تعتبر فترة الرضاعة من أهم الفترات في حياة الإنسان، وتثير موضوع بكاء الأطفال الرضع العديد من التساؤلات بين الأمهات،حيث يُعد بكاء الرضيع وسيلة تعبيره الوحيدة عن احتياجاته ومشاعره، مما يؤدي إلى شعور الأم بالقلق والتوتر عند رؤية طفلها يبكي دون معرفة السبب،لذلك يعتبر السؤال عن متى يقل بكاء الطفل الرضيع من الأسئلة الشائعة التي يتطلع العديد من الآباء لفهم الإجابة عليها،في هذا المقال، سنستعرض العديد من الأسباب التي تؤدي لبكاء الأطفال، بالإضافة إلى التحليل العلمي لكيفية التعامل مع هذا السلوك.
يستمر بكاء الأطفال الرضع في الشهور الأولى بشكل متصل، إذ أن العديد من الأمهات يصعب عليهن معرفة الأسباب الدقيقة لبكاء أطفالهن،فقد يكون سبب البكاء جوعًا، أو مغصًا، أو الإحساس بالسخونة أو البرد،في العديد من الأحيان، تبكي الأطفال لأسباب طبيعية مثل الحاجة لتغيير الحفاض أو الرغبة في الاحتضان،بالتالي، فإن فهم هذه الأسباب يساعد الأمهات على التعامل بشكل أكثر فعالية مع بكاء أطفالهن ويساهم في إراحة الأم نفسيًا وجسديًا.
متى يعتبر بكاء الطفل الرضيع غير طبيعي
يتميز بكاء الأطفال بالرغبة في التعبير عن الاحتياجات، ولكن هناك حالات معينة تستدعي الانتباه لأنها قد تعني أن الطفل يعاني من مشكلة صحية،فعندما يصبح بكاء الطفل مستمرًا أو لا يستجيب لمحاولات التهدئة، قد يكون ذلك دليلًا على حدوث نشاط غير طبيعي في جسم الطفل،وفقًا لمعلومات طبية ودراسات معينة، يمكن تقسيم حالات بكاء الأطفال إلى عدة علامات على ضرورة استشارة طبيب.
- إذا استمر بكاء الطفل لأكثر من ساعتين يوميًا بشكل مستمر.
- في حالة بكاء الطفل بشكل متكرر أثناء فترة الليل أو في وقت النوم، مما يدل على عدم الراحة.
- تكرار نفس الوقت اليومي لبكاء الطفل قد يعد علامة على وجود مشكلة صحية.
- بكاء الأطفال الرضع منذ اليوم الأول حتى سن ستة أشهر قد يستلزم مراقبة دقيقة للحالة الصحية.
بجانب ذلك، فإن السبب وراء بكاء الطفل الرضيع يمكن أن يعود إلى عدد من الحالات الصحية مثل
- ألم حاد في منطقة البطن.
- مظاهر من القلق أو الاضطراب العصبي.
- الجوع أو العطش.
- مؤشرات على الحاجة إلى النوم.
- مشاكل جلدية أو حساسية تعود إلى التغييرات في البيئة.
- مغص غير محتمل غالبًا بسبب التغذية.
- ظهور تقرحات أو احمرار في مناطق مختلفة.
- تورمات في البطن أو مشاكل هضمية.
- التهاب الأذن أو الحلق.
كيفية التعامل مع الرضيع أثناء البكاء
استراتيجيات التعامل مع بكاء الأطفال الرضع تتطلب الهدوء والتركيز من الأمهات،ينصح الأطباء بأن تتخذ الأمهات خطوات تساعد على تهدئة الطفل أثناء بكائه.
- يمكن للأم أن تحمل طفلها وتتحرك به بلطف، مما قد يشعره بالراحة.
- تساعد اللهاية في كثير من الحالات على تهدئة الطفل وتجذب انتباهه.
- التحقق من حالة الحفاض وإزالة أي قاذورات قد تكون السبب وراء بكائه.
- تقديم الماء أو محاليل الترطيب في حال كان الطفل في حاجة إليها.
- تقديم علاجات مناسبة إذا كان هناك سبب له علاقة بالجهاز الهضمي.
- التعامل مع الطفل بحب واحتضان لتحسين حالته المزاجية.
- تجنب الضوضاء العالية التي قد تكون مهيجة للطفل.
بالإضافة إلى ذلك، توجد حالات طبية تتطلب زيارة الطبيب، منها
- إذا لم تفلح أي محاولات للتهدئة واستمر بكاء الطفل لمدة طويلة تزيد عن ثلاث ساعات.
- في حالة سقوط الطفل أو تعرضه لجرح.
- اجتماع أعراض مثل التقيؤ أو الإسهال مع بكاء مستمر.
- عدم قبول الطفل الرضاعة مما يؤثر على نموه.
الحركات التي يمكن للأم فهم سبب بكاء طفلها
حركات يفعلها الطفل إذا كان يشعر بالجوع
- في حالة شعور الطفل بالجوع، قد تجده يبكي بصوت عالٍ ويستمر في مص أصابعه، مما يستدعي تقديم الرضاعة له بشكل عاجل.
- يميل الطفل للمداعبة لثدي الأم أو زجاجة الرضاعة عندما يكون في حاجة للطعام.
حركات شعور الطفل بمغص شديد
- قد يشعر الطفل بالانزعاج بسبب المغص، ويظهر ذلك من خلال رفع رجليه وضم قبضتيه.
- قد تجري الأمهات بعض التدليك برفق أو وضع الطفل على بطنه أثناء المغص.
حركات الطفل أثناء بكائه بسبب رغبته في النوم
- يمكن أن يُظهر الطفل إشارات مثل التثاؤب أو فرك عينيه، مما يعني أنه يشعر بالتعب ويحتاج للنوم.
حركات تدل أن الطفل يبكي بسبب شعوره بالبرد أو الحر
- يمكن لأم أن تتعرف على شعور الطفل بالبرد من خلال ملامسة جسمه إذا كان بارداً جداً، ينبغي تدفئته.
- إذا كان الطفل يشعر بالحر، يمكن أن يصبح وجهه محمراً، وهو ما يستلزم تخفيف الملابس عنه.
يجب على الأمهات الانتباه لحركات أطفالهن واستيعاب ما تعنيه، حيث يعتبر البكاء وسيلة التعبير الأساسية للرضع،بمجرد أن يبدأ الطفل يشعر بالراحة واحتياجاته يتم تلبيتها، فإنه يميل للاسترخاء والتوقف عن البكاء.
في الختام، يعتبر بكاء الأطفال الرضع موضوعًا واسعًا ومعقدًا يستدعي وعي الأمهات ومتابعته،إن فهم الأسباب وراء بكاء الطفل يمكن أن يسهم في تخفيف القلق لدى الأمهات وتعزيز الشعور بالأمان لدى الأطفال،باستمرار البحث عن المعلومات وطرح الأسئلة المناسبة، يمكن للأمهات تقديم الدعم والرعاية المناسبة لأطفالهن في هذه المرحلة المهمة،لذا، فإن التواصل مع الخبراء والاستجابة لاحتياجات الطفل ستعزز العلاقة بين الأم وطفلها وتساعدهما على تجاوز هذه المرحلة بسهولة أكبر.