إن ضحكة الطفل الرضيع تعتبر واحدة من أجمل اللحظات التي يعيشها الأهل، فهي تعبر عن فرحة وانبساط الطفل وتعكس مراحله التطورية،تثير هذه الضحكة العديد من التساؤلات لدى الأهل حول ما يجري في ذهن الطفل أثناء الضحك، وما الذي يدفعه لهذا السلوك،يتناول هذا المقال تأملات حول ضحكة الطفل الرضيع، متى يبدأ في الضحك، وما هي الأمور التي قد تثير ضحكاته،وسنقدم بعض النصائح للأهل حول كيفية تهيئة البيئة المناسبة لتشجيع الضحك لدى أطفالهم.
ضحكة الطفل الرضيع
- تعتبر ضحكة الطفل الرضيع دليلاً على تطوره النفسي والاجتماعي،حيث تتغير نغمة ضحكة الطفل مع تقدم عمره، حيث تتأثر الحنجرة بعمليات النمو، مما يؤدي إلى تغيرات في قوة ونبرة الصوت.
- عند بلوغ الأطفال حوالي 9 إلى 12 شهراً، يصبح لضحكهم دلالات أكبر، حيث يمكنهم فهم المزيد من المواقف والمحيطين بهم مقارنة بالأطفال الأصغر سناً.
- بداية من عمر 12 شهراً، يبدأ الأطفال في تمييز الأشخاص المألوفين عن الغرباء، مما قد يؤدي إلى مستوى قلقهم وعدم استجابتهم للضحك بنفس الطريقة.
- إذا كنت ترغب في إضحاك طفلك، جرب مضايقته بطريقة لطيفة عبر دغدغة أصابع قدميه، أو قم بإصدار أصوات مضحكة، فهذه الأساليب تُعتبر فعالة جداً في eliciting الضحك.
- يُعتبر النفخ على بطن الطفل من الأنشطة التقليدية التي غالبًا ما تثير الضحك، كما أن التواصل البصري معه يُظهر أهمية هذا التفاعل في تحفيز الضحك.
- كلما زاد تفاعلك الصوتي والبصري مع طفلك، زادت فرص تحفيز ضحكه،لذا كن جاهزًا لتقديم الكثير من الفقرات المضحكة أثناء اللعب، ولا تنسَ أن التأكد من توافر الراحة والتغذية للطفل سيلعب دوراً مهماً في استجابته.
- انتبه إلى أنه يمكن أن يكون تقليد وضحك طفلك إحدى الوسائل الهامة لتعزيز التفاعل الاجتماعي، حيث يتعلم الأطفال الكثير من خلال الملاحظة والمشاركة.
متى يضحك الطفل
- تبدأ الابتسامة في الظهور عند الأطفال ضمن عمر الثلاثة أشهر ويمكن أن يتبعها ضحكات صغيرة، حيث يدركون أن ضحكهم يثير ردود أفعال إيجابية.
- بشكل عام، يُتوقع أن يضحك الطفل لأول مرة بين مرحلة الثلاثة إلى الأربعة أشهر، وقد تظهر ضحكات أكثر وضوحاً بعد مرور خمسة أشهر.
- إذا تأخر الطفل عن الضحك في تلك الفترة، فلا داعي للقلق؛ فكل طفل يتطور بمعدل مختلف، ومن الطبيعي أن يتأخر بعضهم.
- كما أن بعض الأطفال يميلون إلى الجديّة أكثر من غيرهم، لذا قد يستغرق بعض الوقت للوقوف على الأمور التي يجدها مضحكة.
- لا يُعتبر عدم الضحك قبل بلوغ السنة الأولى مشكلة، شرط أن يظهر الطفل تفاعلاً اجتماعياً بالابتسامة والتواصل مع الآخرين.
- إذا لم يبتسم الطفل قبل بلوغ الأربعة أشهر، أو لم يظهر ضحكاً قبل ستة أشهر، يُفضل التواصل مع طبيب الأطفال للتأكد من نموه بشكل سليم.
- تأكد من متابعة الزيارات المنتظمة عند الطبيب للاطمئنان على تطور الطفل، بما في ذلك فحص العينين والأذنين لاستبعاد أي مشاكل قبل تقييم التأخر في النمو.
- يمكن أن يكون أحد أهم الأشياء التي يجب أن تتذكرها كوالد هو أن كل طفل فريد، وعليك مراقبة العلامات الأخرى التي تدل على تفاعل طفلك مع محيطه.
- بحلول بلوغهم ثلاثة أشهر، يجب أن يظهر الأطفال بعض التفاعل مع مقدمي الرعاية، وإذا لم يكن الطفل يظهر الابتسامات أو علامات التفاعل، فاستشر طبيب الأطفال لاستعراض مخاوفك.
ماذا يرى الطفل الرضيع عندما يضحك
عندما يضحك الطفل الرضيع لأول مرة، يميل البعض إلى القول أنه يرى الملائكة، ولكن على الرغم من أن هذه الفكرة جذابة، إلا أنه لا يمكننا تأكيد صحتها،لنستعرض في النقاط التالية ما يمكن أن يرى الطفل أثناء ضحكته
- الغازات يعتبر المغص من الأمور الشائعة التي تقلق الأطفال حديثي الولادة، وعندما يتمكن الطفل من إخراج الغازات، غالبًا ما يشعر بالراحة مما يعكس ذلك على ضحكته.
- التبول يضحك بعض الأطفال عند حدوث عملية التبول كاستجابة لطبيعتهم ولتخفيف حالتهم الغير مريحة.
- عند رؤية الوالدين في عمر شهر إلى شهر ونصف، يبدأ الأطفال في التعرف على والديهم، وغالبًا ما يكون هذا هو السبب وراء الضحك والابتسامة عند رؤيتهم.
- النوم قد يبتسم البعض من الأطفال أو حتى يضحك ببعض الأحيان أثناء النوم، خاصة في مرحلة النوم العميق.
ختامًا، نجد أن ضحكة الطفل الرضيع تقدم لنا لمحات صغيرة عن عالمهم الفريد،فهي ليست مجرد رد فعل بل تلعب دورًا محوريًا في تطورهم الاجتماعي والنفسي،من خلال فهم متى يضحك الطفل وما يثير هذه الضحكات، يمكن للأهل تعزيز هذه اللحظات القيمة، مما يعزز من الترابط العاطفي مع أطفالهم،نأمل أن يكون هذا المقال قد سلط الضوء على أهمية الضحك في مراحل حياة الطفل، وأثار الفضول لدى الآباء حول كيفية دعم نمو أطفالهم بشكل إيجابي.