تعتبر التطعيمات أحد الأمور الحيوية التي تضمن سلامة الأطفال خلال مراحل نموهم، وخاصة في الأشهر الأولى بعد الولادة،يثير الآباء العديد من التساؤلات حول تأثير هذه التطعيمات على نوم الأطفال، خصوصًا بعد تلقيهم التطعيمات في سن الشهرين،يلمح الاهتمام الكبير بهذه القضية لأهمية متابعة الأثر الجانبي للتطعيمات ومراقبة سلوك الأطفال بعد الحقن،هذا البحث يستهدف دراسة العلاقة بين تلقي التطعيم وازدياد فترة النوم لدى الأطفال، ويتناول الأسباب المحتملة وراء ذلك.
هل الطفل ينام كثيرًا بعد تطعيم الشهرين
نعم، من الممكن أن يؤدي التطعيمات للأطفال إلى شعورهم بالنعاس خلال الساعات الأربعين-ثمانية التالية،هذا يُعتبر إشارة جيدة على تفاعل الجسم مع الكائنات الدقيقة الموجودة في اللقاحات،يعتمد هذا التأثير على نوع التطعيم المستخدم، الحساسية الفردية للطفل تجاهه، ودرجة تأثيراته الجانبية،هناك أدوية تُعرف بأنها تتسبب بالإرهاق و”فرط النوم” (Hypersomnia) مثل لقاح H1N1، ويؤكد الباحثون في هذا المجال أن هذه التأثيرات تمثل وسيلة لتهيئة الجسم لاستقبال الأمصال.
الدراسات التي أجريت في مجلة (Science Translational Medicine) تبرز كيف أن اللقاحات تعمل على تحفيز الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى استخدام المواد الكيميائية في المخ وتوليد شعور الإرهاق والخمول،هذا الأمر يعزز من أهمية مراقبة نوم الأطفال بعد التطعيم لضمان سلامتهم وراحتهم.
أنواع لقاحات قد تسبب النوم للأطفال ذي الشهرين
هناك مجموعة من اللقاحات التي قد تؤدي إلى الشعور بالنعاس لدى الأطفال،من الضروري أن تكون الأمهات على دراية بهذه اللقاحات ونتائجها المحتملة
- لقاح الفيروس العجلي (Rotavirus vaccine) يسبب هذا اللقاح أعراضًا مثل الإسهال والقيء والحمى، بالإضافة إلى التعب واضطرابات النوم، وهو غالبًا ما يُعطى في عمر الشهرين.
- لقاح التهاب الكبد (HepB) يمكن أن يؤدي هذا اللقاح إلى أعراض تشمل صعوبة في البلع والتنفس، سرعات في نبضات القلب، إضافةً إلى التعب والإرهاق.
- لقاح التيتانوس والدفتيريا والسعال (DTaP) قد يتسبب هذا اللقاح بألم في موضع الحقن، حمى، ونقص في الشهية، بالإضافة إلى الخمول.
- لقاح المستدمية نزلية (Hib) يعاني الأطفال بعد تلقي هذا اللقاح من ألم موضع الحقن وأعراض أخرى مشابهة للتي تظهر في لقاحات الدفتيريا والسعال.
- لقاح المكورات الرئوية المقترن (PCV13) يعاني الأطفال بعد تلقي هذا اللقاح من آلام وإرهاق عام، مما يؤدي إلى فترة النوم.
- لقاح شلل الأطفال (IPV) يُعتبر من اللقاحات المهمة التي قد تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة والإرهاق.
عدد الجرعات التي يتلقاها الطفل ذو الشهرين
- لقاح الفيروس العجلي (Rotavirus vaccine) جرعة واحدة.
- لقاح التهاب الكبد (HepB) 2 جرعة.
- لقاح التيتانوس والدفتيريا والسعال (DTaP) جرعة واحدة.
- لقاح المستدمية نزلية (Hib) جرعة واحدة.
- لقاح المكورات الرئوية المقترن (PCV13) جرعة واحدة.
- لقاح شلل الأطفال (IPV) جرعة واحدة.
هل الأطفال ينامون أفضل عند تعاطيهم اللقاح في الظهيرة
أظهرت الأبحاث الحديثة في نيويورك أن الأطفال الذين يُعطَون اللقاح في الفترة الظهيرة يميلون إلى الاستغراق في نوم أفضل مقارنةً بأولئك الذين يتلقون اللقاح في الصباح،وقد لخصت “ليندا فرانك”، الباحثة في هذا المجال، كيف أن النوم يعتبر علامة تدل على استجابة الجسم للقاح، وكانت النتائج مثيرة حيث أظهرت أن الأطفال الذين يُطعّمون في النهار ينامون لفترات أطول.
تستعرض الدراسة أيضًا أهمية النوم كعامل مساعد للشفاء من الأعراض الجانبية، مثل الحمى،يُعد “أسيتامينوفين” من أبرز الأدوية التي تتناولها الأطفال لتقليل الأعراض الجانبية للقاحات، على الرغم من أن الباحثة “ليندا فرانك” أوضحت أن هذا العلاج لا يعزز من جودة النوم.
تمت دراسة تأثير عدة لقاحات، مثل لقاح التيتانوس والدفتيريا، وعلاقته بالمساعدة في تقليل الأعراض الجانبية، وأظهرت أن فترة النوم تلعب دورًا مهمًا في تخفيف الآثار السلبية.
في الختام، يعد النوم بعد التطعيم علامة على استجابة الجسم بشكل إيجابي، وهذا ليس بالأمر السلبي كما قد يعتقد البعض،يتمثل دور الأهل في مراقبة هذا السلوك لضمان صحة وسلامة أطفالهم، حيث يعتمد الأمر بشكل كبير على مدى استجابة الطفل للعلاج وحساسيتهم تجاه اللقاحات،يمثل هذا البحث فرصة لفهم تأثير التطعيمات على الأطفال، مما يعزز من أهمية اللقاحات ودورها في الوقاية من الأمراض.