دخول المنزل، مما جعل النبي عليه الصلاة والسلام يتخذ قرارات فورية للتخلص من هذه الأشياء.
- من الواضح أن اقتناء الكلاب داخل المنازل من دون حاجة شرعية يُعتبر مكروهًا، حيث يتسبب ذلك في نجاسة المكان، مما يُعيق المسلم من أداء فرائضه.
أسباب عدم دخول الملائكة البيت
تعددت الآراء حول الأسباب التي تمنع دخول الملائكة إلى البيوت التي تحتوي على كلاب،فشرح النووي تكلم عن النقاط الظاهرة في هذا الشأن، ومنها
- رائحة الكلاب التي تنبعث من أكلها النجاسات مما يُسبب انزعاج الملائكة التي تنفر من الروائح الكريهة.
- المقصود من الملائكة ممن لا تدخل تلك المنازل، هي الملائكة الطوافة التي تجتمع في حلقات الذكر التي تدعو للناس.
هل تربية الكلاب حرام
من خلال الأحاديث السابقة يظهر لنا أن الشرع وضع معايير واضحة للأفعال المحرمة والمكروهة والمباحة،لذلك، يرتكز الحكم الشرعي حول اقتناء الكلاب على عدة نقاط
- كلاب الصيد، التي يتم تدريبها لذلك، مسموح بها ولكن يُفضل أن تبقى خارج المنزل، مع ترك منطقة خاصة للصلاة خالية من الكلاب.
- كلاب الحراسة، التي تُستخدم لحماية المنازل أو الماشية، تعد من الممكن اقتنائها، مما لا يمنع دخول الملائكة.
- كلاب مساعدة المكفوفين، والتي تعين الإنسان في حياته، هي أيضًا مسموح بها.
الخلاصة في 9 نقاط
- النقاش حول تربية الكلاب مُباح وفقًا لأحكام الشريعة، ولكن بتوجيهات واردة من الأحاديث النبوية.
- استخدام الكلاب لغرض الحماية أو للماشي، لا يمنع دخول الملائكة.
- الملائكة الموكلون بالكتابة والحفظ لا يغيبون عن صاحب الكلاب، إذ يتصرفون وفق ما هو مكلفون به.
- وجود الكلاب لا يمنع الملائكة من دخول المنازل.
- الرفق بالحيوان وإظهار الرحمة تجاههم عنصر مهم في الفقه الإسلامي، بينما التقليد الأعمى في تربية الكلاب لغرض التفاخر أو التباهي غير مرغوب.
- ذكر الرسول الكريم ضرورة تطهير المكان الذي يقترب منه الكلب، مما يشير إلى احتياج الأماكن للطهارة.
- لا تُستحب الصلاة في الأماكن التي تجول فيها الكلاب نظرًا لاحتمال النجاسة.
- وجود الكلب بدون حاجة تُعتبر سلوكًا مكروهًا، يُذكر مما يُُقلل من حسنات صاحبه.
- يجب إزالة كل ما يُعين على نفور الملائكة من المكان، مثل التماثيل والصور المجسمة.
في الختام، من المهم الاعتراف بتعقيد موضوع تربية الكلاب في الإسلام،يتطلب الأمر فهماً عميقاً للنصوص الشرعية وما تحمله من دلالات،استنادًا إلى الأدلة والبراهين من السنة النبوية، يتضح أن هناك سياقات معينة يُسمح فيها بتربية الكلاب وأخرى يُنصح بالابتعاد عنها،لذلك، ينبغي على المسلم الموازنة بين حبه للحيوانات ومقتضيات الشريعة، حيث يكون احترام أركان الإسلام من أولوياته، وفي ذات الوقت يمكنه العناية بالحيوانات الأليفة بصورة معتدلة تحقق له الرضا دون الإخلال بحقوق الشرع.