لماذا وصل الذهب إلى مستويات قياسية مرتفعة

لماذا وصل الذهب إلى مستويات قياسية مرتفعة

ارتفع سعر الذهب إلى مستوى قياسي حيث دفعت حالة عدم اليقين بشأن الصراع في الشرق الأوسط والانتخابات الرئاسية الأمريكية المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن.

ولم تكن القفزة الأخيرة عابرة فحسب فقد ارتفع الذهب بنحو 32% منذ بداية عام 2024، متجاوزًا نمو مؤشر S&P 500 بنسبة 23% وارتفاعًا بنسبة 28% في مؤشر ناسداك الثقيل للتكنولوجيا خلال نفس الفترة.

وقال بعض المحللين لشبكة ABC News إن الأداء القوي لعدة أشهر يرجع إلى حد كبير إلى توقعات انخفاض أسعار الفائدة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي يتزامن عادة مع ارتفاع أسعار الذهب.

وأشاروا أيضًا إلى مشتريات احتياطيات الذهب بين البنوك المركزية، فضلاً عن الطلب المستمر من المستثمرين الذين يتطلعون إلى تنويع محافظهم الاستثمارية والتحوط ضد الاضطرابات العالمية.

وحذر بعض المحللين من أن أسعار الذهب غالبا ما تتقلب أسبوعيا أو شهريا، مما يجعل من الصعب على المستثمرين تحديد توقيت السوق.

وقال الخبراء “لقد وصل الذهب إلى مستوى مرتفع جديد، ولكن يمكنك التأكد من أنه بمجرد وصوله إلى ذروته، فمن المحتمل أن يتراجع”.

وأضافوا أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى حد كبير إلى الشهية الكبيرة للذهب بين البنوك المركزية في السنوات الأخيرة، خاصة من قبل البنك المركزي الصيني.

وجد مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية حول العالم اشترت أكثر من 1000 طن من الذهب خلال كل من العامين الماضيين، وقبل تلك الأعوام لم يتم تجاوز هذه العتبة مطلقًا.

وتحتل الصين المرتبة الأولى في قائمة الدول التي تسعى إلى زيادة احتياطياتها من الذهب كوسيلة لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي، واعتبارًا من شهر مايو، كان بنك الشعب الصيني يشتري الذهب لمدة 18 شهرًا متتاليًا.

وأوضح المحللون “العلاقات بين الولايات المتحدة والصين متوترة لفترة طويلة وتفاقمت خلال العام الماضي… ومن المعقول بالنسبة لهما أن يقللا من اعتمادهما على الدولار”.

وأضافوا “هذا يعني أن هناك حاجة إلى بديل، والبديل الوحيد الموثوق به هو الذهب”.

ومع ذلك، تباطأت مشتريات البنوك المركزية من الذهب في منتصف هذا العام، حسبما أفاد مجلس الذهب العالمي في يوليو، حيث أوقف البنك المركزي الصيني مشترياته من الذهب خلال الأشهر الخمسة الماضية.

ومع ذلك، استمر سعر الذهب في الارتفاع في الأشهر الأخيرة حيث أصبح المستثمرون أكثر ثقة في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة. وقال بعض الخبراء إن تزايد عدم اليقين الجيوسياسي خلال تلك الفترة جعل الذهب أيضًا مكانًا جذابًا للاستثمارات الآمنة.

في الشهر الماضي، خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات، وتبلغ احتمالات خفض إضافي بمقدار ربع نقطة مئوية الشهر المقبل أكثر من 90٪، وفقًا لأداة CME FedWatch، وهو مؤشر لمعنويات السوق. .

ويقول الخبراء إن انخفاض أسعار الفائدة غالبا ما يتزامن مع ارتفاع أسعار الذهب، مما يكشف سبب هذا الارتفاع.

كما أرجع بعض الخبراء ارتفاع أسعار الذهب إلى عدم اليقين الجيوسياسي والقلق المحيط بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

وأضافوا أن تصور عدم الاستقرار العالمي غالبا ما يدفع المستثمرين إلى شراء الذهب كوسيلة لحماية أموالهم في أصل عمره آلاف السنين يعتبر محصنا ضد التقلبات الكبيرة في الأداء الاقتصادي العالمي.