“سد النهضة شغال بعين واحدة”.. خبير يكشف تفاصيل تطورات جديدة وأسباب توقف التوربينات

“سد النهضة شغال بعين واحدة”.. خبير يكشف تفاصيل تطورات جديدة وأسباب توقف التوربينات

شهد سد النهضة الإثيوبي العديد من التطورات الحاسمة خلال الأشهر الأخيرة، مما أعاد تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالأمن المائي في المنطقة،إذ يأتي هذا في ظل تقارير مختلف الخبراء، ومنهم الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الذي أشار إلى العديد من المستجدات المتعلقة بالسد، وبين أن السد حاليا “شغال بعين واحدة” بسبب توقف التوربينات،هذه التطورات تحمل في طياتها العديد من الأسئلة المحورية حول مستقبل السد وتأثيره على دولتي المصب، مصر والسودان.

تخزين المياه في سد النهضة

أوضح الدكتور شراقي من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن التخزين الخامس في سد النهضة قد تم إكماله في الخامس من سبتمبر الماضي، ليبلغ منسوب المياه حوالي 638 مترًا،وبذلك، بلغ إجمالي التخزين في البحيرة حوالي 60 مليار متر مكعب،وبهذه الكمية، يتبقى فقط مترين للوصول إلى مستوى الممر الأوسط، الذي يجري بناء كوبرى عليه لربط جانبي السد،ومنذ انتهاء عمليات التخزين، حافظت بحيرة السد على مستوى ثابت، مع فتح بوابات المفيض العلوية للتحكم في إطلاق المياه.

بوابات مفيض سد النهضة

بعد انتهاء عملية التخزين الخامس، بدأ السد في استخدام بوابات المفيض العلوية للتصريف،وقد بدأ الأمر بفتح ثلاثة بوابات، لكن تم تقليص العدد إلى اثنتين، وفي الفترة الأخيرة تم فتح بوابة واحدة فقط اعتبارًا من التاسع عشر من نوفمبر 2025 حتى الوقت الحالي،ويعود سبب هذا التوقف إلى انخفاض معدلات المياه في المنطقة، مما أدى إلى تقليص الإيراد المائي اليومي للسد إلى حوالي 60 مليون متر مكعب.

توربينات سد النهضة والتوقف المتكرر

على الرغم من تركيب أربعة توربينات في سد النهضة، إلا أن تشغيلها كان متقطعًا بشكل كبير،بحسب تصريحات الدكتور شراقي، تم تشغيل أول توربينين في فبراير وأغسطس 2025، بينما تم تركيب التوربينين الآخرين في أغسطس 2025،ومع ذلك، فإن أداء هذه التوربينات كان متوقفًا في بعض الفترات لعدة أشهر، حيث لم تُستخدم التوربينات الأربعة إلا لبضعة أيام خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو ما يثير تساؤلات حول كفاءة تشغيل السد في الوقت الحالي.

سبب توقف التوربينات

استعرض الدكتور شراقي الأسباب التي أدت إلى توقف التوربينات، مشيرًا إلى أن انخفاض الإيراد المائي اليومي نتيجة لنقص المياه في المنطقة ساهم في تقليص عدد ساعات التشغيل،وأوضح أن الكمية اليومية التي تصل إلى السد، والتي تقدر بحوالي 60 مليون متر مكعب، يجب أن تمر من خلال بوابات المفيض أو التوربينات،وفي الوضع الراهن، يتم فتح بوابة واحدة فقط لضبط تدفق المياه، مما أدى إلى تقليص كمية المياه التي يتم ضخها.

التوقعات المستقبلية

يرجح أن يعاد تشغيل التوربينات حال تحسن مستويات الإيراد المائي وزيادته، مما سيتيح ضخ كميات إضافية من المياه من مخزون بحيرة السد إلى التوربينات،في حال إعادة تشغيل التوربينات، فإن ذلك سيساهم في رفع الإيراد المائي اليومي للسد، مما سينعكس إيجابيًا على أداء السد وبنيته التحتية مستقبلاً.

خلاصة القول

تستمر تطورات سد النهضة في جذب الانتباه، حيث أشار الخبراء إلى أن السد يعمل حاليًا “بعين واحدة” نظرًا لتوقف التوربينات بشكل مستمر،ومع استمرار التحديات المتعلقة بالتخزين والتحكم في تدفق المياه، تبقى الأسئلة قائمة حول التأثيرات المحتملة لهذه التحديات على الدول المجاورة، ولاسيما مصر والسودان،يبقى أن نترقب ما ستحمله المستجدات في المستقبل القريب.