يعتبر السحر من الظواهر المثيرة للجدل والتي تحمل في طياتها معاني ودلالات متعددة، كما أنها قضية تطرح الكثير من الأسئلة حول تأثيرها وأحكامها في الإسلام،في المجتمعات المختلفة، يختلف تفسير السحر، ولكن في الإسلام، يتم تصنيفه على أنه نوع من الشرك، وقد ورد ذكر هذا الأمر في بعض المناهج التعليمية مثل مادة التوحيد في المدارس السعودية،سنستعرض في هذا المقال أسباب اعتبار السحر شركًا وعقوباته حال الالتجاء إليه، مما يسهم في تعزيز الفهم الصحيح لهذه القضية الحساسة.
لماذا السحر نوع من أنواع الشرك
إحدى الأسئلة الرئيسية المطروحة في مادة التوحيد للصف الثالث المتوسط تتعلق بمعنى السحر، حيث يتم التساؤل عن سبب كون السحر كفرًا وشركًا،الإجابة التي يمكن تقديمها تتلخص في نقطتين رئيسيتين.
السحر يعتبر نوعًا من الشرك لسببين أساسيين
1- السبب الأول
الساحر لا يستطيع ممارسة طقوس السحر الحقيقية إلا من خلال الاستعانة بالشياطين،هؤلاء الشياطين لا يقدمون مساعدتهم إلا لمن يرضيهم، مما يعني أن الساحر يتعين عليه التقرب منهم عبر وسائل الكفر والشرك بالله.
من صور هذا الشرك التي قد يلجأ إليها الساحر مثلاً ذبح القرابين لهم، أو طلب المساعدة منهم في جلب الضرر للناس، أو السجود لهم،كما أنه قد يسخر من القرآن الكريم في أفعاله، مما يعبر عن استهانة واضحة بالدين وعبادته.
2- السبب الثاني
يظهر السحرة للناس أنهم يملكون القدرة على التحكم في الكون وقوانينه من خلال أسباب خفية وغير ظاهرة،هذا يشمل القدرة على إحياء الموتى أو إمراض الأصحاء، وهو ما يعتبر تجاوزاً لسلطة الله تعالى،إن هذا الإدعاء، في جوهره، يعد مشاركة لله في صفاته وأفعاله، وهو ما يتنافى مع التوحيد.
عقوبة الساحر في الدنيا والآخرة
إذا نظرنا إلى العقوبات المترتبة على ممارسة السحر، نجد أنها ليست مقتصرة على العقوبات الدنيوية فقط، بل تمتد لتشمل عقوبة الشخص عند الله تعالى في الآخرة، وهو ما يعكس خطورة هذا الأمر،يتم تقسيم العقوبات التي يواجهها الساحر إلى نوعين.
1- عقوبته في الدنيا
تتفق أغلب آراء العلماء على أن عقوبة الساحر في الدنيا قد تصل إلى القتل،يُعتبر الساحر كمن ارتد عن الدين، مما يعكس ضرورة فرض عقوبة شديدة بحقه،ومن الأدلة على ذلك، ما ورد في السنة النبوية، حيث ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم عدة مقولات توضح ضرورة قتل الساحر، كقوله “من بدل دينه فاقتلوه”.
- رواية عن أم حفصة، حيث أمر الرسول بقتل جارية سحرتها.
- كما ورد عن عمر بن الخطاب أنه كتب إلى عماله بقتل كل ساحر وساحرة، مما يشير إلى مدى خطورة هذا الممارسات.
2- عقوبته في الآخرة
أما عن عقوبته في الآخرة، فإن السحر يُعاقب عليه كما يُعاقب الكافر،وتتعدد الأحاديث النبوية التي تشير إلى أن السحرة هم من ضمن السبع الموبقات، كما ذكر النبي في حديثه “اجتنبوا السبع الموبقات” وقد عد منها السحر، مما يُظهر مكانته في قائمة الأفعال المحرمة.
ختامًا، يجب علينا الحذر من النظر إلى السحر على أنه مجرد ظاهرة عابرة أو دون أهمية،بل هو أمر خطير قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة،لذلك، علينا فهم أبعاده وتأثيراته على النفس والمجتمع، والعمل على تعزيز الوعي الديني الذي ينأى بالمجتمعات عن هذا الفعل المحرم، للسير نحو مستقبل أفضل تسوده الأخلاق والقيم الإسلامية الأصيلة.