يُعتبر نزول دم الحمل من الظواهر المشتركة التي تواجهها العديد من النساء الحوامل، وقد يُسبب هذا النزيف شعوراً بالقلق والخوف من احتمال حدوث الإجهاض أو مشاكل صحية أخرى،لذا، من المهم فهم طبيعة هذا النزيف، مدة استمراره، وأسباب حدوثه،في هذا المقال، سيتم تناول مجموعة من المعلومات الواسعة حول كل ما يتعلق بنزول دم الحمل، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة استشارة الطبيب في الحالات المشكوك فيها لضمان سلامة الأم والجنين.
كم يستمر نزول دم الحمل
عادة، يستمر نزول دم الحمل ما بين يوم إلى يومين، ويظهر في هيئة بقع متقطعة، لكن بعض الحالات قد تستمر لديها هذه الحالة لفترة تصل إلى أربعة أيام. ومع ذلك، إذا استمر النزيف لفترة أطول، فإنه يُفضل استشارة الطبيب، حيث إن ذلك قد يكون دليلاً على وجود خطر الإجهاض أو إصابة أخرى،يشير النزيف في بعض الأحيان إلى الإجهاض، خاصةً إذا كان مصحوباً بتشنجات حادة، أو إذا كانت كمية النزف أكبر من المعتاد في الدورة الشهرية، بالإضافة إلى الألم في المنطقة السفلية من البطن، مما يؤدي إلى فقدان الجنين دون أن تدرك الأم أنها حامل.
أسباب نزول دم الحمل
توجد عدة أسباب تؤدي إلى نزول دم الحمل، وذلك بخلاف حالات الإجهاض، حيث سنستعرض فيما يلي الأسباب المحتملة خلال فترات الحمل المتعددة
1- الشهور الأولى
قد يحدث نزول الدم في الثلث الأول من الحمل بسبب الوضع الطبيعي الذي يحدث عند انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم،العديد من النساء قد يلاحظون هذا النزيف قبل أن يدركوا أنهم حاملون، مما يجعلهم يعتقدون أن الدم هو نتيجة الدورة الشهرية.
ومع ذلك، يختلف دم الحمل عن الدورة الشهرية من حيث مدة النزيف، حيث يستمر عادةً لأقل من أربعة أيام عند حدوث الحمل بشكل سليم،هذا الأمر قد يؤدي إلى ارتباك في حساب مواعيد الولادة بسبب اعتقاد المرأة أن هذا نزيف عادي.
هناك أيضًا مجموعة من الأسباب الأخرى التي قد تسبب نزول الدم خلال الشهور الأولى من الحمل وتشمل
- الحمل خارج الرحم، المعروف بالحمل المنتبذ، حيث تلتصق البويضة في قناة فالوب أو في مناطق أخرى غير الرحم.
- الحالة الحمل الرحوي، التي تتعطل فيها البويضة الملقحة وتتحول إلى نسيج غير طبيعي.
- الحمل العنقودي، حيث تتطور المشيمة إلى تجمع من الكيسات، مما يؤدي إلى تكوين ورم سرطاني في الرحم،قد يصاحب ذلك ارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، وفقر الدم.
2- الشهور الأخرى
قد تلاحظ النساء نزول الدم أيضًا خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل، على الرغم من مرورهن بمرحلة الحمل الأولى بصورة طبيعية،من الأسباب المحتملة ما يلي
- المشيمة المنزاحة، حيث تغطي المشيمة عنق الرحم، مما قد يتسبب في نزيف شديد.
- قصور عنق الرحم، حيث ينفتح عنق الرحم مبكرًا، مما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة.
- الإجهاض، عندما يتوقف نبض الجنين قبل مرور 20 أسبوعًا.
- المخاض المبكر، الذي يظهر معه نزيف خفيف، وقد يصاحبه ألم في الظهر أو تشنجات.
- تهيج عنق الرحم.
- النمو في عمق الرحم.
- تمزق الرحم، نتيجة لعملية ولادة قيصرية سابقة.
3- اختبارات مسحة عنق الرحم
يمكن أن يتسبب إجراء مسحة عنق الرحم في حدوث نزيف خفيف, حيث يتم الحصول على عينة من عنق الرحم مما يؤدي إلى احتكاك الأنشطة الحساسة.
أعراض دم الحمل
بالإضافة إلى معرفة كم يستمر نزول دم الحمل، توجد مجموعة من الأعراض التي قد تظهر مع هذا النزيف، وتشمل
- تورم وثقل في الثدي.
- ألم في أسفل الظهر.
- الإرهاق والتعب الدائم.
- تشنجات خفيفة أقل حدة من تشنجات الدورة الشهرية.
- تقلبات المزاج.
- انتفاخ البطن و الغازات.
الفرق بين الدورة الشهرية ودم الحمل
هناك فروقات واضحة بين دم الحمل والدورة الشهرية، والتي يجب على النساء أن يكن على دراية بها
1- فترة النزيف
تستمر الدورة الشهرية عادةً بين ثلاثة أيام إلى أسبوع، حيث يكون لون الدم ساطعاً في الأيام الأولى،بالمقابل، يمتد نزول دم الحمل بشكل عام من يوم إلى يومين، كما تم ذكره سابقاً.
2- ظهور الكتل
يكون دم الحمل خالياً من أي تكتلات أو خثرات دموية، في حين قد تشهد الدورة الشهرية ظهور هذه الكتل أحياناً.
3- لون الدم
يميل دم الدورة الشهرية إلى اللون الداكن في بدايته ثم يصبح فاتحاً، بينما يظهر دم الحمل في غالب الأحيان بلون بني أو وردي فاتح.
4- الإصابة بالتشنجات
لا يرافق دم الحمل تشنجات قوية، وإذا حدث ذلك، يكون خفيفاً، بينما تشعر النساء بتقلصات ملحوظة أثناء الدورة الشهرية.
حالات القلق من دم الحمل
إذا استمر النزيف لمدة تتجاوز الثلاثة أيام، ينبغي التواصل مع طبيب مختص، لأنه قد يشير إلى وجود مشاكل،هناك أعراض تستدعي زيارة الطبيب تشمل
- الألم في جانب واحد من البطن.
- نزيف قوي وحاد.
- تزايد التشنجات الرحمية مع الوقت.
بصفة عامة، يُعتبر دم الحمل من الأعراض الطبيعية خلال الشهور الأولى من الحمل، ولكن يجب أن تكون النساء حذرات إذا ظهر هذا النزيف في المراحل الأخيرة، لأنه قد يشير إلى اضطرابات صحية تؤثر على الأم والجنين.