على طريقة «اللمبي 8 جيجا»، شريحة تراقب نشاط عقلك وتشخص أمراضك

على طريقة «اللمبي 8 جيجا»، شريحة تراقب نشاط عقلك وتشخص أمراضك

في السنوات الأخيرة، برز التطور التكنولوجي في مجال الرعاية الصحية والعصبية بشكل ملحوظ، حيث قدم الفنان محمد سعد في فيلمه “اللمبي 8 جيجا” فكرة مبتكرة تتعلق بدمج الإنسان مع التقنية من خلال زرع شريحة في جسده،تتطرق الفكرة إلى إمكانية توظيف شريحة لتخزين المعلومات ومراقبة الإشارات العصبية، وهو ما أصبح جزءًا من اهتمامات الباحثين اليوم،لقد خلق هؤلاء الباحثون أساليب جديدة لمراقبة العقل باستخدام “الحبر السائل” الطباعي، والذي يعتبر أحد الابتكارات الرائدة في هذا المجال، وفقًا لدراسة نُشرت في موقع “Live Science”.

وظائف الحبر السائل على الدماغ

تمكن الكيميائيون من تطوير مادة تعمل كوشم إلكتروني مؤقت، حيث تقوم برسم هذا الوشم على فروة الرأس،يستهدف هذا الابتكار تتبع الموجات الكهربائية الموجودة في الدماغ، ما يتوافق مع التقنيات الحديثة الخاصة بواجهات الدماغ والحاسوب، مما يوفر للمستخدمين راحة في الاستخدام ويتيح لهم التفاعل المستدام لفترات طويلة،يساهم هذا الجهاز الجديد في تسهيل مراقبة نشاط الدماغ بشكل أكثر فعالية.

الوشم الإلكتروني وعمله

نشرت دراسة حديثة حول الوشم الإلكتروني، حيث يتمكن المستخدم من طباعة الأقطاب الكهربائية مباشرة على رأسه لقياس نشاط الدماغ، ما يسهل التوصل إلى قياسات دقيقة دون الحاجة للتقنيات التقليدية المرهقة،يتم توصيل هذه الأقطاب بجهاز يسجل النشاط الكهربائي للدماغ، وهو إجراء قد يستغرق عدة ساعات عند استخدام الطرق العادية، مما يجعله بديلاً جذابًا.

التحليل العصبي والتقنية الحديثة

تعتبر هذه الوشوم الإلكترونية مفيدة في تشخيص العديد من الحالات العصبية، بما في ذلك النوبات والصرع والأورام الدماغية،على عكس اختبارات تخطيط كهربية الدماغ التقليدية، تعتمد هذه التقنية على “مستشعرات صغيرة” تلتصق بالجلد، مما يسهل الكشف عن مجموعة متنوعة من الوظائف الجسدية، مثل معدل ضربات القلب والنشاط العضلي ودرجة حرارة الجلد،تستخدم الطابعة الرقمية لتطبيق حبر سائل، مما يجعله عملية غير مؤلمة وسريعة.

توفير الوقت باستخدام التكنولوجيا

بعد جفاف الحبر، يتم تحويل الوشم الإلكتروني إلى طبقة رقيقة للغاية قادرة على اكتشاف التغيرات في النشاط الكهربائي للدماغ،يبلغ سمك الوشم 30 ميكرومتر تقريبًا، وهو ما يعادل نصف عرض شعر الإنسان،هذه التقنية لا توفر الوقت فحسب، بل تعزز أيضًا من دقة القياسات، مضفيةً بذلك المزيد من المصداقية على نتائج الدراسات والأبحاث المتعلقة بنشاط الدماغ.

إن الابتكارات المتمثلة في تطبيق الحبر السائل لمراقبة نشاط الدماغ تمثل خطوة هامة نحو مستقبل قد يتيح التواصل بين الإنسان والآلة بشكل أكثر كفاءة،يعكس هذا التطور مدى التقدم العلمي في مجالات الصحة والعلاج النفسي، حيث يسعى الباحثون لتقديم حلول مبتكرة وفعالة تسهم في تسهيل الحياة اليومية وتحسين نوعية الرعاية الصحية المقدمة للمرضى،ومع استمرار البحث والتطوير في هذه المجالات، من المتوقع أن تظهر إفادات جديدة تزيد من فعالية هذه التقنيات وتوسع من آفاق استخدامها.