تعتبر الشراكات التجارية من الأشكال الشائعة في عالم الأعمال، حيث يتعاون مجموعة من الأفراد لتحقيق أهداف مشتركة،ولكن قد تطرأ ظروف تجعل أحد الشركاء يرغب في فض الشراكة، مما يتطلب اتخاذ خطوات معينة لضمان حقوق جميع الأطراف المعنية،من خلال فهم كيفية احتساب نصيب كل شريك والخطوات اللازمة لإنهاء الشراكة، يمكن أن تتم عملية الانفصال بشكل أكثر سلاسة وحفاظًا على مصالح الجميع،في هذا المقال، سنسلط الضوء على كيفية احتساب نصيب الشركاء عند فض الشراكة، بالإضافة إلى الخطوات الضرورية لإنهاء الشراكة بطريقة فعّالة.
كيف يتم احتساب نصيب كل شريك عند فض الشراكة
يمكن لجميع الأطراف فض الشراكة فيما بينهم وفسخ العقد في أي وقت يرغبون فيه ولكن عليهم اتباع بنود هذا العقد والنظر جيدًا في شروطه.
يتم احتساب نصيب كل طرف بناءً على ما تم الاتفاق عليه بينهما، وبعد ة العقود التي تربط الأطراف ببعضهما البعض،لبداية العملية، يتم جرد جميع الأصول المملوكة للشركة، ثم تسديد كافة الديون المستحقة عليها واستيفاء جميع الأموال المستحقة لها،بعد ذلك يتم توزيع المتبقي على الشركاء وفقًا لحصصهم في الشركة.
على سبيل المثال، إذا كان كل من الشريكين يمتلك نصف رأس مال الشركة وتم الاتفاق على تقسيم الأرباح بالتساوي، فإن كل منهما سيحصل على نصف حصة الشركة عند الانفصال،وبذلك يمكن استخدام هذه المعادلة كنموذج لأي حالة مشابهة.
ومع ذلك، من الضروري ملاحظة أن أي طرف لا يمكنه إجبار شريكه على بيع حصته، وتختلف حالات فض الشركة؛ ففي بعض الأحيان، قد يرغب أحد الشركاء في الاستمرار بينما يرغب الآخرون في المغادرة،لذا، يجب أن يتوفر سبب مقنع لفض الشراكة ولا بد أن يكون ذلك مدعومًا بالتراضي بين الطرفين،للإجابة بشكل مفصل عن كيفية احتساب نصيب كل شريك عند فض الشراكة، تتبع الخطوات التالية
- حساب الراتب الافتراضي لما يحق لكل فرد في الشركة،على سبيل المثال، إذا كان الشريك ذو خبرة في الإدارة، فقد تمنح له قيمة راتب تناسب تجربته، مثل 20 ألفًا.
- ضرب الرواتب في 12 للحصول على الراتب الافتراضي السنوي،إذا كان الراتب 20,000، فإن الراتب السنوي سيكون 240,000،وبالمثل، إذا كان راتب شريك آخر 12,000، فإن راتبه السنوي سيكون 144,000، وبذلك يصبح المجموع = 384,000.
- حساب أقل عائد افتراضي مع تقدير الفائدة البنكية بنسبة 10%، مما يضع العائد السنوي = 6,000,000 × 15% مما سينتج عنه 900,000.
- اجمع الرقمين 384,000 + 900,000 = 1,284,000.
- حدد حصة الشريك 4 بناءً على مجهوداته 240,000 ÷ 1,284,000 = 18.7%،وبالمثل، 144,000 ÷ 1,284,000 = 11.2% لشريك آخر.
- تقدير حصة رأس المال على المبلغ الإجمالي 900,000 ÷ 1,284,000 = 70%،وتوزيعها كالتالي حصة الشريك 1 = 23.3%، حصة الشريك 2 = 23.3%، وحصة الشريك 3 = 23.3%.
- اجمع حصة الشريك بناءً على مجهوداته ورأس المال الشريك 3 = 11.2% + 23.3% = 34.5%.
- تكون الحصص كالتالي
- الشريك 1 = 23.3%
- الشريك 2 = 23.3%
- الشريك 3 = 34.5%
- الشريك 4 = 18.7%.
خطوات إنهاء الشراكة
قبل البدء في إجراءات فض الشراكة، من الضروري أن يتواصل الشريكان بشكل هادئ مع بعضهما البعض،يجب أن يتم ذلك مع الاحتفاظ بالهدوء والتروي لضمان اتخاذ القرار الصحيح،إذ من المعروف أن شروط فض الشراكة تتطلب عدم إلحاق أي ضرر بالشريك الآخر، لذا يجب التفكير بعقلانية قبل البدء في اتخاذ خطوات عملية، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية
أولًا تحديد الأولويات
عندما يتفق الشركاء على فض الشراكة، يجب على كل شريك منهم تحديد أولوياته، مما يعني تقدير الآثار المالية التي قد تحل عليه،يجب على كل شريك أيضًا تقييم التزاماته المالية ووضعه المالي الشخصي وأهدافه المستقبلية لكي لا يتعرض لخسائر بعد فض الشراكة.
ثانيًا ة بنود الاتفاقية
يجب النظر والتركيز على بنود اتفاقية الشراكة، الأمر الذي يتطلب قراءة العقد بعناية، لفهم ما إذا كانت هناك شروط تنص على
- إمكانية خروج أحد المؤسسين إجباريًا أو اختياريًا.
- جدول زمني محتمل لتملك الأسهم.
- رغبة أحد الشريكين في شراء حصة الآخر، ومقدار المال المتفق عليه.
إن وجود هذه النقاط في الاتفاقية يعد أمرًا مهمًا يؤثر في شكل إنهاء الشراكة،وإذا لم تكن هناك اتفاقية تشمل هذه النقاط، يجب على الشريكين النقاش حول وضع الشركة حتى يتوصلا إلى حل وسط.
ثالثًا تحضير إجراءات المرحلة الانتقالية
تعتبر هذه الخطوة جزءًا محوريًا من عملية فض الشراكة، ما يعني التخطيط لمستقبل ما بعد الإنفصال وجهود إنهاء الشراكة بحذر، فضلاً عن ضرورة الحرص على عدم إضرار أي طرف،إذ إن الطريقة التي يتم الانفصال بها تؤثر بشكل كبير على ما سيحدث لاحقًا.
لذا، على الطرف الذي يرغب في الانفصال أن يأخذ بعين الاعتبار مشاعر شريكه وكيف سيؤثر ذلك على وضعيته المالية والاجتماعية،يتطلب الأمر أن يتمتع الشخص بالصبر والتفكير الواضح لضمان إجراءات انفصال تضبط الأمور وتضمن عدم حدوث مشاكل مستقبلية للطرفين.
متى يتم اللجوء إلى طرف ثالث عند فض الشراكة
في بعض الأحيان، عندما تتعذر الأمور على الشريكين للوصول إلى قرار حول كيفية احتساب نصيب كل منهما عند فض الشراكة، تصبح الاستعانة بمحامٍ أو طرف ثالث أفضل خيار،لكن مثل هذا القرار قد يزيد من تعقيد الأمور حيث يكون أحد الأطراف في موقف دفاعي.
لكنه غالبًا ما يكون سوء التواصل بين الشريكين هو المصدر الجوهري لمشاكلهم،في هذه الحالات، يمكن أن يساعد وجود طرف ثالث محايد في تسوية الأمور وتقريب وجهات النظر للوصول إلى حل يُرضي الجميع، دون الحاجة إلى تكاليف التوكيل لمحامٍ.
في ختام حديثنا حول كيفية احتساب نصيب كل شريك عند فض الشراكة، نوضح أن الانفصال أمر شائع يُمكن أن يتم بطريقة سلمية إذا توافرت روح التعاون والصبر بين الأفراد،إذ يسهم التواصل الإيجابي والفعال في تحقيق نتائج ترضي جميع الأطراف المعنية.