تُعتبر العلاقة بين الزوجين واحدة من أكثر العلاقات أهمّيةً في الإسلام، حيث يُعتبر كلٌّ من الصلاة وطاعة الزوج من الأمور الضرورية والواجب الالتزام بها،تنشأ تساؤلات مهمة حول كيفية الموازنة بين طاعة الزوج وأداء الصلاة في أوقاتها، وهو ما تسعى العديد من الزوجات لفهمه،في هذا السياق، سنستعرض الحكم الشرعي في حالة طلب الزوج من زوجته معاشرته عند أوقات الصلاة، مع توضيح الدلائل الشرعية المرتبطة بذلك.
زوجي يطلبني وقت الصلاة
الصلاة تُعدّ من أركان الإسلام التي توجب على كل مسلم الالتزام بأدائها في أوقاتها المحددة، وتزداد أهمية هذا الالتزام في حال دعوة الزوج للزوجة في أوقات الصلاة،إذا وجدت الزوجة نفسها في موقف يتطلب منها اختيارًا بين تلبيتها لطلب زوجها وأداء الصلاة، فإنها تحتاج إلى مراعاة الوقت المتاح لهذه الالتزامات،فإذا لم يكن هناك وقت كافٍ لأداء الصلاة بعد المعاشرة، فلا حرج على الزوجة في تأخير طلب الزوج، حيث إن الصلاة تأتي في مقام أعلى من ذلك.
ومع ذلك، ينبغي على الزوجة أن تكون واعية أيضاً لحقوق الزوج، حيث يتوجب عليها تلبيته عند وجود الوقت الكافي لأداء الصلاة بعد المعاشرة،فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله “إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ.” وهذا يستدعي من الزوجة النظر في توازن هذه العلاقات لتحقيق قوامة أسرية سليمة،
عندما يتواجد وقت كافٍ، وقد طلب الزوج من زوجته أن تلبي ندائه أمام حاجته، فإنها يجب أن تستمع لطلبه، إلا إذا كان هناك عذر،إذا دعاه الأذان، ومهد له بالتأخير في العلاقة بسبب انشغاله بأداء الصلاة، فيمكن للمرأة أن تسأله عن أهمية صلاة الجماعة وثوابها، مما يعزز من إيمان كلا الطرفين.
وبشكل عام، على الزوجة أن تساعد زوجها في تقربه إلى الله، وأن تكون حريصة على تذكيره بأوقات الصلاة،قال تعالى ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71].
هذا النموذج من العلاقة الزوجية يتطلب توازنًا دقيقًا،فعلى الزوجة أن تكون حكيمة في استجابتها لكل من احتياجات الزوج والفروض الشرعية،كما ينبغي أن تكون مساعدة شريكها له في التعبد والالتزام بأداء الصلاة، وهو ما يعزز الروابط الأسرية ويُزيد من الأجر والعطاء في الدنيا والآخرة.
وجوب طاعة الزوجة للزوج
طاعة الزوجة لزوجها تندرج في إطار حقوق وواجبات كل منهما، حيث تُعد طاعتها للزوج جزءًا أساسيًا من الحياة الزوجية،يجب على الزوجة الالتزام بحقوق زوجها مثل المعاشرة، ولكن هناك حالات خاصة قد تستدعي منها الرفض، مثل الحيض والنفاس أو الصيام المفروض،فالأساس في العلاقة هو المودة والرحمة التي أكد عليها الإسلام بموجب العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
على الزوجة أن تأخذ في اعتبارها حالتها الشخصية وظروفها الخاصة عند تلقي طلبات زوجها،فإذا كانت تساؤلاتها تدور حول ما إذا كان عليها تلبية طلب زوجها عند الصلاة، فلا حرج عليها إذا كانت هناك ظروف تجبرها على ذلك،بينما في حالات أخرى كحالتها أثناء صيام فرض على سبيل المثال، يجب عليها أن تشرح حالات رفضها،شريطة أن تكون حريصة على الاحتفاظ بحياة زوجية سلسة ومريحة.
وعليه، يجب على الأزواج التعامل في علاقاتهم بوعى وانفتاح، وضمان فهم كل طرف للحقوق والواجبات المتبادلة،هذا التوازن يُعزز من استقرار الحياة الأسرية،وخلاصة القول، يجب أن تسود الحكمة والمشورة في كل فعل يتخذ بين الزوجين، مما يعزز من أواصر المحبة والاحترام بينهما.
في مسعى فهم الحقوق الزوجية وتقسيم الأوقات بين الالتزامات الدينية والعائلية، يجب على الزوجة أن تكون حذرة في مواقف تتطلب توازنًا شديدًا،التزامها بالصلاة عُرفٌ عظيم، ويجب الحفاظ على مستوى من الإيمان حتى في الأوقات التي يطلب منها التنازل،إن الفهم الدقيق لهذا الأمر يُساعد في بناء أطر علاقة سليمة يسودها الاحترام.