في حياة البشرية، يمثل بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لحظة فارقة وإشراقًا روحانيًا عظيمًا،وقد كان لعصر البعثة ظروف اجتماعية واقتصادية متشابكة، إذ عانت قريش في ذلك الوقت من صراعات داخلية ورغبات عميقة في البحث عن الحقيقة،جاءت دعوة النبي الكريم لتكون بمثابة النور الذي أضاء مجاهل الجهل والعبودية، محملة برسالة سامية من الله تهدف إلى توحيد البشرية وهدايتهم إلى طريق الحق،هذا المقال يستعرض تفاصيل بعثة الرسول وخصائص الفترة الزمنية التي عاشها.
متى بعث الرسول وكم كان عمره
لقد بُعث محمد -صلى الله عليه وسلم- في عامه الأربعين، وهو سن يعتبر من أزهى وأهم مراحل حياة المرء،فقد كان النبي قدوة مجسدة لمكارم الأخلاق ورحمة للعالمين، كما نُقل عنه في أحاديثه الشريفة التي تُبرز رسالته النبيلة،كان عمره عند هذه البعثة هو البداية الحقيقية لنشر رسالة الإسلام، التي تجلت في تعاليم تدعو إلى التوحيد والإيمان برب واحد.
في هذا الصدد، نصل إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث في يوم الإثنين، الموافق 21 من شهر رمضان في التقويم الهجري،وفيما يتعلق بالتقويم الميلادي، فإن تاريخ بعثته يُحدد بـ 10 أغسطس في سنة 610 ميلادي،تلك كانت اللحظة التي تغير فيها العالم، حيث بدأت رحلة الدعوة إلى الله.
يُذكر أن الوحي قد نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء، الواقع في أعلى جبل النور بمكة المكرمة،جاءه الملك جبريل -عليه السلام- ليبشره بأن الله قد اختاره ليكون نبيًّا للبشرية، تحمل رسالته الرحمة والهداية،وكانت لحظة نزول الوحي بداية عهد جديد، حيث كانت أولى الآيات التي نزلت هي “اقْرَأْ” مما يشير إلى أهمية العلم والقراءة في الإسلام.
عندما نزل الوحي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يتعبد في الغار، أعاد جبريل عليه السلام عليه الكلمات ثلاث مرات حتى استجاب النبي، وبدأت مسيرة يحمل خلالها ثقلاً عظيمًا،عندما قال جبريل عليه السلام “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ”، إشارات عميقة عن البداية التي انطلقت منها خطة الله في تغيير مجرى التاريخ.
من خلال استعراض متى بعث الرسول وكم كان عمره، يتضح أنه كان قد أُنيط به تحمل رسالة عظيمة، تتجاوز الزمن وتؤثر على الأجيال اللاحقة،لقد أثرت دعوته في النفوس، ووجهت البشرية نحو المثل العليا.
في الختام، يعد فهم زمن بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودلالات تلك المرحلة عاملًا مهما لفهم الرسالة الإسلامية بإطارها الشامل،إذ تمثل تلك الفترة زمان التحول الشامل من الجهل إلى المعرفة، ومن الظلام إلى النور، مما يجعلها محط دراسة وتأمل دائمين لكل الباحثين عن الحقيقة،بعثة النبي محمد ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي تجسيد للعطاء والتضحية التي تستمر في إلهام الملايين حول العالم.