تعتبر صلاة الاستخارة من الأمور المهمة في حياة المسلم، حيث توفر له وسيلة للتوجه إلى الله سبحانه وتعالى في طلب التوفيق في اتخاذ القرارات،فنجد أن الشريعة الإسلامية قد تناولت مختلف جوانب حياة الإنسان، بما في ذلك كيفية الصلاة وما يتعلق بها من أحكام،وبالتالي، يتساءل الكثيرون عن مواعيد صلاة الاستخارة ومتى يمكن أداؤها،في هذا المقال، سنستعرض الجوانب المتعلقة بصلاة الاستخارة ونوضح الحكم في أدائها بعد صلاة الظهر، ونأمل أن نجد فيه إجابة شافية للعديد من التساؤلات.
هل يجوز صلاة الاستخارة بعد الظهر
يستطيع المسلم أداء صلاة الاستخارة في أي وقت من أوقات اليوم، باستثناء الأوقات التي نُهي عن الصلاة فيها،وتشمل هذه الأوقات
- الوقت الممتد من بعد صلاة العصر وحتى دخول وقت المغرب، وهو الوقت الذي تقترب فيه الشمس من المغيب، حيث يعتقد أن الشياطين تحيط بها في ذلك الوقت، مما يُسبب كراهية للصلاة فيه.
- الوقت من بعد الفجر وحتى شروق الشمس، حيث يُفضل أداء صلاة الفجر في وقتها ثم الامتناع عن الصلاة حتى وقت الشروق.
- الوقت الذي يسبق دخول وقت الظهر بحوالي خمسة عشر دقيقة، مما يعني أنه يمكن أداء صلاة الاستخارة بعد الظهر، لكن لا يجوز أداؤها قبل الدخول في وقت صلاة الظهر.
- وبناءً على الأوقات المذكورة، فإنه يُسمح للمسلم بأداء صلاة الاستخارة في أي وقت آخر، ولكن هل هناك أوقات محددة يُفضل فيها أداؤها
- نعم، فعلى سبيل المثال، يُفضل أداء الاستخارة في ثلث الليل الأخير عندما ينزل الله عز وجل- إلى السماء الدنيا، مما يجعل هذا الوقت من الأوقات المباركة التي يستجاب فيها الدعاء بشكل أكبر من أوقات أخرى.
- ووفقاً لما ذكره بعض العلماء، فإنه يمكن أداء صلاة الاستخارة بعد الصلاة المفروضة أو بعد صلاة السنة، سواء كان المسلم ملتزماً بأداء السنن أو ليس كذلك.
عند القيام بصلاة الاستخارة، يجب أن تكون لدى المستخير نية حقيقية لأداء الاستخارة في الوقت الذي ينوي فيه أداء أي نوع من الصلوات، حيث إن عدم توفر هذه النية يُعد أمراً مرفوضاً.
حكم ركعتي الاستخارة
- تُعتبر صلاة الاستخارة من السنن الثابتة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم-، إذ كان يُحث أصحابه على القيام بها في جميع الأمور المتعلقة بحياتهم.
- الغرض من صلاة الاستخارة هو التسليم الكامل لله عز وجل- وطلب العون منه، وذلك لتحقيق الفلاح والصلاح في الدنيا والآخرة،يلجأ المسلم إلى صلاة الاستخارة عندما يجد نفسه في حيرة بشأن قرار ما، فيتوجه بالدعاء لله لأداء ركعتين يطلب فيهما التوفيق والهداية.
- عنه صلى الله عليه وسلم- قال “أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد”، وبالتالي، يسأل المسلم الله أن يُرشده إلى الصواب وأن يرزقه البركة والتيسير في هذا الأمر الذي يسعى إليه، سواء كان ما يرغب فيه أو لا.
في ختام هذا المقال، يجب أن نتذكر أن صلاة الاستخارة هي من أهم الوسائل التي توجه المسلم إلى اختيار الأفضل في أموره اليومية،من خلال الإقبال على الصلاة بطريقة صحيحة وفهم الأوقات المحددة لأدائها، يستطيع المسلم أن يتوكل على الله فيما يهمه،فلا شك أن السعي وراء الخيرات والابتعاد عن المعاصي من أولويات الحياة الصحيحة التي تميز المسلم، وهو ما يعكس إيمانه وثقته بالله في مختلف جوانب حياته.