أثارت شائعة وفاة عبد الإله المسيح، أحد أشهر فناني الشارع المعروفين بـ”الحلايقية” في ساحة جامع الفنا بمراكش، حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي،وقد اتصل عبد الإله بنفسه بوسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن الخبر عارٍ عن الصحة وأنه يتمتع بصحة جيدة،وأوضح أن ما تم تداوله يتعلق بوفاة زميله وصديقه المقرب، محمد المسيح، والذي عمل بجانبه لسنوات طويلة في نفس المكان.
بينما عبّر عبد الإله عن أسفه لانتشار خبر وفاته بشكل خاطئ، فقد أوضح أن هذا الالتباس نشأ عن الخلط بينه وبين الراحل محمد المسيح، حيث أشار بعض النشطاء إلى وجود صلة قرابة بدلاً من الصداقة القوية التي جمعتهما،على الرغم من عدم وجود روابط أسرية مباشرة بينهما، فقد وصف عبد الإله محمد المسيح بأنه شقيقه في الروح، نتيجة للعلاقة الوثيقة التي نشأت بينهما على مدار سنوات من العمل المشترك.
أما بالنسبة لمحمد المسيح، فقد عانى الراحل مؤخرًا من مشاكل صحية ونفسية، إذ كان يخضع لعلاج مرض السرطان الذي انتشر في جسده،لذا، فقد كان زملاؤه في الساحة يقدمون له الدعم المالي لمساعدته على تغطية تكاليف العلاج ومواجهة الصعوبات التي عاشها في حياته الأخيرة،كانت تلك المساعدات تعبيرًا عن الروح الجماعية التي تسود بينهم، مما يظهر عمق العلاقات الإنسانية التي تشكلت في تلك البيئة الاجتماعية.
بوفاة محمد المسيح، تفقد ساحة جامع الفنا واحدًا من أبرز رموزها، حيث كان له دور بارز في إدخال الفرحة والسرور على زوار المدينة،لا تعد خسارته مجرد فراق لشخص معروف، بل هي لحظة مؤلمة تعكس ديناميكية الحياة والموت في المجال الفني،على الرغم من الألم الذي قد يشعر به أصدقاؤه وزملاؤه، إلا أن ذكراه ستظل خلودًا في قلوبهم وفي فضاء الساحة التي تعود عليها عمله المستمر.
تظل ساحة جامع الفنا، التي تعتبر محطة حيوية للسياحة والثقافة، مكانًا يحمل بين زواياه قصصًا متعددة لأشخاص تركوا بصماتهم،إذ يرسم فناني الشارع فيها ابتسامات على وجوه الزوار، جالبين معهم همومهم وأفراحهم،محمد المسيح كان، وستظل ذكراه، مثالًا على التضحيات التي يقدمها المبدعون من أجل إسعاد الآخرين، داعيًا المجتمع للوحدة والتضامن في مواجهة الصعوبات،في هذه الحياة المليئة بالتحديات، يبقى الفن وسيلة للتعبير عن المشاعر»،