ما هي السورة التي حث النساء على تعلمها؟ اكتشف الأسرار والمعاني العميقة التي تحتويها!

ما هي السورة التي حث النساء على تعلمها؟ اكتشف الأسرار والمعاني العميقة التي تحتويها!

تدور النقاشات حول السور القرآنية وفضائلها في سياق الديانة الإسلامية، حيث بات من المعروف أن هناك سور تحظى بخصوصية في التعلّم والتعليم، خصوصاً بين الفئات النسائية،هذا الأمر يحمل أهمية بالغة في العناية بالنساء وتعليمهن أمور دينهن، مما يستدعي البحث في الأحاديث والروايات المتعلقة،في هذا الإطار، سنتناول موضوع تعليم سورة معينة للنساء، ونبحث في مصداقية الأحاديث الواردة حول هذا الموضوع والآثار المترتبة على ذلك.

ما هي السورة التي حث النساء على تعلمها

عند التعمق في الأحاديث المتعلقة بالسور التي يُحثّ النساء على تعلمها، يُلاحظ أن السورة المرشحة عادةً هي سورة النور،ولكن يجب أن نكون دقيقين، حيث إن الغالبية العظمى من الأحاديث حول هذا الموضوع إما ضعيفة أو موضوعة،هناك حديث واحد مرسل ضعيف، وهو ينص على “علِّموا رجالَكم سورةَ المائدةِ، وعلِّموا نساءَكمُ سورةَ النُّورِ” (الجامع الصغير 5464)،في حين أن هناك أحاديث أخرى تنشر أيضاً، لكنها تفتقر إلى القبول العلمي، مثل الحديث “لا تُعلِّموهنَّ الكتابةَ ولا تُسكنوهنَّ الغُرَفَ وعلِّموهنَّ سورةَ النُّورِ” (أخرجه ابن حبان في “المجروحين” 2/240).

  • حديث مرسل ضعيف السند “علِّموا رجالَكم سورةَ المائدةِ، وعلِّموا نساءَكمُ سورةَ النُّورِ” (الجامع الصغير 5464).
  • حديث موضوع “لا تُعلِّموهنَّ الكتابةَ ولا تُسكنوهنَّ الغُرَفَ وعلِّموهنَّ سورةَ النُّورِ” (أخرجه ابن حبان في “المجروحين” 2/240).
  • حديث ضعيف بسبب وجود راوي غير موثوق يدعى (محمد بن إبراهيم الشامي) “لا تُنْزِلوهُنَّ الغُرَفَ ولا تُعَلِّمُونهُنَّ الكتابَ وعَلِّمُوهُنَّ المِغْزَلَ وسورةَ النُّورِ” (ذكرة الحفاظ 382).

فمن المؤكد إذن أنه لا يجوز نسبة أمر تعليم سورة النور للنساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فالأثر غير موثوق،فقد قال الرسول سبحانه وتعالى في حديث عبد الله بن عباس “اتَّقوا الحديثَ عنِّي إلَّا ما علِمتُمْ فمَن كذبَ عليَّ مُتعمِّدًا فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النَّارِ، ومَن قال في القرآنِ برأيِّهِ ، فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النَّارِ” (أخرجه الترمذي 2951).

أمر سيدنا عمر بتعليم سورة النور

رغم عدم وضوح الأمر النبوي بتعليم سورة النور، تظهر بعض الروايات عن الصحابة في هذا الشأن،فعلى سبيل المثال، أورد البيهقي في كتابه “شعب الإيمان” نصًا عن أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب، حيث قال إنه أرسل رسالة إلى ولاة الأمصار بضرورة تعليم سورة النور للنساء “تعلموا سورة براءة، وعلموا نساءكم سورة النور”،وهو أمر يعكس رؤية سيدنا عمر لأهمية تعليم النساء.

وهناك من الفقهاء من يعتبر قول الصحابي جزءًا من مصادر التشريع الإسلامي استنادًا إلى الأوامر النبوية، وهو ما يفتح المجال للتعامل بالحذر والتمعن في مثل هذه الأحاديث، خاصة في عدم عدم توافر أدلة قوية تدعمها.

مقاصد سورة النور

بعد الإجابة على السؤال المتعلق بالسورة التي يُحث النساء على تعلمها، يجدر بنا أن نقدم نبذة عن مقاصد سورة النور،تُعتبر السورة محورية جدًا في تنظيم المجتمع اليهودي، وتخص بالتحديد أحكام الأسرة والعلاقات الاجتماعية،يُجمع المفسرون على أن المحور الرئيسي الذي تدور حوله سورة النور هو تربية الأفراد وتعليمهم آداب الحياة الأسرية والاجتماعية في إطار المجتمع الإسلامي.

قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن إن مقصود سورة النور هو ذكر أحكام العفاف والستر، بينما أشار الإمام الشعراوي في تفسيره إلى أن سورة النور تحمل نور القيم والأخلاق والإدارة في الحياة اليومية،فيما يلي بعض النقاط الأساسية التي يمكن تلخيص مقاصد سورة النور من خلالها

  • أن القرآن الكريم كتاب من عند الله، يحتوي على قوانين تشريعية تنظم حياة الناس.
  • تجريم الزنا وبيان العقوبة المترتبة عليه.
  • تجريم قذف المحصنات وتوضيح الحدود المقررة.
  • تبرئة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها من الإفك.
  • حثّ المسلمين على التحقق وعدم الانسياق وراء الإشاعات.
  • تحذير من مداخل الشيطان وأهمية الثبات أمام الفتن، حيث أن الشيطان سيتبرأ من أتباعه يوم الحساب.
  • تبيين آداب الحوار بين أفراد الأسرة.
  • أن صلاح المجتمعات يبدأ من المساجد.
  • وعد المؤمنين بالخلافة في الأرض.
  • إبراز أهمية آداب الضيافة وحقوق الجوار.
  • تحديد آداب نداء المسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • اختتام السورة ببيان ملكية الله لكل ما في السماوات والأرض وموعد الحساب بين الله وعباده.

بينما نختتم هذا البحث، نجد أنه من المهم أن نتحلى بالوعي النقدي تجاه الأحاديث والروايات المتعلقة بتعليم النساء في الدين،إذ يجب أن ندرك أن تعليم المرأة جزء أساسي من التقدم المجتمعي،وبالتالي، فإن فهم مقاصد السور وأحكامها يمكن أن يساهم في بناء مجتمع متماسك يعكس القيم الإسلامية الحقيقية،من الضروري التأكيد أن الاجتهاد والبحث عن الدليل الصحيح أساس لأي ممارسة أو توجيه ديني، مما يساعد على تعزيز الهوية الإسلامية الصحيحة للنساء والفتيات في المجتمع.