في ظل التطورات المتسارعة في السوق العقارية العالمية، تسعى العديد من الشركات للاستثمار في مشروعات استراتيجية تتماشى مع رؤية النمو الاقتصادي،ففي هذا الإطار، أعلنت شركة “مدن القابضة”، والتي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها، عن استحواذها على 50% من مشروع ناطحة السحاب “2 فينسبيري أفينيو” الكائن في لندن،يمثل هذا الاستحواذ دخولًا جديدًا لشركة “مدن” إلى السوق البريطاني، حيث يسلط الضوء على تطلعاتها التوسعية ورغبتها في تنويع محفظتها الاستثمارية.
تفاصيل الاستحواذ على “2 فينسبيري أفينيو”
يمتد مشروع “2 فينسبيري أفينيو” على مساحة قدرها 750 ألف قدم مربع، وهو يقع في الطرف الشمالي لمدينة لندن،تمت عملية الشراء بالتعاون مع شركة “برودغيت ريت”، وهو مشروع مشترك بين “بريتش لاند” وصندوق سنغافورة السيادي “جي آي سي”،وعلى الرغم من عدم الكشف عن التفاصيل المالية المتعلقة بالصفقة، إلا أن تحليل السوق يشير إلى وجود اهتمام متزايد من قبل المستثمرين العالميين بمساحات المكاتب الفاخرة، وذلك في ضوء نقص المعروض الناجم عن ارتفاع تكاليف البناء وتراجع الطلب الذي شهدته السوق بعد جائحة كوفيد-19.
الآفاق المستقبلية للمشروع
من المتوقع أن يكتمل مشروع “2 فينسبيري أفينيو” بحلول عام 2027،وعبر الرئيس التنفيذي لشركة “بريتش لاند”، سايمون كارتر، عن رؤيته بشأن السوق، مشيرًا إلى أن نقص المعروض في قطاع العقارات الإدارية سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الإيجارات ضمن الفئات الفاخرة،يُعتبر عقد الإيجار مع شركة “سيتادل”، التي تغطي أكثر من ثلث المساحة المتاحة وربما تصل إلى نصفها، خطوة مهمة في تقليل المخاطر المرتبطة بالمشروع وضمان عائد جيد على الاستثمار.
دور “مدن القابضة” في التوسع الدولي
بينما تواصل الأعمال التجارية العالمية مسيرتها نحو التكيف مع الاتجاهات الجديدة، أكد جاسم محمد بوعتابه الزعابي، رئيس مجلس إدارة “مدن القابضة”، أن هذا الاستثمار يمثل نقطة تحول رئيسية في الاستراتيجية التوسعية لشركته،حيث يسعى “مدن” إلى تنويع استثماراتها العقارية خارج حدود الإمارات العربية المتحدة، مما يساهم في تعزيز وجودها في الأسواق العالمية و قدرتها التنافسية.
وفي الختام، يعتبر استحواذ “مدن القابضة” على مشروع “2 فينسبيري أفينيو” علامة بارزة في مسيرتها نحو التوسع الدولي، حيث تتجه الأنظار نحو نتائج هذا الاستثمار وما سيؤثر به على مستقبل الشركة في الأسواق العالمية،يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه الخطوة على الربحية والنمو طويل الأمد، وهو ما سيتضح مع مرور الوقت وسير الأحداث في سوق العقارات البريطاني.