تشهد أسواق الذهب العالمية تقلبات متواصلة في أسعارها، وفي الوقت الراهن، ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف وسط تراجع قيمة الدولار الأمريكي،يعكس هذا التغير تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية على أسعار المعدن النفيس،وبالرغم من انتعاش الأسعار يوماً ما، يبقى الذهب معرضاً لتحديات عدة، الأمر الذي يسلط الضوء على ضرورة متابعة مستجدات السوق وفهم الديناميكيات المحيطة به لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
أسعار الذهب وشهادات السوق
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في تداولات اليوم الجمعة مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% إلى أدنى مستوى له منذ أسبوعين،وفقًا لتقرير صادر عن شركة جولد بيليون، ارتفعت أونصة الذهب بنسبة 0.9% لتصل إلى 2666 دولارًا، وهو أعلى مستوى لها في خمسة أيام، بعد أن بدأت التداولات عند 2639 دولارًا،هذه ال تعكس العلاقة العكسية بين الذهب والدولار، حيث يتجه المستثمرون نحو الذهب كملاذ آمن في حالات تقلبات السوق.
أداء شهري ضعيف رغم التعافي اليوم
على الرغم من الانتعاش الطفيف خلال اليوم، إلا أن الذهب يظل في اتجاه تسجيل أكبر انخفاض شهري له منذ أكثر من عام،فقد انخفضت الأسعار بنسبة 3% خلال الشهر الحالي، مسجلة أدنى مستوى عند 2536 دولارًا للأونصة، وهو أدنى مستوى لها منذ شهرين،كما أن الخسائر الأسبوعية الحالية بلغت حوالي 2%، مما يعكس الضغوط السلبية المستمرة على المعدن النفيس.
الطلب على الذهب يفوق الانخفاضات الحالية
عبر تقرير لمجلس الذهب العالمي، أظهرت التدفقات الواردة لصناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب ارتفاعًا بلغ 3.4 طن في الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر، وذلك بعد تراجع كبير بمقدار 3.6 طن في الأسبوع السابق نتيجة خروج تدفقات استثمارية من أوروبا وآسيا في سعي المستثمرين نحو عوائد مرتفعة،هذا الاتجاه يعكس أهمية الذهب كاستثمار مستدام رغم الضغوط اللحظية.
التوترات الجيوسياسية وتأثير السياسات الاقتصادية
ساهمت التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك تهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة على الصين والمكسيك وكندا، في الضبابية في الأسواق،هذه السياسات قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وقوة الدولار، مما يحد من إمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي،لذا، فإن الوضع يتطلب مراقبة دقيقة من قبل المستثمرين.
توقعات الفائدة وتأثيرها على السوق
بينما تقترب الاجتماعات الشهرية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تشير التوقعات إلى احتمال خفض أسعار الفائدة بنسبة 68%، بينما يمثل احتمال تثبيت الفائدة دون تغيير 32%،إن حالة عدم اليقين هذه تبقي الأسواق في حالة من الترقب المستمر، مما يستدعي التوجه الحذر من قبل المستثمرين الذين يسعون لتوجيه استثماراتهم وفقًا لما يحدث.
في ختام هذا التحليل، يظهر أن أسعار الذهب تتأثر بالعديد من العوامل المحورية، مثل تغيرات الفائدة والتوترات الجيوسياسية، فضلاً عن الديناميات الاقتصادية العالمية،لذلك، يجب على المستثمرين في سوق الذهب أن يكونوا على دراية بجميع المؤشرات الاقتصادية والسياسية ذات الصلة لتحليل الاتجاهات وفرص الاستثمار بشكل أفضل،إن فهم هذه العناصر يعد أمرًا ضروريًا للاستثمار الفعال في المعدن النفيس.