في سياق دراستنا لموضوع كفارة اليمين وإطعام المساكين، نجد أن هذه القضية تحمل طابعًا دينيًا وشرعيًا عميقًا، حيث تتعلق بحقوق الآخرين وأهمية التزام الفرد بوعوده،تعتبر كفارة اليمين من الوسائل التي تهدف إلى تصحيح الأخطاء والمخالفات التي قد تحدث نتيجة الحلف واليمين،يأتي هذا البحث ليعكس تساؤلات عديدة تدور حول كم سعر إطعام عشرة مساكين، وما مقدار هذا الإطعام، بالإضافة إلى الشروط والأحكام المرتبطة بذلك،الفهم الجيد لهذه الأمور يعد ضروريًا لجميع المسلمين.
كم سعر إطعام عشرة مساكين
إطعام عشرة مساكين يُعتبر من الكفارات التي تُرفع عن الشخص عند عدم قدرته على القيام بالصيام خلال شهر رمضان المبارك،وفقًا لتعاليم الدين الإسلامي، إذا عجز المسلم عن الصيام، يصبح من الواجب عليه إطعام عشرة مساكين، وهو ما يوضحه العديد من العلماء في هذا الشأن،حيث يتطلب الأمر أن يُقدم لهم طعامًا يعد من أوسط ما يتم تقديمه لأسرهم،الدكتور علي جمعة أشار إلى أنه لكل مسكين يُعطى حوالي 10 جنيهات مصري، مما يعني أن التكلفة الإجمالية لإطعام عشرة مساكين تتراوح حول 100 جنيه.
كما توضح دار الإفتاء أن هناك مرونة في كيفية إخراج هذا الإطعام،فمن الممكن أن يختار الشخص أن يعطيهم الطعام مباشرة، أو أن يدفع لهم قيمته المالية،هذه التوجهات تسهل الأمر على الكثيرين، وخاصة أولئك الذين يواجهون صعوبات في إدخال الطعام،فإذا كان الشخص غير قادر على تقديم الطعام، يُسمح له بصيام ثلاثة أيام كبديل، ويتم هذا وفق ترتيب واضح منصوص عليه في الدين.
الغريب أن العلماء اتفقوا على أن مقدار الإطعام يتحدد بناء على ما يكفي غذاء وعشاء لكل مسكين، وهو ما يختلف حسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية،وعند سؤال الممارسين لهذه العبادات عن مقدار الإطعام في كفارة اليمين، نجد أن الجواب يتضمن تفاصيل دقيقة،وهذا يعني أن الشخص مطالب بإعطاء صاع من القوت المحلي لكل مسكين، وهو يقدر بحوالي 3.25 كجم تقريبًا،وفي حالات عدم القدرة، يمكن إخراج مُد يُقدَّر بحوالي 510 جرام لكل مسكين.
كفارة اليمين بالترتيب
قال الله تعالى (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُم) [سورة المائدة: 89]
هذه الآية تسلط الضوء على ما يجب على المسلم فعله عند الحلف، حيث تتعلق بكفارة اليمين بمسؤوليات واضحة،ومن هذه المسؤوليات أولًا، إطعام عشرة مساكين من أفضل الأطعمة التي يتم تقديمها لعائلاتهم،ثانيًا، أو أنه يجري كسوة لهؤلاء المساكين،وثالثًا، في حال وجود ظروف معينة يُمكن إعتاق رقبة،ورابعا، إذا لم تتوفر أي من هذه الوسائل، يصبح الصيام لثلاثة أيام خيارًا مطلوبًا.
كيفية إخراج كفارة اليمين
العديد من الأشخاص يقع في خطأ شائع يتعلق بكفارة اليمين، حيث يعتقدون أنه يمكنهم البدء بصيام ثلاثة أيام على الفور دون النظر إلى إمكانياتهم في إطعام المساكين،ولكن وفقًا لما وضح الشيخ عويضةعثمان، فإن إطعام عشرة مساكين هو الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها، حيث إنها الأوضح والأكثر إيجابية من الناحية الشرعية،فمن هنا نرى أهمية التأني والتمهل في اتخاذ قرارات قد تكون لها متطلبات تعتمد على حالة الشخص ومعيشته.
حكم تأخير كفارة اليمين
أفادت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بأن تأخير كفارة اليمين لا يجوز،يُطلب من المسلم القيام بإخراجها على الفور،وتوضح اللجنة أيضًا أن هناك خيارات متعددة للإطعام أو الكسوة أو حتى عتق رقبة، ولكن أي تأخير سيعتمد على ظروف الشخص وقدرته على تقديم الكفارة في الوقت المحدد.
كما ذكرت مواقع الفتوى المصرية أنه في حالة عدم إمكانية الإطعام، يمتلك الفرد الخيار في الصيام، وهذا يكون الخيار النهائي، وفي الغالب يمكن تغطية ذلك من خلال حالات توفير،إذن عندما نسأل عن كفارة الطعام، نرى أيضًا كفارة الإفطار، وهي أيضًا مهمة للغاية في هذا السياق.
كفارة الصيام
في عام 2025، حدّد الشيخ محمود شلبي أن كفارة إفطار يوم واحد من شهر رمضان تقدر بحوالي 10 جنيهات مصرية،تعد هذه التكلفة جزءًا من الجهد المبذول لتعزيز مفهوم الإطعام بكونه جزءًا من الرحمة تجاه الفقراء،فالمسلم يعطى الفرصة لتعزيز حقهم في العيش بكرامة،في القاهرة، يتم إعطاء المُد من القمح أو العدس أو أي مواد غذائية تسمح للشخص بالتعافي واستعادة نشاطه،وإذا احتاج المحتاج إلى القيمة المالية، يجب دفعها أيضًا.
إذا لم يتمكن الشخص من إطعام عشرة مساكين، فإنه سيكون أمام خيار آخر وهو كسوتهم،وإذا لم يستطع فعل ذلك أيضًا، عليه أن يصوم ثلاثة أيام للتكفير عن اليمين، الأمر الذي يعكس أهمية التفكر في الخيارات المتاحة.
بهذا نكون قد عرضنا معلومات شاملة حول مفهوم كفارة اليمين، سعينا في هذا البحث لفهم التوجيهات الإسلامية التي تتعلق بالإنسان وواجباته، ونكمل بختام يبرز أهمية الالتزام بهذه الأحكام الشرعية،لننظر إلى كفارة اليمين كفرصة لتقوية العلاقات الاجتماعية، وكذلك تعميق روح الإيثار، التي تسهم في تقوية المجتمع المسلم،في النهاية، تظل كفارة اليمين واحدة من أهم التوجهات التي تبرز قيم الدين الإسلامي السمحة، وتحث على العطاء ومساعدة الآخرين.