تعتبر الحوقلة، أي قول “لا حول ولاقوة إلا بالله”، من الأذكار العظيمة التي تحمل في طياتها العديد من الفضائل والمعاني الروحية العميقة،من خلال تجربتي الشخصية، استطعت أن أكتشف الأثر الإيجابي الذي يتركه هذا الذكر في نفسي وفي حياتي اليومية،فقد كانت تجربتي مع الحوقلة بمثابة بوابة نحو الفرج والتحسين في مجالات متعددة، خاصة خلال فترة البحث عن العمل،سأشارك تفاصيل تجربتي وآثاره المهمة لفهم كيف يمكن لهذه العبارة السريعة أن تكون لها تأثيرات بعيدة المدى في حياة الفرد.
تجربتي مع الحوقلة للوظيفة
بدأت تجربتي مع الحوقلة للوظيفة مباشرة بعد تخرجي وهذا بعد أن حصلت على تقدير مرتفع،ومع ذلك، فإن الصعوبات التي واجهتها في رحلة البحث عن العمل كانت كثيرة، حيث تصاعدت الضغوط نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت سائدة،وجدت نفسي عالقًا في نمط من العزلة والاكتئاب، وذلك أثر على نفسيتي بشكل كبير،في أحد الأيام خلال صلاة الجمعة، رأيت بارقة أمل من خلال حديث الإمام عن ذكر الحوقلة، والذي كان له دور كبير في تغيير حياتي لاحقًا.
كان موضوع الخطبة يتحدث عن فضل قول “لا حول ولاقوة إلا بالله” وكيف يمكن لهذا الذكر أن يساهم في رفع البلاء، وتفريج الهموم، واستجابة الدعوات،أعادني هذا الحديث إلى الأحاديث النبوية، واستشهد الإمام بحديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أبا ذَرٍّ ألا أدُلُّك على كَنْزٍ من كُنُوزِ الجنةِ قلتُ بَلَى،قال لا حولَ ولا قوَّةَ إِلَّا بالله) وهو حديث صحيح،هذا الحديث حافظ على استمرارية ذهني في ذكر الله.
بعد انتهاء الخطبة، بادرت بسؤال الشيخ عن أفضل الأساليب لاستخدام الحوقلة في قضاء الحاجات، فأجابني بوجوب الالتزام بذكرها بعد الصلوات، مشدداً على أهمية الدعاء عقبها،ومنذ تلك اللحظة، أصبحت الكلمات الخالدة لـ “لا حول ولاقوة إلا بالله” تلازمني في كل لحظة من حياتي اليومية، حيث كنت أرددها عند الاستيقاظ في الصباح، وعند مغادرتي للمنزل، وفي الأوقات الصعبة.
علاوة على ذلك، كان لي حرص خاص على ذكر الحوقلة أثناء الانتظار ولحظات القلق قبل الذهاب لمقابلات العمل،وبمرور الوقت، وجدت نفسي أتلقى أخبارًا سارة بعد فترة من الالتزام بهذا الذكر،تلقيت اتصالاً هاتفياً من إحدى الشركات التي قد سبق لي إرسال سيرتي الذاتية إليها، وقد نسيتها في خضم التقديمات العديدة الأخرى، ووجدت نفسي مستعدًا لخوض هذا التحدي مرة أخرى.
هذا الاتصال أتاح لي فرصة العمل التي كنت أبحث عنها، وقد أدركت تمامًا أن الالتزام بالحوقلة كان له دور كبير في استجابة دعائي،تأتي هذه التجربة لتوضح مدى أهمية الثقة بالله والتوكل عليه.
فضل ذكر الحوقلة على المؤمن
عبر تجربتي مع الحوقلة، أدركت مدى التأثيرات الإيجابية العميقة على جوانب حياتي المتعددة،يمتاز هذا الذكر بجوده الاستثنائي في دحض الهموم والقلق،شعرت باطمئنان نفسي وبتخلصي من الأفكار السلبية بعد أن اعتمدت على “لا حول ولاقوة إلا بالله” كوسيلة للارتقاء بنفسي،خلال فترات التحديات، كما كانت فترة العزل التي عانيت منها بسبب وباء كورونا الذي أثر بشكل مباشر على جميع جوانب حياتي، اعتبرت هذه العبارة رمزًا للطاقة الإيجابية والأمل.
عندما توقفت عن العمل بسبب الأزمات الاقتصادية، لم يكن لدي أداة اعتمد عليها إلا الدعاء وذكر الحوقلة،كنت أعي تمامًا فضل هذا الذكر منذ الصغر، ودائمًا ما كنت أسمع عن فوائده الكبيرة في تيسير الأمور، وبالأخص في الأوقات الصعبة،ومن هنا، كنت أستحضر معانيه العميقة في قلبي، تلك المعاني التي تعكس الثقة المطلقة في إرادة الله وقدرته.
بينما كنت أكرر هذا الذكر وأبتهل لله، شعرت بسلام داخلي يحيط بي، مما ساعدني على تجاوز حالة الكآبة والقلق المستمر،لاحقًا، تيسرت لي فرصة الحصول على وظيفة جديدة في مركز طبي، وكانت هذه الوظيفة تفوق قرينتها من حيث الراتب،لقد شعرت بفرح عميق بأن الحوقلة كانت السبب وراء هذا التغيير الإيجابي في زمام حياتي.
معنى لا حول ولا قوة إلا بالله
عبر تجربتي مع الحوقلة، أنغمس في دراسة معنى هذه العبارة الشهيرة “لا حول ولاقوة إلا بالله”،تشير هذه الكلمات إلى أن القدرة والسلطة على كل الأشياء بيد الله تعالى وأن البشر ليس لديهم أي تأثير دون مساعدته،هذه المعاني العميقة تجعل من هذا الذكر ليس مجرد مجموعة كلمات، بل عبادة تحمل في طياتها تعبيرًا قويًا عن الخضوع لله والإيمان المطلق بقدراته.
العلماء يشيرون إلى أن كلمة “حول” تدل على القدرة والتصرف، وعندما يذكر الإنسان هذا الذكر، يقر بعدم قدرته على تحقيق أي شيء دون العون الإلهي،وهنا يكمن عمق المعنى حيث يدرك الفرد أنه لا يمكنه التغلب على العقبات دون مشيئة الله،كما أن ذكر الحوقلة يشمل التحول من الحالة السلبية إلى الإيجابية، فكل التغييرات الحياتية مرتبطة بإرادة الله.
في مجمل ما عانيت وتعلمت، تجربتي مع الحوقلة كانت بمثابة محطة في حياتي، حيث أضافت لي القدرة على رؤية الأشياء من منظور مختلف،الأذكار وفرت لي السبل للوصول إلى تحقيق الأهداف التي تمنىتها، وخلال ذلك، تمكنت من بناء علاقة أقوى مع الله وأعمال تقربني إليه.
كما أدركت أن التأكيد على الكلمات “لا حولة ولاقوة إلا بالله” ليست مجرد عادة، بل هي حياة قلبية تجعل المؤمن متأملًا في فضل الله ورحمته.
تجربتي مع الحوقلة تجعل مني مدافعًا قويًا عن أهمية الذكر في الحياة اليومية، وأنصح كل من يواجه صعوبات في حياته بالتوكل على الله والتركيز على ذكره وطلب العون منه،تلك الاستعانة والذكر يمكن أن تحدث فارقًا كبيرًا في حياة الفرد.
تجربتي هذه مع الحوقلة تعد درسًا في الإيمان والثقة بالله، فالحوقلة ليست مجرد كلمات نرددها، بل هي زندقة روحية تقودنا إلى راحة البال والسلام الداخلي، وتساعدنا في عيش حياتنا بكامل طاقتنا وحماسنا،ولذلك، فهي تعد كنزًا من كنوز الجنة بالنسبة لمن يؤمن بقيمتها.