تعدّ الأدب العربي أحد أرقى الفنون التعبيرية التي تجسد اتساع روح الإنسان وفكره،ومن بين الأدباء الذي قدموا إسهامات بارزة واستثنائية في هذا المجال هو الروائي الروسي الكبير فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي،إذ يعتبر هذا الكاتب من أبرز كتّاب القرن التاسع عشر، حيث تناول في أعماله مواضيع تتعلق بالإنسانية والعزلة والوجود، وقد عالج العديد من القضايا المجتمعية والفلسفية من خلال شخصياته المعقدة،في هذا المقال، نستكشف بعض من أهم أقوال دوستويفسكي حول العزلة، ونتمعن في معانيها ودلالاتها.
أقوال دوستويفسكي عن العزلة
دوستويفسكي، المولود في 11 نوفمبر 1821 في موسكو، هو كاتب وروائي روسي عميق الأغوار، قدم في كتاباته تجارب إنسانية معقدة تعكس طبيعة النفس البشرية،ومن أبرز ما تناولته أعماله هو مفهوم العزلة، والتي تظهر جلية في اقتباسات عديدة له، ومنها
- “العزلة زاوية صغيرة يقف فيها المرء أمام عقله”.
- “إن القلوب المنعزلة المتوحدة التي نظن أنها قاسية، هي القلوب الجميلة يا سادة”.
- “العزلة التي يعيش فيها البشر، وتتجلى في جميع الميادين ولا سيما في عصرنا هذا.”
- “إن عصر العزلة هذا لم ينته، حتى إنه لم يصل إلى ذروته”.
- “إن كل إنسان في هذا العصر يجاهد في سبيل أن يتذوق الحياة كاملة مبتعدًا عن أقرانه، ساعيًا إلى السعادة الفردية”.
- “إن القيام بخطوة جديدة أو التلفظ بكلمة جديدة هو أكثر ما يخشاه الناس”.
- “هيهات أن تؤدي هذه الجهود إلى تذوق الحياة كاملة، فهي لا تقود إلا إلى فناء النفس فناء كاملًا، ولا تقود إلا إلى نوع من الانتحار الروحي بعزلة خانقة”.
- “لقد انحل المجتمع في عصرنا إلى أفراد يعيش كل منهم في جحره كوحش، ويهرب بعضهم من بعض، ولا يفكرون إلا في أن يخفوا ثرواتهم عن بعض، وهم يصلون من ذلك إلى أن يكره بعضهم بعضًا وإلى أن يصبحوا جديرين بالكره هم أيضًا أن الإنسان يكدس الخيرات فوق الخيرات في العزلة وتسره القوة التي يحسب أنه يملكها بذلك، قائلًا لنفسه أن أيامه قد أصبحت بذلك مؤمنة مضمونة، أنه لا يرى لحماقته”.
- “ينسى في عزلته القوانين التي تحكم الإنسانية حقًا، وينتهي إلى أن يرتعد كل يوم خوفًا على ماله الذي أصبح حرمانه يحرمه من كل شيء”.
- “لقد غاب عن البشر تمامًا أن الأمن الحقيقي لا يتحقق في الحياة بالعزلة وإنما باتحاد الجهود وتناسق الأعمال الفردية”.
أشهر أقوال دوستويفسكي الحزينة
يمتاز دوستويفسكي بأسلوبه الأدبي التشكيلي الذي يعكس حزنه وتعليقه على قضايا المجتمع والإنسانية،ومن أشهر مقولاته الحزينة التي تعكس تجربته الشخصية وانعكاسها على أعماله الأدبية
- “الألم والمعاناة أمران لا مفرّ منهما للوصول إلى ذكاء كبير وقلب عميق.”
- “هنالك أمر واحد أخشاه وهو ألاّ أكون جديرًا بمعاناتي.”
- “ما هو الجحيم أنا أصرّ على أنّه المعاناة من عدم القدرة على الحبّ!”
- “كلمّا كان الليل أشدّ ظلمة، كانت النجوم أكثر سطوعًا.”
- “غالبًا ما يتحدّث الناس عن القسوة الوحشية للإنسان، لكن ذلك غير عادلٍ ومُجحف بحقّ الوحوش، فلا يمكن لحيوان أن يكون بقسوة الإنسان، بتلك القسوة الماهرة بل والفنية أيضًا.”
- “الكثير من التعاسة جاءت إلى العالم بسبب الحيرة والكلمات التي لم تُقال.”
- “الناس يكرهون القوي ويطيعونه، ويحبون الضعيف ويستحقرونه.”
أجمل مقولات دوستويفسكي
يمتلك دوستويفسكي العديد من المقولات التي تمثل فلسفته ورؤيته حول الحياة والوجود، ومن هذه المقولات
- “أخذ خطوة جديدة، أو التفوّه بكلمة جديدة…هذا ما يخافه البشر أكثر من أيّ شيء آخر.”
- “أستطيع رؤية الشمس، لكن حتى وإن لم أراها، فأنا أعلم أنّها موجودة، وأعلم أنّها هناك…هذا هو معنى العيش.”
- “الأحمق صاحب القلب دون عقل تعيس تمامًا كحال الأحمق بعقل دون قلب.”
- “الأذكى على الإطلاق من وجهة نظري، هو المرء الذي ينعتُ نفسه بالأحمق مرّة واحدة على الأقلّ كلّ شهر.”
- “الأهم من كلّ شيء هو ألاّ تكذب على نفسك، الرجل الذي يكذب على نفسه ويستمع لكذبته سيصل إلى مرحلة لن يتمكّن بعدها من تمييز الحقيقة في داخله أو من حوله.”
- “التفوّه بالهراء هو الميزة الامتياز الوحيد الذي تمتلكه البشرية على الكائنات الحيّة الأخرى.”
- “ما أسعد أولئك الذين لا يملكون شيئاً يستحقّ أن يوصِدوا عليه الأبواب بالأقفال.”
- “من أعظم ألغاز الحياة البشرية هو تحول الأحزان القديمة تدريجيًا إلى شعور هادئ ولطيف بالفرح.”
لمحات من حياة دوستويفسكي
مثل الكثير من الكتّاب العظماء، عاش دوستويفسكي حياة مليئة بالتحديات والأفراح،وُلد في موسكو، وعاش طفولة صعبة، إلا أنه استطاع تجاوز الصعوبات ليصبح واحدًا من أعظم الروائيين في التاريخ،في عام 1881، توفيت هذه العبقرية في سن التاسعة والخمسين، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا لا يتلاشى.
الاسم بالعربية | فيودور ميخائيلوفيتش دسطويفسكي |
تاريخ الميلاد | 11 نوفمبر 1821 |
محل الميلاد | موسكو، الإمبراطورية الروسية |
تاريخ الوفاة | 9 فبراير 1881 |
سبب الوفاة | صرع، ونفاخ رئوي |
أشهر أعمال دوستويفسكي
ترك دوستويفسكي رصيدًا أدبيًا هائلًا من الروايات التي ساهمت في تشكيل الأدب الروسي والعالمي،تُعتبر أعماله من أبرز الكتب التي يُحتفل بها حتى يومنا هذا،من أبرز أعماله
- الجريمة والعقاب.
- الأخوة كارامازوف.
- الأبله.
- مذلون مهانون.
- الإنسان الصرصار.
- الزوج الأبدي.
- الشياطين.
تعتبر كتاباته جسرًا بين القراء وتجارب الحياة المعقدة، وقد أسهمت في إثراء الأدب العالمي بأسئلة عميقة حول الهوية، المعاناة، والعزلة المعاصرة،لقد ألهم دوستويفسكي أجيالًا من الكتّاب والمفكرين، وتبقى أقواله خالدة تحمل في طياتها دروسًا مهمة حول حياة الإنسان ومعاناته.