في ظل المناخ الروحي والاجتماعي الذي يسود شهر رمضان، يتزايد اهتمام المسلمين بالمسائل الفقهية المتعلقة بالصيام وأحكامه،من بين تلك المسائل التي تثير الكثير من التساؤلات هي استخدام قطرات العين والأنف خلال فترة الصيام،يعتبر هذا الموضوع من القضايا التي تتطلب فهمًا دقيقًا ووعيًا شرعيًا، نظراً لأن هذه القطرات تدخل إلى الجسم من خلال منافذ خاصة، مما يجعلها تستدعي البحث في تأثيراتها على صحة الصيام،لذلك، في هذا المقال، نقدم شرحًا مفصلًا حول حكم استخدام تلك القطرات وتأثيرها على الصيام.
صيام شهر رمضان
- يُعتبر صيام شهر رمضان من أهم أركان الإسلام حيث يحتل المرتبة الثالثة في الدين الإسلامي.
- استنادًا إلى ما ورد في القرآن الكريم، يقول الله تعالى “إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا”.
- يقام الصيام في أيام خاصة خلال الشهر المبارك، ويتوجب على كل مسلم بالغ وعاقل ومقتدر الالتزام بها.
- يحتوي الصيام على أحكام متعددة، ويجب الحذر من الأمور التي تفسد الصوم خلال تلك الفترة.
هل قطرة العين أو الأنف تفطر الصائم
- تعد مسألة إفطار الصائم بسبب استخدام قطرات العين أو الأنف من الموضوعات التي تطرح بشكل متكرر بين المسلمين.
- علمياً، هناك قناة تربط بين العين والأنف، وتصل أيضًا إلى البلعوم، وهو ما يفتح الباب لتحديد مدى تأثير تلك القطرات على صحة الصيام.
- توجد آراء متعددة بين الفقهاء حول ما إذا كانت هذه القطرات تبطل الصيام أم لا، مما أدى إلى ظهور قولين مختلفين في هذا الشأن.
1 ـ الرأي الأول
يرى بعض علماء الفقه أن قطرة العين لا تبطل الصيام، ويمكن استخدامها في نهار رمضان، للأسباب التالية
- أكد العلماء أن جوف العين لا يمكن أن يستوعب أكثر من قطرة واحدة، وأن حجمها ضئيل للغاية.
- من المعروف أن الملعقة الواحدة تحتوي على ما بين 3 إلى 5 سم من السوائل، في حين أن 3 سم تعادل حوالي 15 قطرة.
- وبالتالي، فإن قطرة واحدة تمثل جزءًا صغيرًا جدًا من حجم المحتوى الذي يمكن أن تبتلعه الملعقة، وبالتالي لا تصل إلى المعدة.
- عندما تصل القطرة إلى مجراها، يتم امتصاصها، مما يقلل من فرصة وصولها إلى المعدة.
- إن القطرة لا تعبر الأجواف الشهوانية، بل تذوب وتُمتص بشكل كامل دون أن تصل إلى الحلق.
- وفضلاً عن ذلك، فإن تذوق الطعم يعود إلى اللسان ولا ينتزع حالة الإفطار.
- لا يوجد نص شرعي يثبت أن قطرة العين تُعد من ضمن مفطرات الصيام، حيث تُعتبر العين مكانًا غير مُدخلٍ للطعام والشراب.
2 ـ الرأي الثاني
- على الجانب الآخر، هناك مجموعة من العلماء يرون أن استخدام قطرة العين يُبطل الصيام، إذ يشبه الكحل الذي يدخل إلى الحلق.
- ليس هناك إجماع بين العلماء حول هذا الأمر، فقد اتجه أغلب العلماء نحو قرار عدم إفساد الصيام باستخدام هذه القطرات.
حكم قطرة الأنف للصائم
تجدر الإشارة إلى أنه يوجد أيضًا آراء مختلفة بين العلماء حول ما إذا كانت قطرة الأنف تُفسد الصيام أم لا، وذلك بناءً على الحالة الطبية وضرورة استخدامها،وهناك قولان رئيسيان حول هذا الموضوع
1 ـ القول الأول
- يعتقد بعض الفقهاء أن قطرة الأنف تبطل الصيام، حيث يُعتبر الأنف منفذًا يُوصل إلى المعدة.
- بالتالي، إذا وصلت القطرة إلى الجوف ثم المعدة، فإن ذلك يُفسد الصيام.
2 ـ القول الثاني
- يقول مختار من العلماء، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، أن ما يصل إلى المعدة من قطرة الأنف هو قليل ولا يُعتبر مُغذيًا.
- وبناءً عليه، فإن قطرة الأنف لا تُعتبر من المفطرات.
حكم قطرة الأذن للصائم
- ويؤكد الفقه الإسلامي أن استخدام قطرة الأذن لا تُفسد الصيام إذا لم تصل هذه القطرات إلى الجوف أو تُبتلع.
- ومع ذلك، إذا كان هناك حالة طبية تدعو لاستخدامها، يُفضل الاحتفاظ بها.
- يجمع أهل العلم في مسألة عدم وجود قناة موصلة بين الأذن والجوف، مع استثناء الحالات الخاصة.
مفطرات الصيام في الشريعة الإسلامية
توجد مجموعة من المفطرات التي يُحظر على المسلمين القيام بها خلال نهار رمضان، والتي تشمل
- الجماع يُعتبر من أكبر الموبقات في نهار رمضان، ويجب على المسلم أن يقضي ذلك اليوم.
- الاستمناء ينطبق هذا على الشخص الذي ينزل المني عمدًا خلال النهار.
- تناول الطعام والشراب يجب على المسلم الامتناع عن الطعام والشراب منذ الفجر وحتى الغروب.
- العبث بالدم مثل الحجامة، حيث يعتبر إخراج الدم من خلال الحجامة مفسدًا للصوم.
في ختام مقالنا حول موضوع استعمال قطرة العين أو الأنف وتأثيرها على صيام المسلمين، تم تقديم رؤية شاملة للأدلة الفقهية وتحليل مختصر لآراء العلماء في هذا الخصوص،نرجو أن يكون هذا المقال قد زودكم بالمعلومات المرجوة وأثار فيكم مزيدًا من التفكر حول القضايا الفقهية المحورية في ديننا الحنيف.