في أطر الثقافة الإسلامية، يعتبر موضوع قضاء الصيام من المسائل المهمة التي يشغل بها بال المسلمين،قضاء الصيام يشير إلى الحالة التي يضطر فيها الشخص للإفطار أثناء شهر رمضان لأسباب مثل المرض أو السفر أو أي ظروف قاهرة، وبالتالي يجب عليه محاولة تعويض تلك الأيام بممارسة الصيام في وقت لاحق،في هذا المقال، سنتناول دراسة تفصيلية حول حكم قطع صيام القضاء، آراء المذاهب الفقهية الأربعة، وكذلك كيفية قضاء الصيام وفقًا لكل مذهب.
حكم الإفطار في قضاء الصوم الواجب
- الرأي الأول من بعض العلماء ينص على أنه إذا نوى المسلم قضاء الأيام التي أفطرها خلال رمضان أو في حالة كفارة اليمين، فإنه يتوجب عليه إتمام الصيام كما نوى.
- أما إذا أفطر المسلم يومًا بسبب مرض أو سفر، أو عن غير قصد، فعليه إعادته لاحقًا، لكنه ليس ملزمًا بكفارة وفقًا لكثير من الفقهاء.
- وقد قال ابن قدامة “من دخل في صيام واجب كقضاء رمضان أو نذر أو كفارة، فلا يجوز له الخروج منه، وليس هناك خلاف في ذلك”.
هذه القاعدة تعكس أهمية الالتزام والصبر في مواجهة التحديات التي قد تواجه المسلم عند تنفيذ عبادة الصيام، وتظهر أنه يتعين عليه الوفاء بالالتزامات الدينية التي عليه.
هل يجوز قطع صيام القضاء
تعددت الآراء بين العلماء فيما يخص الإفطار أثناء قضاء الصيام، ولعل أبرز هذه الآراء من المذاهب الأربعة المختلفة
1- الشافعية
أوضحت المدرسة الشافعية أنه في حال إفطار المسلم بدون عذر، فإنه يتوجب عليه صيام باقي اليوم، وذلك لدليل رسول الله الذي يقول “من استقاء وهو صائم، فعليه القضاء”،وبالتالي، يعتبر الإفطار بفعل عمد نوعًا من الكبائر.
2- الحنفية
أما الحنفية، فقرروا أن من يفطر في أيام قضاء الصيام سواء كانت لديه أعذار أم لا، يتوجب عليه إكمال صيامه،وهذا ينطبق على من لا يمتلك سببًا مشروعًا للإفطار، حيث أن الإسلام يشدد على أهمية الوفاء بالتزامات الصيام.
وبحسب رأيهم، فإن صيام القضاء يتطلب وجود الشروط اللازمة، مثل القدرة الجسدية على الصيام، وفي حالة المرض الشديد أو الوفاة، فإن الشخص لا يكون مطالبًا بالقضاء.
3- المالكية
عند المالكية، فإن الذي يفطر أثناء قضاء الصيام سواء كان عذرًا أو تطوعًا، ملزم بإكمال صيامه،لكن إذا كان لديه عذر شرعي كمرض أو سفر، فلا يطلب منه الصيام.
هنا أيضًا، يوجد خلاف حول من أفطر أثناء قضاء رمضان، حيث يعتبر تعويضه بيومين في حال تفويت أحد أيام القضاء.
4- الحنابلة
- طبقًا لما ورد في القرآن الكريم “فمن كان منكم مريضًا أو على سفر، فعدة من أيام أخر”، جعل الحنابلة الإفطار أثناء صيام القضاء مسموحًا في حالة وجود عذر شرعي.
- لكن، إذا قرر الشخص إكمال صيامه وتجاوز تلك الحدود ثم أفطر يومًا، فهذا يعد إثماً يُحمل عليه.
تؤكد هذه الآراء مجتمعة على أهمية الالتزام حمايةً للعبادات والأعمال التي تتطلب الصبر والتفاني.
كيفية قضاء الصيام
تتعدد الآراء بشأن كيفية قضاء الصيام بحسب المذاهب، وفيما يلي بعض الآراء المختلفة
1- الحنفية
وفقًا لما ورد في الآية “فمن كان منكم مريضًا أو على سفر، فعدة من أيام أخر”، فإن الحنفية يرون أن الصيام يمكن القيام به في أي يوم من السنة، وذلك دون شرط التتابع،وإذا جاء رمضان مرة أخرى ولم يتمكن الشخص من الصيام، فلا يُلزم بالفدية.
2- الشافعية
الشافعية يرون أنه من الواجب عدم قطع صيام القضاء، حيث يقول رسول الله “من كان عليه صوم من رمضان فليسرِده ولا يُقطِّعه”،لذا، يشددون على ضرورة التتابع في الأيام وعدم تأجيلها.
في نهاية المطاف، اتفق العلماء على أهمية قضاء الصيام سريعًا قبل مجيء رمضان مرة أخرى، حيث إن التأجيل قد يترتب عليه دفع فدية أو كفارة لتعويض الأيام التي أفطر فيها المسلم،من المهم بمكان أن يُظهر المسلم حرصه على إكمال عباداته وتطبيق الأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام، والاستمرار في مُمارستها وفقًا لما تتطلبه تعاليم دينه الحنيف.