تُعتبر تجربة الرضاعة الطبيعية من الفترات المهمة في حياة الأم وطفلها، حيث تُسهم في تعزيز الروابط العاطفية وتوفير الفوائد الغذائية اللازمة لنمو الطفل،ومع ذلك، قد تحدث حالات يصبح فيها الطفل غير مُقبل على الرضاعة الطبيعية، مما يؤدي إلى قلق الأمهات ورغبتهن في العودة إلى هذا النظام الغذائي المفيد،في هذا السياق، يسعى المقال إلى استكشاف الأسباب التي قد تدفع الأطفال لرفض الرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى تقديم استراتيجيات فعالة تعزز العودة لهذا النظام، مستعرضًا أفضل الحلول والنصائح المفيدة للأُمهات.
كيف أرجع طفلي للرضاعة الطبيعية
تواجه العديد من الأمهات صعوبة في إرجاع أطفالهن للرضاعة الطبيعية بعد فترة من التوقف، إذ قد تنتج هذه الحالة بسبب استخدام الحليب الصناعي أو بسبب تجارب سابقة مؤلمة للطفل،تبرز أهمية التفكير في طرق فعّالة يمكن أن تُساعد في استئناف هذه الرضاعة مرة أخرى على اختلاف الظروف والاحتياجات،من هنا، سنتناول بعض الأساليب التي من شأنها تسهيل انتقال الطفل من الرضاعة الصناعية إلى الطبيعية مرة أخرى.
1- إضافة بضع قطرات من حليب الثدي على شفاه الطفل
يُمكن استخدام طريقة بسيطة لجذب الطفل إلى الرضاعة الطبيعية، حيث يمكن للأم وضع قطرات من حليب الثدي على شفاه الطفل، مما يُساعد في تحفيزه لفتح فمه والبدء في الرضاعة،تعتبر هذه الطريقة فعّالة بشكل خاص، فهي تستفيد من غريزة البقاء التي يمتلكها الطفل ورغبته الطبيعية في الحصول على الغذاء.
بعد جذب انتباه الطفل وإثارته لفتح فمه، يُفضّل إدخال الحلمة في فمه برفق، مع الحرص على التعامل بصبر وعدم التسرع في ردود الأفعال، حتى يتمكن الطفل من التفاعل وإظهار استعداده للعودة إلى الرضاعة.
2- استعمال الحلمة السيليكون
في حال كانت حلمة الأم مسطحة، يُمكن اللجوء إلى استخدام حلمات مصنوعة من السيليكون، حيث تجعل الأمر أسهل بالنسبة للطفل وتمكنه من الحصول على كفايته من الحليب،يُعتبر هذا الحل مناسبًا حينما يواجه الطفل صعوبة في إلتقاط الثدي.
3- تغير وضعية الرضاعة
قد يواجه الأطفال بعض الانزعاج في وضعيات الرضاعة الثابتة، لذا يُنصح بتجربة تصحيحات مختلفة لوضعيات الرضاعة،يُمكن للأمهات تثبيت الطفل بطريقة مريحة له، مما يزيد من فرص استجابته للرضاعة الطبيعية، فالتغيير في الوضعيات يمكن أن يساعد على تعزيز شعوره بالراحة.
4- الرضاعة أثناء النوم
يمكن أن تكون الرضاعة أثناء نوم الطفل طريقة فعالة لجذبه للعودة إلى حليب الأم، حيث تكون لديه استجابة أفضل للصعوبة في الاستيقاظ وبالتالي يمكنه أكثر من القيام بالرضاعة بشكل طبيعي،تساعد هذه التقنية أيضًا في الراحة والأمان للطفل.
5- شفط الحليب
في حال لم يتمكن الطفل من الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة، يفضل أن تستخدم الأم مضخة الثدي لشفط الحليب، مما يؤدي إلى تخفيف وجع التراكم الناتج في الثدي،علاوة على ذلك، يمكن استخدام الحليب المسحوب لتغذية الطفل عبر زجاجة أو قطارة مؤقتًا.
6- تجنب الغضب قدر المستطاع
ينبغي أن تبقي الأم هادئة في مواقف معينة، حيث يجب تجنب الغضب أو الانفعال في حال قام الطفل بعض الحلمة،فتصرفات الأم قد تنعكس على استجابة الطفل، لذلك من المهم أن تحافظ على جو هادئ وليس مشحون بالمشاعر السلبية.
أسباب رفض الرضيع للرضاعة الطبيعية
لا بد من التعرف على الأسباب التي قد تؤدي إلى انقطاع الطفل عن الرضاعة الطبيعية،وفهم هذه الأسباب يمكن أن يسهل من عودة الطفل للرضاعة،وتشمل هذه الأسباب ما يلي
1- معاناة الطفل من التوتر
عند تعديل النظام الغذائي للطفل والابتعاد عن حليب الأم، قد يتعرض الطفل لبعض التوتر،هذه المشاعر قد تجعله يُظهر سلوكيات متباينة، ويصبح أكثر حساسية لأي تغييرات،وبالتالي يجدر بالأم أن تكون واعية لهذا العامل وأن تعمل بجد على تهدئة الطفل.
2- إحساس الطفل بالألم
تؤثر بعض الآلام مثل التسنين أو الألم الناتج عن التطعيمات على قدرة الطفل على الرضاعة،عندما يشعر الطفل بعدم الراحة، قد يبتعد عن الثدي، لذا ينصح بإشعار الطبيب بذلك للمساعدة في التعامل مع أي مشكلات صحية.
3- الوضع الغير صحيح لإلتقام الحلمة
يمكن أن تؤدي وضعية الرضاعة غير الصحيحة إلى عدم تلقي الطفل الكمية الكافية من الحليب،هذا قد يؤدي بالتأكيد إلى ابتعاده عن حليب الأم، لذا ينبغي على الأمهات الحرص على استخدام الأوضاع المناسبة لضمان جودة الرضاعة.
4- الرضاعة الصناعية
من الوارد أن يصبح الطفل متعودًا على الراحة التي توفرها الزجاجة، وبالتالي يبتعد عن أي جهد يتطلبه الرضاعة الطبيعية،هذا الأمر يتطلب من الأم أن تقوم بتحجيم استخدام الزجاجات للتمهيد للعودة للرضاعة الطبيعية.
5- وجود روائح عطرية أثناء الرضاعة
قد تشعر الرضع من خلال الروائح العطرية التي يفضلها بعض الأمهات بالانزعاج، وبالتالي قد يؤدي هذا الأمر إلى ابتعادهم عن الرضاعة،لذلك من المهم عدم استخدام أي عطريات قوية خلال فترة الرضاعة.
6- كثرة حليب الأم
في بعض الأحيان، قد يتسبب التدفق الزائد من حليب الأم إلى تفوق الكمية التي يحتاجها الطفل، مما يجعله ينسحب عن الرضاعة الطبيعية،من الهام ضبط الكمية وتعديل نمط الرضاعة بما يتناسب مع احتياجات الطفل.
أفضل حليب للرضع مع الرضاعة الطبيعية
على الرغم من أهمية حليب الأم، إلا أن هناك أمهات يختارون استخدام الحليب الصناعي بجانب الرضاعة الطبيعية،لذا يجب أن يتمتع الجميع بمعرفة أنواع الحليب المناسبة للرضع، منها
- حليب الصويا مفيد إذا لم يكن لدى الطفل حساسية تجاهه.
- حليب الأبقار يعتبر من أكثر الأنواع شيوعًا، ولكنه غير مناسب للرضع الذين لديهم حساسية ضد الألبان.
- البروتين المتحلل يُوصى باستخدامه للأطفال الذين بحاجة إلى مراقبة الحساسية.
- حليب خالي من اللاكتوز يعتبر خيارًا جيدًا للأطفال الذين يعانون من مشكلات هضمية.
نصائح لإرجاع الطفل للرضاعة الطبيعية
بعد تقديم الطرق المتنوعة لإرجاع الطفل للرضاعة الطبيعية، يجدر بالأمهات أن تتبعوا بعض النصائح التي قد تساهم في النجاح في هذا المسعى، وهي كالتالي
- قرب الطفل من ثدي الأم قدر الإمكان لتعزيز العلاقة.
- تقليل استخدام الزجاجات والاعتماد على الثدي كوسيلة أساسية للتغذية.
- اعتماد التواصل واللمس الجلدي مع الطفل ل الارتباط.
- تذكير الطفل بأوقات الرضاعة في الليل لتحقيق إفراز أفضل لهرمون البرولاكتين.
- التزام الهدوء والمرونة وعدم الانفعال خلال عملية الرضاعة.
بهذا، نكون قد تناولنا أبرز النقاط المهمة حول كيفية إرجاع الطفل للرضاعة الطبيعية، مضيفين لمحة عن الأسباب المؤدية لرفض الطفل لهذا النوع من التغذية،يُعتبر فهم الأم لحالة طفلها ومعرفة ما يناسبه خطوة مفيدة في تحقيق النجاح في تلك الرحلة.