في عالم الإسلام، تتفاعل مجموعة من المعتقدات والتوجهات الدينية التي تميز بين الطوائف المختلفة،من بين هذه الطوائف، يظهر الاختلاف بشكل واضح فيما يتعلق بالشيعة والسنة والخوارج،يمثل كل من هذه الفرق إحدى الزوايا التي تعكس تنوع الفكر داخل الإسلام،هذا المقال يسعى لاستكشاف الفروقات الرئيسية بين هذه الطوائف، مع التركيز على المرجعية، والإمامة، والآراء بشأن الصحابة، بالإضافة إلى توضيح أسباب الخلافات والصراعات التاريخية التي نشأت نتيجة لهذه الاختلافات.
1،أهل السنة
- المرجعية
- يعتمد أهل السنة بشكل أساسي على سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأحاديثه كمصدر رئيسي للتشريع والهدى.
- يؤكدون أن العصمة من الخطأ خاصة بالأنبياء، وأن بقية البشر معرضون للخطأ.
- الإمامة
- يختار أهل السنة الخليفة عن طريق توافق الأمة، وقد تولى أبو بكر الصديق الخلافة بعد النبي مباشرة، يليه عمر بن الخطاب.
- الصحابة
- يعتقد أهل السنة أن الصحابة هم أفضل الأمة بعد الأنبياء، ويعتبرونهم عادلين على الرغم من أن بعضهم قد يخطئ.
- التوسل والاستغاثة
- توجد آراء متباينة بين علماء السنة حول مشروعية التوسل بالأنبياء والصالحين، مما يظهر اختلافهم في هذا المجال.
2،الشيعة
- المرجعية
- يؤمن الشيعة بأن الإمامة من آل بيت النبي محمد هي جزء من أصول الدين، وأن الأئمة يجب أن يكونوا فقط من ذريتة النبي.
- الإمامة
- يرى الشيعة أن الإمامة تقتصر على علي بن أبي طالب ونسله، ويعتقدون أن الأئمة معصومون عن الخطأ.
- الصحابة
- يختلف الشيعة مع أهل السنة حول بعض الصحابة مثل أبو بكر وعمر وعثمان، حيث يرون أن بعضهم ارتكبوا أخطاء كبيرة.
- التوسل والاستغاثة
- يجوز للشيعة التوسل والاستغاثة بالصالحين وأهل بيت النبي، وهذا جزء مهم من ممارساتهم الدينية.
- الفرق الداخلية
- يُنقسم الشيعة إلى فرق متعددة مثل الزيدية والإثني عشرية، ويعبرون بتوجهات متنوعة حول مواضيع الإمامة.
3،الخوارج
- المرجعية
- يعتبر الخوارج أنفسهم من أصحاب الإيمان الصادق، ويطلقون على أنفسهم أسماء مثل “النواصب” و”المارقة”.
- الإمامة
- يعتقد الخوارج أن الإمامة هي حق مشاع بين المسلمين كافة، ولا تقتصر على عائلة معينة، وأن الأئمة ليس لديهم عصمة.
- الصحابة
- يختلف الخوارج في رؤيتهم للصحابة مقارنة بالشيعة والسنة، حيث يتمنون أن يُحكم عليهم بأفعالهم فقط.
- الفرق الداخلية
- تنقسم الخوارج إلى عدة فرق، وبعضها يؤمن بعودة الأئمة، ولكن بفهم مختلف عما يعتقد الشيعة.
أسباب الخلافات
- الخلاف حول الخلافة
- بعد وفاة النبي محمد، نشأت نزاعات حول أحقية الخلافة، حيث يرى أهل السنة أن الخليفة الأول هو أبو بكر، بينما يعتبر الشيعة أن علي بن أبي طالب هو الأحق.
- معركة كربلاء
- أثرت أحداث معركة كربلاء على العلاقة بين السنة والشيعة، حيث استشهاد الحسين بن علي فيها ساهم في توتر الأجواء بين الطائفتين.
- المواقف السياسية
- على مر العصور، خاصة في العصور الأموية والعباسية والعثمانية، ظهرت توترات واضطهادات بين الطوائف المختلفة بسبب الصراعات السياسية.
الصدامات والصراعات
- ثورات ومواجهات
- شهدت فترات مختلفة تعدد الثورات الشيعية، وكان للدولة الصفوية دور في استغلال الاضطهادات التي تعرض لها الشيعة زمن العثمانيين.
- في العصر الحديث، تفاقمت العلاقات وأسفرت عن توترات بين الشيعة والسنة، وخصوصًا بعد الثورة الإيرانية والصراعات في لبنان والبحرين.
من خلال هذه المقارنة الدقيقة بين الفروقات والممارسات والتاريخ المرتبط بكل من الشيعة والسنة والخوارج، تتضح الصورة حول التنوع الفقهي والديني الذي شكل الإسلام،من المهم أن نتفهم أن كل هذه الفرق تتفاعل مع بعضها البعض ضمن السياق التاريخي والاجتماعي الذي أثر على تطوراتها ومعتقداتها.