تعتبر سورة الواقعة إحدى السور العظيمة والمهمة في القرآن الكريم، حيث تحمل في طياتها العديد من الفوائد والعبر التي يمكن أن تعود بالنفع على المسلم،إذ تشجعنا قراءة هذه السورة بعد صلاة المغرب على التأمل في مغزاها والتفكر في المعاني العميقة التي تقدمها،سنتحدث في هذا المقال عن فضل قراءة سورة الواقعة بعد صلاة المغرب وأهمية ذلك في حياة المسلم، محاطين بذكر بعض الأحاديث الدالة على فضل تلك السورة المباركة وما يمكن أن تعود به من فوائد دنيوية وأخروية.
معلومات عن سورة الواقعة
- تقع سورة الواقعة في الجزء الثالث والعشرين من المصحف، وتأتي في الترتيب رقم مائة وأربعة عشر، وتمتاز بكونها تحتوي على ستة وتسعين آية، تشتمل على ثلاثمائة وتسعة وسبعين كلمة وألف وستمائة واثنين وتسعين حرفًا.
- من السور المكية التي أنزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل هجرته، وتبدأ هذه السورة الكريمة بأداة الشرط “إذا وقعت الواقعة”.
- ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يحرص على قراءة سورة الواقعة بشكل خاص قبل صلاة الفجر، مما يعكس أهمية هذه السورة وأثرها الروحي العميق.
فضل قراءة سورة الواقعة بعد صلاة المغرب
ورد عن بعض العلماء أن قراءة سورة الواقعة لها فضل عظيم، إذ تُعتبر وسيلة لحماية الإنسان من الفقر،ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن بعض الأحاديث التي رُويت حول هذا الشأن قد تم اعتبارها ضعيفة، ما يقتضي الحذر من اعتمادها كمسلمات،ومع ذلك، تبقى قراءة السورة بعد الصلاة من العبادات المستحبة التي تزرع الأمل في النفوس.
الأحاديث التي وردت في سورة الواقعة
- أورد ابن دقيق العيد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن أبو بكر سأل النبي صلى الله عليه وسلم بسبب شيوخه في السن،فقال النبي (شيبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ).
- وفي معجم الهيثمي يروى عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قرأ سورة الواقعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا بلغ قوله “فرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ” قال النبي إنما هي وحيٌ من الله.
- ويؤكد الدكتور محمد بن عثيمين أن من يقرأ سورة الواقعة كل ليلة لن يصيبه فقر، وفيما تروي السيدة عائشة رضي الله عنها الحديث الذي يحثّ النساء على القراءة، رغم أنه ضعيف.
الدروس المستفادة من قراءة سورة الواقعة
تقدم سورة الواقعة العديد من الدروس والعبر للمسلمين، منها
- تُظهِر السورة الفروقات بين الناس في تأدية الصلاة ودرجات الإيمان، مما يعكس طبيعة الاختلاف بين البشر.
- توضح السورة ألوان النعيم في الجنة وأنواع العذاب في الآخرة، مما يحث الناس على اتخاذ القرار الصحيح في حياتهم.
- تذكر القارئ بضرورة اغتنام الفرص وعدم إضاعة الوقت في نشاطات لا تنفع، مما يشمل أهمية العبادة في حياة المسلم.
- تتحدث عن ثوابت الشريعة الإسلامية وحدودها، وتجعل الأمر يسيرًا وميسرًا لكل مُقبل على العبادة.
- تشير الآيات إلى أهوال يوم القيامة وكيف يتوزع الناس بين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال مع توضيح جزاء كل منهم.
فضل سورة الواقعة للرزق
- تشير بعض الأحاديث إلى أن قراءة سورة الواقعة بصورة مستمرة تعتبر مفتاحًا لجلب الرزق والحماية من الفقر، ومن هنا جاءت تسميتها بسورة الغنى واليسار.
- بعد قراءة السورة، يمكن الدعاء برفع الحاجات، مثل القول “اللهم ارزقني واغنني برحمتك”.
- يُفضل أن تكون هذه القراءة في ختام الليل، حيث يُعتقد أن الدعاء يُستجاب في ذلك الوقت.
قراءة سورة الواقعة 7 مرات
- يتميز قراءة السورة سبع مرات بتجديد الأمل و الرزق المبارك، وينصح بهذه العادة يوم الجمعة تحديدًا.
- هذه القراءة تُعتبر من الأعمال المحببة لله، حيث يرتبط بها الحصول على بركات كثيرة.
- الاستغفار بعد قراءة السورة يساعد في فتح أبواب الرزق، وله فضل عظيم في تحقيق الأمنيات.
فوائد سورة الواقعة للزواج
- يساهم قراءة سورة الواقعة بعد صلاة العشاء في جلب النصيب وتيسير أمور الزواج للنساء والرجال.
- من الأفضل تكرار السورة سبع مرات، ثم قراءة بعض الآيات من السور الأخرى، مما يعزز فرص الحصول على شريك الحياة.
- يدعو المسلم بعد صلاة الواقعة وفقًا للنوايا، حيث تصبح أمانيه أقرب للتحقق.
في ختام هذا المقال، نجد أن سورة الواقعة تحمل رسائل هامة وعبرًا غنية للمؤمنين،إذ تشجعنا على التأمل في قيم الإيمان، وتحفزنا للاعتماد على الله سبحانه وتعالى في كسب الرزق وتيسير الأمور،كما تذكّرنا بأهمية العبادات وقراءة القرآن بعد الصلوات، حيث يمكن أن تعود تلك الأفعال بفوائد عظيمة على الأفراد والمجتمعات،نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يمن علينا برزق حلال وواصل.