الركن اليماني في الكعبة المشرفة يمثل جزءًا محوريًا في الطواف حول الكعبة، ويعتبر جزءًا من تفاصيل الحياة الدينية عند المسلمين،يتساءل الكثيرون عن خصائص هذا الركن وأسباب تسميته وكشفه،ما ميزة الركن اليماني، وكيف يساهم في التعبير عن الطقوس والممارسات الإسلامية التي استمرت عبر الزمن لذا، يهدف هذا البحث إلى استكشاف الحقائق الدينية والثقافية المتعلقة بالركن اليماني، مما يعزز من فهم المجتمع الإسلامي لأهمية هذا الركن في مشاعرهم الدينية والتاريخية.
لماذا الركن اليماني مكشوف
الركن اليماني هو الركن الجنوبي الغربي من الكعبة المشرفة، ويقع على توازي مع الركن الجنوبي الشرقي الذي يحتوي على الحجر الأسود،يتكون هذان الركنان من قواعد إبراهيم عليه السلام، بينما الركنان الشاميان لا يستندان إلى هذه القواعد، وهو ما يدفع الكثيرين للبحث عن تاريخ هذه الاختلافات ولسبب هذا الكشف،ترتبط الأحداث التي أدت إلى بناء الكعبة وعلاقتها بالركن اليماني بتجديدات قريش التي مثّلت نقطة تحول مهمة في تاريخ الكعبة.
لقد قُدِّر الأمر أنه لا بد من استلام الركنين الجنوبيين المعتمدين على قواعد إبراهيم، في حين أن الركنين الآخرين المحاطين قد تم بناءهما من قِبل قريش،وقد تضمن ذلك استلام الحجر الأسود قبل الركن اليماني، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك من دون أن يقبله، مما يبرز أهمية استلام هذين الركنين في الطواف بالبيت.
ما الذي أحدثته قريش في بناء الكعبة
الجوانب التاريخية للركن اليماني تتضمن أحداثًا مهمة وقعت عندما تعرضت الكعبة لحريق أدى إلى تدمير كسوتها،كان الحادث نتيجة التهابات شرارة من مجمر حملته امرأة،ولأن الكعبة كانت مصنوعة من هياكل ضعيفة، فقد أصابها سيل عظيم كان له تأثير مدمر على البنية، مما قرب قريش من قرار الهدم، والذي كان خوفهم منه بسبب عذاب محتمل.
بالرغم من الجهود المبذولة، واجهت قريش صعوبات في هدم الكعبة واستمرت في البناء،وقد عمدوا إلى استعمال أفضل المواد لإنشاء الكعبة، والابتعاد عن الأموال المحرمة لتحقيق شرف بناء البيت،بعد الكثير من الجدل، تم اتخاذ قرار أن يكون البناء متناغمًا مع بعض القواعد الجديدة التي لم تُعتمد من قبل.
من أبرز ما حدث بناء الكعبة كان تقليصها بقدرٍ كبير، حيث تم أنقاصها نحو ستة أذرع وبناء الركنين الجنوبيين على قواعد إبراهيم،اعتُمد أيضًا رفع ارتفاع الكعبة، مما جعل البناء الجديد يتناسب مع معايير متزنة وكانت النتيجة كعبة قائمة بجماليتها السابقة.
موقع الركن اليماني وسبب التسمية
عند النظر إلى موقع الركن اليماني، يتضح أنه يُشير إلى منطقة اليمن، وتلك التسمية لم تأتي من فراغ بل تعكس الاتجاهات الجغرافية التي كانت معروفة لدى العرب القدماء،يُعتبر هذا الركن الجنوبي أحد نقاط الطواف حول الكعبة،وقد كان يعرف العرب قديمًا أن اليمن يشير إلى جهة الجنوب، مما يفسر سبب تسمية هذا الركن بهذا الاسم.
شرف الركن اليماني
- يُعَدُّ الركن اليماني من الركنين الذين بُنِيَا على قواعد إبراهيم عليه السلام، ما يُعزز مكانته في الطواف.
- النبي صلى الله عليه وسلم كان يستلم هذا الركن بيَدِه بينما يُعبر عن شرفه.
- الركن اليماني يعتبر من الشواهد يوم القيامة، كما جاء في الحديث النبوي.
- استلام الركن اليماني يعتبر فعلًا موجهًا نحو غسل الخطايا كما هو مشروح في الأحاديث.
- يستحب الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود، حيث يُعتبر وقتا مستجابا للأدعية.
هل يشرع تقبيل الركن اليماني
إن تقبيل الركن اليماني ليس من السنة، حيث يتوجب على المسلمين اتباع سنة النبي في هذا السياق،وهو ما يعكس مدى اعتناء المسلمين بنموذج النبي في أدائهم للعبادات، مما يتجلى في استلام الركن اليماني بدلاً من تقبيله.
ولا يخفى على أحد أن الحجر الأسود يمثل الركن الوحيد الذي يُقبل، وهو ما أشار إليه الصحابة في هذه المسألة، ليكون واضحًا للجميع ما يجب عليهم فعله أثناء الطواف.
فضل الصلاة في الحِجر
تحظى الصلاة في الحجر بشرف خاص، حيث يُعتبر الحجر جزءًا من الكعبة التي لم تَبنِه قريش، وقد تناول النبي صلى الله عليه وسلم أهمية الصلاة في تصميم المكان،يُستحب للمسلمين أن يصلوا النافلة في الحِجر، رغم أن الفريضة لم تُعَدَّ في هذا الجزء.
يتسم الركن اليماني بقيمته الروحية والمعنوية في السياق الإسلامي، مما يُسلط الضوء على أهمية استلامه بالطواف وفضله، ليكون تجربة روحانية يرجوها كل مسلم.
في نهاية المطاف، يعد الركن اليماني رمزًا يجسد التاريخ والممارسات الإسلامية التي مهدت الطريق لنهضة الروحانية الجوهرية للمسلمين،لذا، ينبغي على كل مسلم أن يحرص على استلام هذا الركن خلال الطواف، متذكرًا تاريخ وأهمية هذا الركن الطاهر.