صاعقة في سيئون: مقتل ضباط سعوديين في هجوم مسلح غادر

صاعقة في سيئون: مقتل ضباط سعوديين في هجوم مسلح غادر
Saudi soldiers stand guard as workers unload aid from a Saudi air force cargo plane at an airfield in Yemen's central province of Marib, on February 8, 2018. (Photo by ABDULLAH AL-QADRY / AFP)

في حادثة أثارت الغضب والصدمة، وقع هجوم مسلح في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت اليمنية، استهدف مجموعة من الجنود السعوديين في معسكر تابع لقوات التحالف العربي. الهجوم أسفر عن مقتل اثنين من الضباط السعوديين وإصابة جندي آخر، ما أثار ردود فعل شديدة من السلطات في اليمن والسعودية على حد سواء. هذا الحادث يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول الأمن في المناطق الخاضعة للسيطرة المشتركة بين التحالف والقوات اليمنية، بالإضافة إلى الأبعاد السياسية التي قد يؤثر عليها.

تفاصيل الهجوم في معسكر سيئون

في 8 نوفمبر 2024، كان الجنود السعوديون يتدربون داخل معسكرهم في مدينة سيئون عندما أقدم الجندي اليمني محمد صالح العروسي على إطلاق النار عليهم بشكل مفاجئ، ما أدى إلى مقتل الملازم أول وليد بن سليمان البلوي وضابط الصف ناصر سلامة العطوي، بالإضافة إلى إصابة الجندي محمد حسن مطلق. الجاني، الذي كان مكلفًا بحراسة الموقع العسكري، فرّ بعد تنفيذ الهجوم، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة استنفار أمني للقبض عليه.

من هو الجاني؟

تم تحديد هوية الجاني على أنه محمد صالح العروسي، جندي يمني ينتمي إلى اللواء 135 في المنطقة العسكرية الأولى. وفقًا للمصادر العسكرية، قام العروسي بتنفيذ الهجوم بشكل مفاجئ دون أي تحذير مسبق، وهو ما يعزز الشكوك حول دوافعه الشخصية أو أي ارتباطات قد تكون وراء هذا الفعل. أدان الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الحادث بشدة ووصفه بالعمل الإرهابي. كما شدد على ضرورة ملاحقة الجاني ومعرفة الأسباب التي دفعته للقيام بهذه الجريمة.

ردود فعل السلطات اليمنية والسعودية

بعد وقوع الهجوم، سارعت السلطات السعودية واليمنية بإدانة الحادث، حيث وصفه التحالف العربي بالهجوم الغادر الذي لا يعكس قيم الجيش اليمني. العميد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، أكد أن الحادثة تمثل تصرفًا فرديًا لا علاقة له بمواقف الجيش اليمني ككل، مشيرًا إلى أن التحالف سيستمر في دعم جهود مكافحة الإرهاب واستقرار اليمن. من جانبها، أعلنت الحكومة اليمنية عن تعاون كامل مع السلطات السعودية في التحقيقات، وتوعدت بملاحقة الجاني وتقديمه للعدالة.

التعاون الأمني بين السعودية واليمن

الهجوم جاء في وقت حساس تشهد فيه اليمن بعض الهدوء النسبي بفضل جهود الوساطة السعودية في محادثات السلام مع جماعة الحوثيين. هذا التوقيت يثير القلق حول استقرار الوضع الأمني في المناطق التي تشهد وجودًا مكثفًا للقوات المشتركة بين اليمن والسعودية. على الرغم من هذا الحادث المؤلم، فإن التعاون المستمر بين القوات اليمنية وقوات التحالف يبقى أساسيًا في مواجهة التهديدات الإرهابية وتقديم الدعم للجيش اليمني في استعادة الأمن.

الخاتمة: أهمية التنسيق المستمر لمكافحة الإرهاب

يمثل الهجوم في سيئون تحديًا جديدًا للأمن في المناطق الخاضعة للتحالف العربي، لكنه في الوقت ذاته يسلط الضوء على ضرورة تعزيز التنسيق بين اليمن والسعودية في مواجهة الإرهاب. الحادث أكد أن التعاون الأمني بين البلدين يظل حجر الزاوية في التصدي للتحديات الأمنية، ولا سيما في المناطق التي يتواجد فيها التحالف لدعم استقرار اليمن.