حسام المحظوظ.. ولكن!

حسام المحظوظ.. ولكن!

كثير من الناس يحسدون حسام حسن، اللاعب الذي كان قناصًا وهدافًا وكابتنًا ومثابرًا ومجتهدًا. صعد إلى منصات التتويج وشارك في كأس العالم وصنع المجد لنفسه ولمنتخب بلاده الأسطورة المصرية. لم تحقق الكرة العربية والإفريقية من قبل محمود الخطيب، الذي يعد مثالا للمهاجم المتميز، لم ولن يضاهيه مهاراته وأهدافه المثيرة، حيث يروض الكرة ويثنيها كما يريد. لو كانت محبوبته، ورغم حبه للكرة، ولعبه بها، إلا أنه كانت هناك علاقة وخصوصية بينها وبين قدميه، ورغم ذلك الانسجام “الروحي”، إلا أن الكرة لم تحقق للأسطورة ما كان عليه حلمت قبل كل شيء بالتواجد في كأس العالم، رغم الشعبية العارمة التي حققتها والتي عبرت أفريقيا وطالت قارات العالم.

وبما أن المحظوظ محظوظ – بالعمل والجهد فإن النجاح لا يأتي إلا لمن يستحق – وبعد اعتزال حسام وعمل مدربا، طلب منه الكثيرون أن يتولى تدريب منتخب مصر بسبب تاريخه كمدرب. لاعب. اللاعب وخبراته التكوينية، وفي كل مرة كان يقترب من حلمه بعد الإطاحة بالمدربين المحليين والأجانب، كان يخطو خطوات قليلة أخرى، فكان القدر يرحمه ويمهد له الطريق إلى اللحظة التي توافقها. . لتحقيق الحلم يستحق قيادة المنتخب، ولو كان حسام اختار أفضل وقت لقيادة تدريب المنتخب لما كتب هذا السيناريو لنفسه، لذا سيأتي يوم 6 فبراير 2024 ويصبح مدربا. . الفراعنة، حيث قاد السفينة المعدة للوصول بسهولة إلى نهائيات كأس العالم 2026، والتأهل في الواقع إلى نهائي أمم أفريقيا.

وها هي تواصل انتصاراتها وتحقق أكبر عدد من النقاط في تصفيات الأمم (12 نقطة)، وفي تصفيات العالم تتصدر برصيد (10 نقاط)، بفارق 4 نقاط عن أقرب منافسيها غينيا بيساو (6 نقاط)، و بفارق 5 نقاط عن بوركينا فاسو (الثالث).

ووسط الأجواء الهادئة والسعادة على الوجوه بعد الفوز “الباهت” على موريتانيا، خرج حسام ودخل دون داع إلى “خط العطش” وأزعج البعض رغم عدم طرح أسئلة عليهم حول انتخابات اتحاد الكرة، لكنه حاول. للفت الأنظار في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، مطالبا اتحاد الكرة بعدم إعادة المسؤولين الذين شغلوا مناصب في فترات سابقة في الاتحاد، ودخلوا في فخ جديد خلال المؤتمر بعدم مقارنته بمحمد صلاح. والإشارة إلى هذا أو ذاك خلقت فجوة بينه وبين من تحدث عنهم أو ألمح إليهم بدلا من الدعوة إلى التضامن. سكان جباليا لن يستمعوا إلى كلام أحد، حتى لو أمسك بالميكرفون ومشى أمامهم. الأندية التي لها حق التصويت يجب أن تطالب باختيار شخص أو أشخاص محددين، ولن يستمع إليها أحد. ومنهم من سيختار من تربطه بهم علاقات وصداقة، بغض النظر عن خلفيتهم وإلى أي مدى كرة القدم المصرية. ومشكلة مصر في كل مواقفها هي أن المصلحة الخاصة مقدمة على المصلحة العامة؛ وإلا لما كان هذا هو الحال بالنسبة لكرة القدم أو غيرها من الشركات في معظم القطاعات والمنظمات الخدمية والإنتاجية!

في كثير من الأحيان يكون اللاعب لديه مواهب كثيرة ولسانه يسرق كل الهدايا والإعانات ويبعده عن طريقه الصحيح أو يقلل من إمكانياته وأحيانا يكون المدرب لديه قدرات، لكن تصريحاته غير مثمرة و”خاطئة” قبل وبعد. بعد أن تغلب على المنافسين، ووصل إلى قاع عميق بيديه العاريتين!

جوارديولا مدرب ذكي ومحظوظ، وكلوب مدرب قدير، لكنه غير محظوظ. ليس المهم أن تكون “الأفضل” لتفوز، المهم أن تكون “الأذكى” لتفوز… الذكاء هو. معرفة متى تتحدث ومتى تصمت، والتحدث في الوقت والمكان المناسبين.