تُعتبر مرحلة الطفولة من الفترات الحيوية في حياة الإنسان، إذ تتميز بتطورات سريعة في النمو الجسدي والعقلي،ومن بين المسائل التي تثير اهتمام العديد من الآباء والأمهات هي حالة فرط الحركة التي قد تظهر لدى بعض الأطفال،خلال هذا المقال، سنستعرض مفهوم فرط الحركة وعلاقته بسلوك الأطفال، وخصوصاً أولئك الذين يبلغون من العمر سنة واحدة،سنسلط الضوء على الأنواع المختلفة لفرط الحركة، علامات الإصابة، وأسبابها، فضلاً عن كيفية علاجها والتعامل معها لضمان صحة وسلامة الطفل.
مفهوم فرط الحركة
فرط الحركة هو حالة يُعرف بها الأطفال الذين يعانون من نشاط زائد بشكل لافت للنظر، ويشار إلى هذا الاضطراب في اللغة الإنجليزية بمصطلح (ADHD) والذي يعني اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط،يُعتبر فرط الحركة نوعاً من الاضطرابات السلوكية المُعقدة، والتي تؤثر على قدرة الطفل على التفاعل مع بيئته بشكل صحي وسليم،وتظهر هذه الحالة في مرحلة مبكرة من عمر الطفل وقد تستمر معه حتى مراحل لاحقة إذا لم يتم التعامل معها بشكل دقيق.
فرط الحركة عند الأطفال عمر سنة
تشير الدراسات إلى أن حركة الطفل تُعد جزءاً طبيعياً من تطوره ونموه، ولكن من المهم التفريق بين النشاط الطبيعي للطفل وظهور علامات فرط الحركة،
- يمكن أن يواجه الآباء مشكلات كبيرة إذا ازداد نشاط الطفل بشكلٍ ملحوظ، مما يستدعي الانتباه والبحث عن حلول.
- دور الآباء هنا يكون مؤثراً للغاية حيث يتوجب عليهم مراقبة سلوك الطفل وفهم متطلباته.
- لنفهم أفضل كيفية التعامل مع هذه الحالات، سنتناول الموضوع بشكلٍ مفصل في الأسطر التالية.
أنواع فرط الحركة عند الأطفال
تتعدد أنواع فرط الحركة عند الأطفال، ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع أساسية
- فرط الحركة البسيط، والذي يُعتبر نمطاً طبيعياً مقبولًا لدى معظم الأطفال.
- فرط الحركة العميق، وهو يشير إلى ظهور أعراض نقص الانتباه مع ضعف التركيز.
- فرط الحركة المعقد، وهو الأكثر خطورة حيث يُظهر الطفل علامات الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في وقتٍ واحد.
متى تبدأ إصابة الطفل بفرط الحركة
- عادة ما تبدأ علامات فرط الحركة بالظهور في طفل يبلغ من العمر حوالي سنة،في كثير من الأحيان، يُخطئ الآباء في اعتبار هذا السلوك طبيعياً، مما قد يؤخر العلاج وبالتالي يؤدي إلى تفاقم الحالة.
- يُمكن التفريق بين النشاط الطبيعي والفرط من خلال مراقبة سلوك الطفل في أماكن متعددة مثل البيت والنادي.
- إذا استمر النشاط المفرط لعدة أشهر، يمكن الحديث عن احتمال إصابة الطفل بفرط الحركة.
علامات تدل على فرط الحركة
من العلامات الشائعة التي تساعد على تحديد حالة فرط الحركة هي
- مقاطعة الطفل للآخرين أثناء حديثهم، حيث يبدو وكأنه غير مهتم بالتواصل الاجتماعي.
- استمرار الطفل في الحركة والنشاط، ما يجعل من الصعب عليه البقاء جالسًا لفترة طويلة.
- عدم التركيز والانتباه، مما يؤدي إلى صعوبة تذكر ما يُقال له.
- عالمه الخاص الذي يسكن فيه، والذي يمكن أن يتسبب في انقطاعه عن المواقف المحيطة به.
أسباب فرط الحركة
تشير الدراسات إلى أن هناك عدة عوامل مُحتملة تساهم في ظهور فرط الحركة، ومن أبرزها
1ـ عوامل بيئية
تشمل رد فعل الطفل تجاه بعض الأطعمة المحتوية على مواد تسبب حساسية.
2ـ عوامل جينية
في حال كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بنفس الحالة، يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة بها.
3ـ عوامل نفسية
يُمكن أن تؤثر الضغوط النفسية أو المشاكل الأسرية على حالة الطفل.
4ـ عوامل عضوية
بعض المشاكل أو الإضطرابات العضوية في الدماغ قد تؤدي إلى فرط الحركة.
علاج ظاهرة فرط الحركة عند الأطفال
هناك طرق علاج متعددة يمكن استخدامها لمساعدة الأطفال على إدارة سلوكهم
1ـ العلاج السلوكي
يُركز على مراقبة سلوك الطفل وتعليمه كيفية ضبط نفسه وتقوية تركيزه.
2ـ العلاج الرمزي
تستخدم رموز معينة لتوضيح النتائج السلوكية.
3ـ العلاج النفسي
يهدف إلى تهدئة الطفل من خلال عمليات تدليك أو نشاطات مريحة.
4ـ العلاج التعليمي
يتضمن شرح عواقب السلوك وتصحيح المسار.
5ـ العلاج بالتغذية
يُفضل تناول الأغذية الطبيعية وتجنب الملونات الصناعية.
طرق التعامل مع الطفل المصاب بفرط الحركة
يجب اتباع بعض الاستراتيجيات لتقديم الدعم للطفل
1ـ تقليل سقف التوقعات
تجنب توقع الهدوء الدائم من طفل بسن صغيرة، فهذا غير منطقي.
2ـ تشتيت انتباه الطفل
يمكن توجيهه نحو أنشطة أقل حدة وقت الحاجة.
3ـ اللعب بشتى أنواعه
يعمل اللعب اليومي على تفريغ الطاقة الزائدة عند الطفل.
4ـ تحديد الأماكن المخصصة
الأماكن المحددة للعب تُساعد في تقليل الفوضى.
5ـ استشارة طبيب الأطفال
في حال كانت الحالة تستدعي، يُفضل طلب المساعدة من مختص.
الوقاية من الإصابة بفرط الحركة
- لا يمكن تفادي حدوث فرط الحركة تماماً، لكن يمكن اتخاذ خطوات للحد من incidences.
- تشمل طرق الوقاية حماية الأطفال من الملوثات البيئية أثناء الحمل.
- يجب على الآباء أن يتجنبوا التدخين حول الأطفال أو أثناء فترة الحمل.
نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بفرط الحركة
في الختام، نقدم مجموعة من النصائح التي يمكن أن تسهم في إدارة سلوك الطفل بفعالية
- اختيار الألعاب التعليمية بعناية.
- تهيئة بيئة خالية من المشتتات.
- تعزيز الروابط الاجتماعية بين الأطفال.
- تخصيص فترات راحة للصغار.
- تعليم الطفل كيفية تنظيم ألعابه.
- تقديم دعم نفسي للأطفال لتعزيز ثقتهم.
وفي ختام مقالنا هذا عن فرط الحركة عند الأطفال عمر سنة، نكون بذلك قد تناولنا عدة نقاط هامة، تبدأ من تعريف الحالة، أنواعها، وأعراضها، وصولاً إلى أسبابها وطرق التعامل والعلاج المناسبة،هذه المعلومات تمثل خطوة مهمة نحو مساعدة الآباء والمختصين في التعامل مع مثل هذه الحالات بشكل أكثر فاعلية وعلمية.