في خطوة تعكس الديناميات المتزايدة في السياسة النقدية على مستوى الخليج، أعلن البنك المركزي العماني عن خفض سعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء للمصارف المحلية بمقدار 25 نقطة أساس، ليصبح 5.00 بالمئة،هذه الخطوة تتماشى مع استراتيجيات الحفاظ على استقرار السوق المالي وتعزيز الاقتصاد الوطني، مما يعكس التطورات الاقتصادية المرتبطة بالتغيرات العالمية في السياسات النقدية.
أسباب خفض سعر الفائدة في عمان
أكد البنك المركزي العماني أن هذا القرار جاء في إطار السياسة النقدية التي تهدف إلى الحفاظ على نظام سعر الصرف الثابت للريال العماني، وهو نظام يتوافق مع هيكلة وطبيعة الاقتصاد العماني،هذا القرار يحمل مزايا عدة لـسلطنة عمان، مثل استقرار العملة وتفادي الحركات غير المعتادة لرؤوس الأموال عبر الحدود،يأتي هذا التوجه كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وتقديم بيئة استثمارية جذابة.
تأثير السياسة النقدية على الاقتصاد المحلي
أضاف البنك أن هدف السياسة النقدية يتمثل في تحفيز الأنشطة الاقتصادية داخل سلطنة عمان من خلال تخفيض كلف التمويل، مما يعزز من ثقة المستثمرين عن طريق إزالة خطر تقلبات سعر الصرف،هذا المزيج من العوامل يعكس أهمية التغييرات في سعر الفائدة بأسواق التمويل وتأثيرها العميق على النمو الاقتصادي.
تخفيضات أسعار الفائدة في البلدان الخليجية
في سياق متصل، قامت العديد من البنوك الخليجية برفع أسعار الفائدة، فالبحرين خفضت سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بينما خفضت قطر فائدة الإيداع بمقدار 30 نقطة أساس،فيما قامت السعودية أيضاً بخفض كل من “الريبو” و“الريبو المعاكس” بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما، ليصبح كل منهما عند 5% و4.5% على التوالي،هذه القرارات تعكس اتجاهاً عاماً مشتركاً بين دول الخليج نحو تعزيز الاستقرار النقدي.
خطوات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها
على الصعيد العالمي، أعلن الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي، ليصل إلى نطاق بين 4.25% و4.5%،هذا التأثير من السياسات النقدية الأمريكية يمكن أن يؤثر بشكل غير مباشر على أدوات السياسة النقدية في الدول الأخرى، بما فيها دول الخليج، نتيجة لتقلبات السوق المالية العالمية.
في الختام، يظهر خفض سعر الفائدة من قبل البنك المركزي العماني كخطوة استراتيجية تهدف إلى دعم الاقتصاد المحلي وتعزيزه في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية،يشير التنسيق بين مختلف المصارف الخليجية والبنك المركزي العماني إلى وجود توجه مشترك نحو تعزيز الاستقرار النقدي، مع الأخذ في الاعتبار التأثيرات الإقليمية والعالمية،تبقى مراقبة هذه التطورات ضرورية، حيث إن تأثيراتها على الاقتصاد قد تعكس ملامح جديدة للاقتصادات الخليجية في المستقبل.