تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل حياة الإنسان، حيث يبدأ الطفل بالتعرف على العالم من حوله، بما في ذلك والدته التي تمثل له مصدر الأمان والحنان،تتعدد طرق تعرف الطفل على أمه، سواء من خلال الصوت أو الرائحة أو الشكل،يتساءل الكثير من الأمهات عن كيفية تطور هذا الترابط، وعادة ما تكون الشهور الأولى مليئة بالتحديات والاكتشافات،سنناقش في هذا المقال تفاصيل مهمة حول كيفية تعرف الطفل على أمه، والأوقات التي يبدأ فيها هذا التفاعل الفطري.
في أي شهر يعرف الطفل أمه
تتسم العلاقة بين الطفل وأمه بالتدرج، حيث يبدأ الطفل بالتعرف على ملامحها وصوتها، ويعتبر هذا التفاعل أساسيًا في نموه،في الأسابيع الأولى من حياة الطفل، يمكنه التركيز على الأشكال القريبة منه، مما يسهل له التعرف على وجه الأم،تعتبر الأصوات، كذلك، وسيلة مهمة يتم بها التعرف، حيث يستجيب الطفل لأصوات والدته بشكل أكبر، مما يعزز من عملية التعارف المتبادل،إن الأجواء التي تتواجد فيها الأم مع طفلها تلعب دورًا فعّالًا في تعزيز هذه العلاقة.
صوت الأم
يبدأ الطفل بالتعرف على صوت والدته في الشهر السابع من الحمل، حتى وهو جنين، مما يشير إلى أهمية الصوت في مساعدة الطفل على بناء علاقة وثيقة مع والدته،وعند ولادته، سيكون الصوت المألوف له هو صوت الأم، مما يجعله يشعر بالهدوء والراحة بمجرد سماعه.
الشكل في الأسابيع الأولى من عمر المولود
- خلال الفترة الأولى بعد الولادة، يكون نظر الطفل غير واضح تمامًا، لكنه يستطيع رؤية الأشياء التي تبعد 20 إلى 35 سنتيمترًا عنه،وهذه المسافة تتوافق مع قرب وجه الأم منه أثناء احتضانه.
- على الرغم من أن بعض الدراسات أثبتت قدرة الأطفال على التعرف على وجه الأم بعد أيام من ولادتهم، إلا أن الكثير من الباحثين يرون أن هذه القدرة تتطور أكثر بعد شهرين من الولادة.
- بينما يرضع الطفل، يميل نحو التركيز على وجه والدته، مما يسهل عليه التعرف عليها وربطها بشعور الحب والحنان.
متى يعرف الطفل أمه بالرائحة
تعتبر حاسة الشم من الحواس المبكرة التي يتطور بها الأطفال،في الأيام الأولى من الولادة، يبدأ الطفل بتمييز رائحة والدته،تشير الأبحاث إلى أن الأطفال يستطيعون التفريق بين حليب الأم والحليب الصناعي أو حليب شخص آخر عبر الرائحة، وهذا يظهر مدى أهمية الرائحة في تعزيز العلاقة بينهم.
رضاعة الأم له
الطفل يربط عملية الرضاعة بالأم، حيث يشعر بالراحة والأمان عند وجودها،هذه العلاقة الحسية تلعب دورًا أساسيًا في تكوين الرابطة القوية بينهما.
رعاية الأم للطفل
عندما تحتضن الأم طفلها، يشعر بالهدوء والراحة،هذه اللمسات والاعتناء بها تعزز من روح الحب والتواصل بينهما، مما يؤكد على معرفته الجيدة بها.
متى يتعلق الطفل بأمه
يبدأ الترابط بين الطفل وأمه قبل الولادة ويستمر بعدها، فتعتبر هذه العلاقة من الغرائز الإنسانية،هذا الشعور بالأمان يعتبر أساسيًا في حياة الطفل النفسية، خصوصًا عندما تكون الأم قريبة وتعتني به بشكل دائم.
كيف أعطي طفلي الحنان الكافي
تعاني الأمهات الجدد من العديد من الضغوطات بعد الولادة، لذلك من المهم تقديم نصائح تعزز العلاقة بين الأم وطفلها،يجب على الأم أن تتواصل مع طفلها بقدر كبير من الحنان، وأن تبني بمرور الوقت رابطة عقلية ووجدانية تستمر مدى الحياة.
علامات حب الطفل الرضيع لأمه
تظهر العلاقة القوية بين الأم والرضيع منذ الأيام الأولى،إليك بعض النصائح التي يمكن أن تعزز هذه العلاقة
المحافظة على التلامس الجسدي
يعزز التلامس الجسدي الذي يحدث بين الأم وطفلها بعد الولادة الاحساس بالأمان، وينبغي على الأم أن تحرص على اللمسات والإحساس بجلدها لضمان التواصل الجسدي الكافي.
تظهر دراسات أن هذا التلامس ينعكس بشكل إيجابي على نمو الطفل،يُوصى أيضًا بعدم الانشغال بالأمور الخارجية أثناء لحظات رضاعة الطفل، ل التركيز على تلك اللحظات العاطفية.
متى يعرف الطفل أمه بالثقة والأمان
تبدأ رحلة الأمان والثقة منذ الأيام الأولى بعد الولادة،الاستجابة السريعة لنداء الطفل تمثل أصل العلاقة بينهما، حيث تكون استجابة الأم له بمثابة إشارات تحميه وتمنحه شعور الأمان.
الاستجابة لنداء الرضيع
- يجب على الأم أن تكون سريعة في الاستجابة لاحتياجات طفلها،هذا يتضمن عدم ترك الطفل يبكي لفترات طويلة، بل التأكد من تلبيته لما يحتاجه في الوقت المناسب.
- يساعد فهم وإدراك احتياجات الطفل في تعزيز ثقته بنفسه، مما يجعل العلاقة أكثر توازنًا.
- مساعدة الطفل على السيطرة على مشاعره تعتبر جزءً أساسيًا من عملية التعرف عليه بشكل أفضل.
الحفاظ على العلاقة الأسرية
تعتبر العلاقة بين الأم والأب عاملًا أساسيًا في شعور الطفل بالأمان،يجب على الزوجين الحرص على الحفاظ على علاقة مستقرة ومحبة لصالح الطفل،فالتفاعل الإيجابي بين الوالدين يضمن للطفل شعور الأمان والاستقرار الوجداني.
طفلك وتقربه منك أثناء الرضاعة
يجب على الأم أن تكون حاضرة بشكل كلي خلال فترة الرضاعة، وتجنب الانشغال بالأمور الأخرى مثل الهاتف المحمول،هذا الانشغال يمكن أن يؤثر سلبًا على نفسية الطفل ويجعله يشعر بالقلق.
ختامًا، يُعد فهم كيف يعرف الطفل أمه من الأمور التي تساهم كثيرًا في بناء علاقة متينة وقوية بينهما،يتطلب الأمر الكثير من الحب والحنان والتواصل الجسدي لضمان تربية صحية وسليمة.