حديث قدسي عن الرزق: نور الإيمان وأسرار الكفاف في حياة القلوب السليمة

حديث قدسي عن الرزق: نور الإيمان وأسرار الكفاف في حياة القلوب السليمة

في بداية الحديث عن موضوع الرزق، يعتبر الرزق من أهم الأشياء التي تشغل بال الكثيرين في حياتهم،إنَّ ما يصيب الإنسان من خير أو شر، من مال أو عمل، هو في جوهره من رزق الله سبحانه وتعالى،ومن هذا المنطلق، يأتي الحديث حول الأحاديث القدسية المتعلقة بالرزق، لما لها من أهمية في فهم كيفية تقدير الله لكل مخلوق،فالرزق ليس دائماً مرتبطًا بالمال فقط، بل يتجاوز ذلك ليشمل الصحة، والعلم، والوقت، والرفاهية النفسية،ويعتبر التوكل على الله من القيم الأساسية التي تساعد الفرد في الحصول على رزقه، إضافة إلى الأخذ بالأسباب.

حديث قدسي عن الرزق

فيما يلي نجد حديث شريف يوضح كيفية جلب الرزق، حيث يعتبر التصدق من أبرز السبل لاستجلاب الرزق،وكذلك، يُؤكد الحديث على أن الله يرزق المؤمنين كيف يشاء، ومن مصادر قد لا يتوقعونها

روي عن علي بن الحسين بن علي قوله (اجتمع علي بن أبي طالب وأبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فتماروا في أمرٍ،فقال لهم علي بن أبي طالب انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأله،فلما وقفوا على النبي قالوا يا رسول الله، جئنا نسألك،فقال إن شئتم سألتموني، وإن شئتم أخبرتكم بما جئتم له،فقالوا أخبرنا يا رسول الله،فقال جئتم تسألوني عن الصنيعة لمن تكون، ولا ينبغي أن تكون إلا لذي حسب أو دين،كما جئتم تسألوني عن الرزق، فإن الذي يجلبه الله للعبد هو من عنده، وليس من تحصيل العبد، ولكنه يتنزل بالصّدقة، وجئتم تسألوني عن جهاد الضعيف، فهو الحج والعمرة، وجئتم تسألوني عن جهاد المرأة، وهو حسن التبعّل لزوجها،وجئتم تسألوني عن الرزق من أين يأتي وكيف يأتي، فإن الله قد أبى أن يرزق عبدَه المؤمن إلا من حيث لا يحتسب).

حديث قدسي عن الرزق والتوكل

كذلك نجد أن هناك أحاديث عديدة تتعلق بالتوكل على الله كسبيل لجلب الرزق،فالتوكل يعبر عن اعتماد العبد على الله والثقة في تدبيره، مما يعكس إيمانًا قويًا بقضائه وقدره،وهنا أحد الأحاديث المتعلقة بالرزق والتوكل

روى البخاري ومسلم عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- (إن الله عز وجل قد وكّل بالرحم ملكًا، فيقول أي رب، نطفة، أي رب، علقة، أي رب، مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقًا، قال أي رب، ذكر أم أنثى شقي أم سعيد وما الرزق وما الأجل فيُكتب ذلك في بطن أمه).

حديث قدسي عن الدنيا والرزق

لا شك أن الله هو الذي يكتب للعباد أرزاقهم وهم في بطون أمهاتهم، كل إنسان يكون معروفًا عند الله ماهو رزقه وما أجله وما جنسه، كل ذلك في كتاب قدره،وفيما يلي أحاديث عن الرزق والدنيا

  • حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “يا ابن آدم تفرغ لعبادتي، أملأ صدرك غنى وأسدد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلًا ولم أسد فقرك”.
  • ومن الأحاديث القدسية المشهورة على الرغم من ضعفها، “إنّي والإنس والجن في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري، وارزقه ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلى صاعد، أتوَدد إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي، أهل ذكري أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أقنطهم أبدًا من رحمتي، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعائب”.

حديث قدسي عن الرزق الشعراوي

استشهد الشيخ الشعراوي في خطبة شهيرة له بكلمات رائعة عن الرزق، وذكر فيها حديثًا قدسيًا عن الله عز وجل، والذي يتحدث فيه الله لعباده، قائلًا

  • يا ابن آدم، خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب،فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محمودًا، وإن لم ترضى بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذمومًا.
  • يا ابن آدم، خلقت السماوات السبع والأرضين السبع، ولم أعي بخلقهن، أيتعبني رغيف عيش أسوقه إليك بدون تعب، يا ابن آدم، لا تطالبني برزق غد كما لم أطلبك بعمل غد، فإني لم أنس من عصاني، فكيف من أطاعني وأنا على كل شيء قدير،يا ابن آدم، أنا لك محب، فبحقي عليك كن لي محبًا.

حديث عن قطع الرزق

فيما يتعلق بقطع الرزق، هناك أسباب عديدة يمكن أن تمنع الرزق مثل قطع صلة الرحم، الكيل في الميزان، الربا والمال الحرام،وفيما يلي أحاديث توضح أسباب قطع الرزق وعواقبها

  • قال عليه الصلاة والسلام (من أحب أن يُبسَط له في رزقه ويُنسَأ له في أجله فليتق الله وليصل رحمه).
  • أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهَر الفاحشة في قومٍ قطُّ حتى يُعلِنوا بها، إلا فشَت فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا،ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم،ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطَروا،ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسول الله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم،وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.
  • وعن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال (ما من قومٍ يظهر فيهم الربا إلا أُخذوا بالسنين، وما من قومٍ يظهر فيهم الرشوة إلا أُخذوا بالرعب).

آيات قرآنية عن الرزق

بعد تناول الأحاديث القدسية عن الرزق، يجدر ذكر الآيات القرآنية التي تتحدث ببلاغة عن الرزق وكيفية تحصيله،وقد وردت العديد من الآيات في سور مختلفة

  • قال الله تعالى في سورة الأعراف (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون).
  • قال الله تعالى في سورة هود (ويا قومِ استغفروا ربّكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين).
  • قال الله تعالى في سورة سبأ (قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين).
  • قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق،﴿32 الإسراء﴾
  • والله فضل بعضكم على بعض في الرزق،﴿71 النحل﴾
  • إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر،﴿30 الإسراء﴾
  • فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروه له،﴿29 العنكبوت﴾
  • الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له،﴿62 العنكبوت﴾
  • أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر،﴿37 الروم﴾
  • له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر،﴿12 الشورى﴾

في الختام، تناولنا في مقالنا حديث قدسي عن الرزق وأهميته في حياة المؤمن،لقد استعرضنا مجموعة من الأحاديث والنصوص التي تسلط الضوء على كيف يوزع الله الرزق على عباده، حيث إن الرزق أحد أهم نعم الله تعالى ولابد للمؤمن من الإيمان بقدر الله،ونأمل أن يكون هذا المقال قد قدم الفائدة المرجوة لكم، وأن تجدوا فيه المعلومات والنصوص التي تعينكم على فهم مفهوم الرزق،نسأل الله أن يمنّ علينا جميعًا برزقٍ حسن حلال، وأن ينعم علينا بما يرضي به قلوبنا.