تعتبر البقع المنغولية عند الأطفال الرضع موضوعًا يشغل بال العديد من الأمهات،لذلك، من المهم تسليط الضوء على هذا الموضوع ل الوعي حول تأثير تلك البقع وظروفها،تعود البقع المنغولية، والمعروفة أيضًا باسم الوحمة الرمادية، إلى ظهور كميات مفرطة من الميلانين، ومشكلة جبلت مع المظاهر السريرية للطفل،في هذا البحث، نسلط الضوء على طبيعة هذه البقع، وأسبابها، وطرق العلاج المتاحة، بالإضافة إلى تقديم نصائح للأهل للعناية بأطفالهم في هذه الحالة.
هل البقع المنغولية عند الأطفال الرضع خطيرة
تظهر البقع المنغولية بلون أزرق رمادي، وتكون متماثلة في مستوى سطح الجلد، وجميع الأطفال يختلفون فيما بينهم في حجم هذه البقع،حيث قد نجد أن بعضها يبلغ قطره 2 سنتيمتر، وقد يصل الأمر في البعض الآخر إلى 8 سنتيمترات،تظهر هذه البقع غالبًا في مناطق مثل المؤخرة وأسفل الظهر، ولكن يمكن أن تتواجد في أي مكان آخر من جسم الطفل، مثل الساقين والذراعين.
تساؤل الأم حول ما إذا كانت هذه البقع خطيرة أو لا هو أمر شائع، خاصة عند رؤية بقع زرقاء أو رمادية على جلد الطفل الرضيع،قد يبدأ القلق في الظهور، ولا سيما في حالة كانت البقع كبيرة، مما يستدعي توضيحًا بشأن حالتها.
لكن لا داعي للقلق، فالبقع المنغولية ليست خطيرة بأي شكل من الأشكال، ولا تشير إلى أي مشكلة صحية للطفل،وتحدث هذه الحالة نتيجة إنتاج الميلانين من قبل الجسم، وهي بلا أي ألم للطفل، وهذا واجب على الأهل أن يدركوه جيدًا.
مع ذلك، من الجيد التحقق من طبيعة هذه البقع من خلال استشارة طبيب مختص، وذلك لتجنب أي خلط في الأمور،هناك حالات أخرى تحتاج إلى اهتمام ويجب التمييز بينها وبين البقع المنغولية، وفي الفقرات التالية سنستعرض بعض هذه الحالات.
أولًا الوحمة الدموية لدى الأطفال
لفهم الإجابة على التساؤلات المتعلقة بخطورة البقع المنغولية على الأطفال الرضع، لا بد من توضيح مفهوم الوحمة الدموية،تُعرف أيضًا بالوحمة الحمراء؛ إذ تنجم عن وجود شعيرات دموية وفيرة في موقعها، مما يمكن أن يؤدي إلى بعض المضاعفات مثل الألم والنزيف.
ثانيًا السنسنة المشقوقة الخفية لدى الأطفال
السنسنة المشقوقة الخفية هي عيب خلقي يظهر عندما لا يتكون العمود الفقري بصورة سليمة أثناء الحمل،الكثير من هؤلاء الأطفال لا يعلمون بوجود هذا العيب طوال حياتهم، لكن القليل قد تظهر عليهم أعراض مثل
- آلام الظهر.
- ضعف التحكم في المثانة.
- ضعف عضلات الساقين.
- تشوه في الساقين.
يمكن أن يجري الطبيب اختبارات بالأشعة السينية للتحقق من هذه الحالة.
أسباب حدوث البقع المنغولية عند الأطفال الرضع
رغم الدراسات المختلفة حول أسباب ظهور البقع المنغولية، إلا أن السبب الدقيق لهذه الحالة لا يزال غير معروف،ولا ترتبط البقع المنغولية بحالات صحية أخرى،ويحدث أحيانًا أن يتم الخلط بينها وبين الأعراض المتعلقة بالعمود الفقري.
تختلف كمية الميلانين لدى الأشخاص وتحدد لون هذه البقع، ولذا تكون فئة الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
علاج البقع المنغولية عند الأطفال الرضع
عادةً ما يستطيع الطبيب التعرف على البقع المنغولية عبر الفحص السريري،وإذا كانت الأم قلقة بشأن أي مضاعفات، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات بالأشعة،في حالة تشخيص الطفل بالبقع المنغولية، فإنه لا يزال ليس هناك سبب للقلق، حيث إن هذه البقع لا تحتاج إلى علاج، وغالبًا ما تختفي تدريجيًا مع تقدم عمر الطفل.
تختفي هذه البقع تمامًا عادةً عند بلوغ الطفل سن الرشد.
متى يمكن القلق من البقع المنغولية
عمومًا، لا بد من التأكيد على أن مع مرور الوقت ستختفي البقع المنغولية،ولكن هناك حالات قد تدعو للقلق، وهي
- إذا استمرت البقع المنغولية لما بعد السنة الأولى.
- إذا زادت مساحة البقع كلما تقدم الطفل في العمر.
- إذا حدث تغير في لون هذه البقع مع الوقت.
في مثل هذه الحالات، ينبغي للأم التواصل مع الطبيب، حيث قد يكون الأمر صفات مرضية أخرى يجب معالجتها على الفور.
متى تختفي البقع المنغولية
الإجابة الحاسمة على سؤال ما إذا كانت البقع المنغولية تشكل خطرًا على الأطفال الرضع هي أنها ليست ضارة على الإطلاق، ولا يُعد الأمر دليلاً على عدم اهتمام الأم بطفلها،هذه المفاهيم مرتبطة بخرافات لا أساس لها من الصحة، فالبقع المنغولية لا تعكس أي حالة مرضية،وعادةً ما تختفي هذه البقع في السنة الأولى من عمر الطفل.
مدى ارتباط البقع المنغولية عند الأطفال بمتلازمة داون
بعد أن تناولنا الإجابة حول خطورة البقع المنغولية لدى الأطفال الرضع، نتناول الآن العلاقة بينها وبين متلازمة داون، المعروفة أيضًا بمتلازمة الطفل المنغولي،بالرغم من ارتباط تسمية البقع بهذا الاسم، إلا أنه ليس هناك أي علاقة مباشرة بينها وبين متلازمة داون،تقتصر على الأطفال الذين يتمتعون ببشرة داكنة.
لذا، يأتي إنهاء هذا الموضوع بتذكير الأمهات بضرورة العناية بأطفالهن والتواصل مع الأطباء بانتظام لضمان سلامتهم وصحتهم،فهم أغلى ما يملكون في هذه الحياة، ويجب أن يكون الاهتمام بصحتهم وجودتهم هو الأولوية العليا لكل والد ووالدة.