تفاصيل جديدة عن محمد صالح العروسي: منفذ الهجوم في سيئون
في حادثة مفجعة هزت مدينة سيئون بمحافظة حضرموت اليمنية، تعرض معسكر تابع لقوات التحالف العربي لهجوم مسلح من جندي يمني يدعى محمد صالح العروسي. الهجوم أسفر عن مقتل ضابطين سعوديين وإصابة آخر، مما أثار استنفارًا أمنيًا في المنطقة. الحادث وقع أثناء تدريبات رياضية للجنود السعوديين داخل المعسكر، وتسبب في تكثيف الجهود الأمنية للقبض على الجاني. هذه الحادثة تفتح الباب للحديث عن دوافع الهجوم والآثار الأمنية التي تترتب عليها في ظل الوضع القائم في اليمن.
من هو محمد صالح العروسي؟
محمد صالح العروسي هو جندي يمني ينتمي إلى اللواء 135 في المنطقة العسكرية الأولى بمدينة سيئون. وفقًا للتقارير، كان العروسي مكلفًا بحراسة أحد المواقع العسكرية التابعة لقوات التحالف، وكان متواجدًا في المعسكر خلال الهجوم. وبحسب المصادر الأمنية، كان الجندي العروسي قد أطلق النار بشكل مفاجئ على الجنود السعوديين الذين كانوا يشاركون في تدريبات رياضية، مما أسفر عن مقتل الملازم أول وليد بن سليمان البلوي وضابط الصف ناصر سلامة العطوي، وإصابة الجندي محمد حسن مطلق.
الهجوم وقع دون أي تحذير مسبق، ما أثار العديد من الأسئلة حول دوافعه، خصوصًا وأن العروسي كان ينتمي إلى صفوف الجيش اليمني، والذي يتمتع بعلاقات تعاون مستمرة مع قوات التحالف العربي. الحادثة أثارت موجة من الغضب والتساؤلات في أوساط العسكريين والمسؤولين في اليمن والسعودية.
تفاصيل الهجوم في معسكر سيئون
في مساء الجمعة 8 نوفمبر 2024، وقع الهجوم في معسكر عسكري تابع لقوات التحالف العربي في مدينة سيئون. كان الجنود السعوديون يقومون بتدريبات رياضية داخل المعسكر حين أطلق محمد صالح العروسي النار عليهم بشكل مفاجئ. الهجوم أسفر عن مقتل اثنين من الجنود السعوديين، في حين تم نقل الجندي المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
العميد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العربي، وصف الهجوم بـ “الغادر” مؤكدًا أن الجندي المتورط لا يمثل باقي الجنود اليمنيين الذين يقدرون دور التحالف في دعم استقرار اليمن ومكافحة الإرهاب. وأشار المالكي إلى أن هذا الهجوم لن يؤثر على العلاقات بين اليمن والسعودية، مؤكداً التزام التحالف بمواصلة دعم قوات الجيش اليمني في مكافحة الإرهاب.
حملة البحث عن العروسي: جهود أمنية مكثفة للقبض عليه
على الفور بعد وقوع الحادث، بدأت القوات الأمنية في حضرموت، بالتنسيق مع قوات التحالف، حملة مكثفة للبحث عن الجندي الفار محمد صالح العروسي. تم تكثيف الدوريات العسكرية والأمنية في مختلف أنحاء المدينة، بما في ذلك المناطق الجبلية والصحراوية القريبة، التي قد تكون ممرات محتملة للهروب.
كما أصدرت إدارة الأمن في وادي وصحراء حضرموت إعلانًا عن مكافأة مالية قدرها 30 مليون ريال يمني لمن يقدم معلومات تساعد في القبض على العروسي. وتم نشر صورة حديثة له في محاولة لتحفيز المواطنين على الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة.
الخلفية الاجتماعية لمحمد صالح العروسي
العروسي ينحدر من منطقة الشراقي في محافظة حجة اليمنية، وهي إحدى المناطق التي تشهد بعض الاضطرابات الأمنية. التحاقه بالجيش اليمني جاء في إطار الخدمة العسكرية الإلزامية ضمن اللواء 135 في المنطقة العسكرية الأولى. وفقًا للمصادر الأمنية، كان العروسي يتمتع بتاريخ عسكري عادي ولم يكن معروفًا بتصرفات مشبوهة قبل الحادثة.
بعض التقارير تشير إلى أن العروسي قد يكون تعرض لضغوط نفسية أو ربما كانت له دوافع شخصية خلف الهجوم، إلا أن التحقيقات الرسمية لم تستبعد أي فرضية بعد. وقد أُكد أن الحادث وقع دون أي تحذير مسبق، مما يزيد من غموض دوافع الجاني.
ردود الفعل الرسمية على الهجوم
أدان الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الهجوم الذي استهدف الجنود السعوديين، مؤكدًا أنه يمثل عملًا إرهابيًا غير مبرر يستهدف قوات التحالف العربي، التي كانت تدعم الجيش اليمني في محاربة الإرهاب وتعزيز الاستقرار. العليمي أضاف أن السلطات اليمنية لن تدخر جهدًا في ملاحقة الجاني وتقديمه إلى العدالة.
من جانبه، قدم التحالف العربي تعازيه لذوي الشهداء، وأكد على استمرارية التزامه بمساندة الشعب اليمني في مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار في البلاد. كما شددت القيادة على أهمية استمرار التعاون بين قوات التحالف والجيش اليمني لمواجهة التحديات الأمنية.
حملات أمنية وإجراءات إضافية للقبض على الجاني
في أعقاب الحادثة، نشطت الحملات الأمنية على مستوى حضرموت لتضييق الخناق على الجاني الفار. كما تم فرض إجراءات أمنية مشددة في كافة المنافذ الحدودية والطرق المؤدية إلى مناطق أخرى في اليمن.
وقد أطلقت السلطات الأمنية نداءً للمواطنين بضرورة التعاون مع قوات الأمن في الإبلاغ عن أي معلومات قد تقود إلى القبض على محمد صالح العروسي. وفي الوقت نفسه، تواصل القوات اليمنية عمليات التمشيط في الوديان والجبال المحيطة، حيث يُعتقد أن الجاني قد يكون قد اتخذ هذه المناطق كملاذ له.
التداعيات الأمنية والسياسية للهجوم
التحقيقات في الحادثة لا تزال مستمرة، لكن الحادث سلط الضوء على التحديات الأمنية التي يواجهها التحالف العربي في اليمن، خاصة في ظل الصراعات المستمرة في البلاد. الحادث أثار تساؤلات حول درجة التنسيق بين وحدات الجيش اليمني والتحالف، إضافة إلى دور المخابرات في الوقاية من مثل هذه الحوادث.
الحادث أيضًا ألقى بظلاله على العلاقة بين اليمن والسعودية، حيث يعتبر هذا الهجوم انتهاكًا لروح التعاون بين القوات العسكرية اليمنية وقوات التحالف. لكن في الوقت ذاته، تؤكد السلطات في كلا البلدين أن هذا الحادث لن يؤثر على التزامهم المشترك بتحقيق الاستقرار في اليمن.
خاتمة: تعاون مستمر رغم التحديات
حادثة الهجوم في سيئون التي نفذها محمد صالح العروسي تمثل تحديًا أمنيًا للقوات المشتركة في اليمن، لكن من خلال التنسيق بين قوات التحالف العربي ووزارة الدفاع اليمنية، سيتم محاسبة الجاني. هذه الحادثة تبرز الحاجة المستمرة للتعاون الأمني بين البلدين في مكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار الإقليمي. ومع استمرار التحقيقات، يبقى الهدف الرئيسي هو القضاء على التهديدات التي تواجه الأمن في المنطقة.