الجهل المُقدس

الجهل المُقدس

الحديث في الهواء

الأربعاء 16/أكتوبر/2024 – 2146 16/10/2024 214605

كلما تراجعت العملية التعليمية تراجعت المجتمعات. هذه العبارة كافية للإجابة على سؤال يدور في ذهن البعض حول أسباب انحطاطنا وتخلفنا وموقعنا في ذيل الأمم. وهذا ما كان الاستعمار يدركه جيداً. وعندما احتل بلادنا حرص على أن يكون التعليم تابعا له، وشمل المجتمع في عدة دول من القضايا الهامشية وتركها مصدرا للخلاف والانقسام بين الناس. لم تكن قيادة المرأة قضية مثيرة للجدل. والدليل أن هناك نساء كثيرات من قبل التاريخ كن ملكات وأميرات قبل تلك الدول التي رفعت أعلام حقوق المرأة ومن بينها “بلقيس وحتشبسوت” وحتى العلوم الدينية. للرجال، ونذكر منهم “السيدة نفيسة”، وهي امرأة شريفة وعالمة، وكان الإمام الشافعي يتوجه إليها ويتبرك بها. واهتم العرب في دولهم الأموية والعباسية والعثمانية بالتعليم. كان هناك علماء كبار بدأوا مسيرتهم التعليمية بحفظ القرآن الكريم قبل سن السابعة ثم أكملوا حفظ “ألفية ابن مالك” بألف سنة. أبيات من الشعر بجميع قواعد اللغة قبل بلوغ السنة التاسعة. هكذا يتعلم الطفل مبكرا، ومن خلال الموقع الرسمي تكون نتيجة كل هذا في الوقت المبكر أكثر من خمسين ألف كلمة، يستطيع بها أن يعبر عما يحتاجه ويناقش ما يريد أن يتعلمه، وهكذا علماء الطب وعلم الفلك، لقد ظهر بيننا علم الأحياء والأدب، أما الآن فقد أصبحنا غرباء عن اللغة العربية. وذلك بفضل من يفضل الاقتباس والتقليد بغير علم، حتى أصبح الجهل “عندنا محرماً”.

نحن لا نشير إلى أي شخص!