إن فهم السنن المؤكدة يعد من الأساسيات الهامة التي ينبغي لكل مسلم الاطلاع عليها،فبينما يعرف الجميع أن الصلاة المفروضة تضم خمسة أوقات يومياً، يجهل الكثيرون التفاصيل المتعلقة بالسنن المؤكدة، على الرغم من أهمية الالتزام بها وأدائها في أوقاتها المحددة،لذلك، يهدف هذا المقال إلى توضيح مفهوم السنن المؤكدة بشكل شامل، مستعرضاً خطتها وتفاصيلها بصورة مفصلة حتى يكون لكل مسلم فهماً واضحاً ودقيقاً لها،وهذا ما سنتناوله في هذه الدراسة.
ما هي سنن المؤكدة
السنن المؤكدة تُعَرَّف بأنها مجموعة من العبادات التي وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي أكد على أدائها والتزامها في أوقات معينة،وقد تم تحديد هذه السنن في عدة مواضع، وتستند إلى أدلة قاطعة من السنة النبوية، وفيما يلي سنستعرض أهم هذه المواضع.
صلاة الوتر
تعتبر صلاة الوتر من السنن المؤكدة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أوتروا يا أهل القرآن، فإن الله وتر يحب الوتر”،ويُستحب أن تكون صلاة الوتر في آخر الليل، لما لها من فضل عظيم وأجر جزيل.
ركعتا صلاة الفجر
ركعتا الفجر تُعَدّان من السنن المؤكدة أيضاً،وقد جاء في حديث نبوي “لا تدعوهما ولو طاردتكم الخيل”، مما يدل على أهمية هذا الركعتين وضرورة الالتزام بهما.
ركعتان قبل صلاة الظهر
تأتي ركعتان قبل صلاة الظهر أيضاً ضمن السنن المؤكدة، وقد روى ابن عمر رضي الله عنهما “حفظت عن رسول الله عشر ركعات ركعتين قبل الظهر…”،فهذا الحديث يوضح أهمية المحافظة على هذه الركعتين كجزء من العبادة اليومية.
ركعتان بعد صلاة الظهر
ركعتان بعد صلاة الظهر أيضاً تعدان من السنن المؤكدة،ويشير حديث ابن عمر هنا إلى ضرورة المحافظة عليهما كوسيلة لتعزيز الصلاة المفروضة.
ركعتان بعد صلاة المغرب
عقب أداء فريضة المغرب، هناك إضافة سنن مؤكدة أيضاً وهي ركعتان بعد الصلاة؛ كما ورد في الأحاديث، مما يؤكد على أهمية هذه الركعتين،
ركعتان بعد صلاة العشاء
تعتبر ركعتا العشاء بعد الفريضة من السنن المؤكدة، وقد ورد في الحديث “من صلى اثنتي عشرة ركعةً في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة”، مما يدل على فضل هذه السنن.
ما هي السنن القبلية والبعدية
بعد أن استعرضنا ما هي السنن المؤكدة، نحتاج إلى تحديد ما هي السنن القبلية والسنن البعدية،في هذا السياق، يختلف العلماء حول عدد ركعات السنن القبلية والبعدية، وهذا الاختلاف يشمل النقاط التالية
- يقول بعض العلماء إن السنن القبلية والبعدية تتكون كلياً من عشر ركعات.
- هناك من يقول إن السنة قبل صلاة الظهر هي عبارة عن أربع ركعات، فيصبح المجموع اثنتي عشرة ركعة.
- بعض العلماء يعتبرون أنه من المستحب أيضاً أداء أربع ركعات قبل العصر، مما يجعل المجموع ثلاث عشرة ركعة.
- عدد آخر من العلماء يؤكد على أن السنة تشمل أربع ركعات بعد صلاة الظهر، فيكون المجموع ثماني عشرة ركعة.
وبذلك نجد أن هذه السنن تُعَدّ من الرواتب، ويجب على المسلم ألا يقلل من الركعات المذكورة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
مراتب السنن
تتعدد مراتب السنن حسب التأكيد على إقامتها وضرورة الالتزام بها،وقد قام العلماء بتصنيف السنن بالشكل التالي
النوافل
النوافل تشمل الصلوات التي تم أداؤها من قبل النبي، لكن لم يكن مواظباً عليها بشكل مستمر.
التطوع
التطوع هو ما يقوم به المسلم كوسيلة للتقرب إلى الله، ولكن لم يرد فيه نص محدد.
المندوب
هذا المندوب ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي ما يتعاظم أجره، ويدعى سنة، وما يقل أجره، ويدعى نافلة، وما يكون أجره وسط بينهما، ويسمى فضيلة.
المستحب
كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا أو أوصى به أصحابه، ولكنه لم يفعله بنفسه.
السنن المؤكدة
تشمل السنن المؤكدة جميع العبادات التي واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم طوال حياته، بشكل مستمر ومنتظم.
السنن غير المؤكدة
هذه السنن هي تلك التي قام بها النبي بشكل تكراري، ولكن مع تركها أحيانًا.
الفرق بين السنن المؤكدة والسنن الرواتب
من المهم التفريق بين السنن المؤكدة والسنن الرواتب، كيف إليك التفاصيل
السنن الرواتب
تتضمن صلاة السنة التي تُؤَدّى بعد الصلوات الفريضة،ومن منظور بعض العلماء، تشمل السنن الرواتب كصلاة عيد الأضحى وصلاة الضحى، وهذا يتضمن
- ركعتان قبل صلاة الفجر.
- أربع ركعات قبل صلاة الظهر.
- ركعتان بعد صلاة الظهر.
- ركعتان بعد صلاة المغرب.
- ركعتان بعد صلاة العشاء.
السنن المؤكدة
كما تناولنا سابقًا، السنن المؤكدة هي العبادات التي لم يتركها النبي أبداً في حياته، ودُلت على مواظبته عليها،وتعتبر السنن الرواتب فرعًا من السنن المؤكدة.
حكم تارك السنة المؤكدة
لقد اتفق العلماء على أن أداء السنن المؤكدة واجب، وينبغي الالتزام بها بانتظام،ويعد تركها عمداً من الذنوب الكبيرة التي يلام صاحبها،كما ورد عن الرسول النبي محمد صلى الله عليه وسلم “من رغب عن سنتي فليس مني”،وهذا يعكس خطورة ترك هذه العبادات.
في الختام، تعتبر السنن المؤكدة أحد الجوانب المحورية في حياة المسلمين،لذا، يجب على الجميع فهمها وتطبيقها باستمرار، لما تحمله من فضائل وأجر عظيم في الآخرة، وكذلك لأنها تجسد التقرب إلى الله وتعزيز الإيمان،وعلى المسلم أن يسعى جاهدًا للمواظبة على هذه السنن، إذ أنها تعد جزءًا من الدين الذي يجب الالتزام به.