يعتبر موضوع حقوق الزوجة في أموال زوجها المتوفى من المسائل الهامة الذي يجب التعرف عليها بعمق،فالميراث يعد من أكثر الأمور التي تثير الجدل والنقاش بين الناس، خاصة في المجتمعات التي قد تختلف فيها الآراء حول حقوق المرأة،وعند وفاة الزوج، نجد أنه في كثير من الأحيان تنشأ مشاكل متعددة تتعلق بالميراث، مما يجعل من الضروري فهم هذه القوانين وضوابطها،ولذلك، سنستعرض في هذا المقال بشكل مفصل حق الزوجة في أموال زوجها المتوفى وأهمية تلك الحقوق وفقًا للشريعة الإسلامية.
حق الزوجة في مال زوجها المتوفى
أقرت الشريعة الإسلامية حق الزوجة في وراثة زوجها المتوفى باعتبارها من أصحاب الفروض، حيث ذُكرت حصصها في القرآن الكريم،إن الحكمة من إعطاء الزوجة نصيبًا من ميراث زوجها تكمن في تعزيز قدرتها على تحمل نفقاتها الخاصة بعد وفاته، مما يعكس اهتمام الشريعة برعاية حقوق المرأة،لذا من المهم معرفة كيف تختلف الحقوق باختلاف الوضع الاجتماعي للأسرة والأبناء.
لكن يختلف حق الزوجة في ميراث زوجها المتوفى تبعًا لعدة عوامل، لذا سوف نعرض هذه العوامل بشكل مفصل فيما يلي
1- مقدار ميراث الزوجة إذا كان للزوج ولد
في حال وفاة الزوج وترك ولدًا، فإن نصيب الزوجة يحدد بـالثمن من التركة، كما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى “ فَإِن كَانَ لَكُمۡ وَلَدٞ فَلَهُنَّ ٱلثُّمُنُ مِمَّا تَرَكۡتُمۚ ” [ النساء:11].
2- مقدار ميراث الزوجة إذا لم يكن للزوج ولد
أما إذا توفى الزوج دون أن يترك أي فرع وارث، فإن حق الزوجة يكون الربع من الميراث، كما جاء في قول الله تعالى “ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٞ فَلَكُمُ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكۡنَۚ “[ النساء:11].
3- مقدار ميراث الزوجة إذا كان هناك تعدد زوجات
عندما يتوفى الزوج وله أكثر من زوجة، فإن نصيب كل واحدة منهن سيكون متساويًا في الربع إن لم يكن هناك فرع وارث،ولكن إذا كان هناك فرع وارث، فإن نصيب الزوجات سيكون الثمن ويقسم بالتساوي بينهن.
ميراث الزوجة المطلقة طلاقًا بائنًا
في حالة الزوجة التي تم طلاقها طلاقًا بائنًا، اختلف الفقهاء حول حقها في ميراث زوجها المتوفى،وقد تعددت الأقوال في هذا الشأن، لكن الرأي الراجح هو أن الزوجة لها حق الإرث في أموال زوجها إذا توفيت وزوجها على قيد الحياة خلال فترة عدتها، سواء أكان في مرض الموت الأول أو الثاني.
حق الزوجة في السكن والنفقة بعد موت زوجها
فيما يتعلق بحق الزوجة في السكن والنفقة بعد وفاة الزوج، فقد جاء في مذهب الحنفية والمالكية أنه إذا كان للزوج سكن يمتلكه، فللزوجة الحق في السكن فيه، بشرط أن تكون قد دخلت به.
وبالنسبة للسكن المؤجر، فقد اختلف الفقهاء في الحكم عليه؛ إذ يرى البعض أن على الورثة دفع الأجرة من أموال المتوفى، بينما يرى آخرون أنه يتوجب على الزوجة دفع الأجرة من مالها الخاص.
حق الزوجة في مؤخر الصداق يعد من الحقوق المترتبة لها، حيث ينتقل لها عند وفاة الزوج أو عند الطلاق.
حق الزوجة في المنقولات بعد موت زوجها
تؤكد الشريعة على أن المنقولات مثل مؤخر الصداق، وهي من الحقوق المترتبة للزوجة بعد وفاة زوجها،فإذا توفي الزوج وهو يمتلك هذه الممتلكات، يحق للزوجة أخذها قبل بدء توزيع الميراث،وقد أوصى مفتي الديار المصرية بأن يُسمح للزوجة بأخذ جميع المنقولات باستثناء أغراض الزوج الشخصية.
موانع ميراث الزوجة
على الرغم من نص الشريعة الإسلامية على حقوق الزوجة في الميراث، إلا أن هناك عدة موانع تحول دون ذلك،سنستعرض هذه الموانع بالتفصيل لتوضيح الأمور بشكل أكبر.
اختلاف الأديان
في حالة كون الزوجة غير مسلمة، بينما الزوج مسلم، فإن الزوجة لا ترث بسبب اختلاف الدين.
القتل
إذا قامت الزوجة بقتل الزوج عمدًا، فإنها تحرم من الإرث، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم “ ليس للقاتلِ من الميراثِ شيءٌ”.
الطلاق البائن بينونة كبرى
إذا تم طلاق الزوجة بائنًا، فلن يكون لها أي حق في الإرث إلا إذا استطاعت إثبات أن الطلاق وقع في مرض الزوج وكان ناتجًا عن قصد.
من الضروري أن نفهم كافة الجوانب المتعلقة بحقوق الزوجة في أموال زوجها المتوفى، استنادًا إلى الشريعة الإسلامية، لتجنب أي نزاعات قد تنشأ،العدالة تتطلب الالتزام بما جاء في القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يمثلان المصدر الأسمى لتحقيق حقوق الأفراد،وبالتالي، فإن تعزيز المعرفة حول هذه الحقوق يعتبر خطوة هامة نحو إنصاف جميع الأطراف المعنية.