لماذا تجاهل الأهلى نعي عصام الحضري في وفاة والدته؟

لماذا تجاهل الأهلى نعي عصام الحضري في وفاة والدته؟

تعد العلاقات بين الأندية واللاعبين جزءًا أساسيًا من ثقافة كرة القدم في مصر، حيث تتداخل مشاعر الانتماء والولاء مع اللحظات الإنسانية التي تمر بها الجماهير والنادي،في هذا السياق، شهد الوسط الرياضي المصري مؤخرًا حالة من الحزن بعد وفاة والدة اللاعب الأسبق عصام الحضري، والتي أثارت جدلًا واسعًا بعد تجاهل النادي الأهلي نشر تعزية رسمية له، في خضم التعازي التي قدمها الفنان نبيل الحلفاوي،إن هذا الحدث يعكس التوترات القديمة بين الحضري والنادي، ويعيد للأذهان تاريخًا مليئًا بالصراعات.

بداية عصام الحضري مع الأهلي

بدأت مسيرة عصام الحضري مع النادي الأهلي في الرابع من سبتمبر عام 1996، حيث شارك لأول مرة في البطولة العربية الثانية عشرة للأندية أبطال الدوري،شهدت تلك المباراة الافتتاحية مواجهة الأهلى مع فريق اتحاد البليدة الجزائري، وحقق الأهلي انتصارًا كبيرًا بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، تحت قيادة المدرب الألماني راينر هولمان،كانت تلك البداية بمثابة انطلاقه نحو تحقيق الانتصارات والبطولات مع النادي.

إنجازات عصام الحضري مع الأهلي

على مر السنوات التي قضاها مع الأهلي، لعب الحضري 309 مباريات في مختلف البطولات، محققًا أرقامًا مميزة وإنجازات استثنائية، ومن أبرزها

  • 7 ألقاب للدوري الممتاز.
  • 4 ألقاب لكأس مصر.
  • 4 ألقاب لكأس السوبر المصري.
  • 3 ألقاب لدوري أبطال أفريقيا.
  • 3 ألقاب لكأس السوبر الأفريقي.
  • لقبين للسوبر العربي.
  • لقب للبطولة العربية للأندية.

بالإضافة إلى واجباته كحارس مرمى، حقق الحضري إنجازًا فريدًا بتسجيل هدف رائع في مرمى كايزر تشيفز الجنوب أفريقي في لقاء السوبر الأفريقي عام 2002،وعلى الرغم من رحيله عن الأهلي، إلا أنه ظل يعتبر النادي بيتًا له شهد نجاحاته الكبرى.

بداية أزمة عصام الحضري مع الأهلي

تبدأ أزمة الحضري مع الأهلي في قرار تجريده من شارة القيادة، حيث عُزل بعد أداء وصفه المدرب مانويل جوزيه بالتواضع،تعاقبت الأحداث بعد ذلك، حيث استدعت إدارة النادي الحاجة للتعاقد مع الحارس نادر السيد كمنافس للحضري،لكن رغم ذلك، استطاع الحضري الحفاظ على مركزه الأساسي، بينما تراجع دور السيد، ما منحه أملًا في استعادة الشارة التي تمنى العودة إليها.

الهروب الكبير من عصام الحضري

بعد أدائه المميز في كأس الأمم الإفريقية 2008، فاجأ الحضري الجميع بقراره المفاجئ بالانتقال إلى نادي سيون السويسري، في خطوة اعتُبرت بالنسبة لكثيرين “هروبًا” من الأهلي،جاء هذا القرار قبل مباراة حاسمة، الأمر الذي أثار استياء الجماهير، خاصة أن توقيت الرحيل كان حساسًا للغاية.

بالرغم من محاولاته للعودة، بقيت الأبواب مغلقة أمام الحضري، مما أثر بشكل كبير على مجرى مسيرته وزعزع علاقته بالجماهير.

تصريحات عصام الحضري عن الرحيل من الأهلي

في تصريحات له، كشف الحضري تفاصيل تلك الفترة المثيرة للجدل، حيث أعرب عن حبه للنادي الأهلي واعتبره بيته،أشار إلى أن قراره بالرحيل لم يكن بدافع المال، بل نتيجة للتوترات مع إدارة النادي،رغم ذلك، أكد أنه يأسف لهذا القرار ويعتبره خطأً نادمًا عليه.

الندم على القرار

على الرغم من استمراره في الحياة المهنية، عبر الحضري عن ندمه المتكرر على رحيله عن النادي الأهلي، مشيرًا إلى أن هذا القرار لم يكن في صالحه وأثر على علاقته بجماهيره،إن قصة عصام الحضري تمثل مثالًا معقدًا للعلاقات بين الأندية ولاعبيها، وتجسد الصراعات التي تحدث حتى في أوقات الأزمات الإنسانية.

ختامًا، إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة الرياضية المصرية فيما يتعلق بحالة الحزن بعد وفاة والدة الحضري والتجاهل الذي تعرض له تعد مؤشرات على التوترات التاريخية التي يمكن أن تؤثر على العلاقات بين الأندية واللاعبين،يشكل هذا الوضع تذكيرًا بأهمية الإنسانية في رياضة مليئة بالتنافسات والأحداث المثيرة، آملين أن تسود الروح الرياضية والاحترام المتبادل في المستقبل.