الابتسامة التي يمكن أن تظهر على وجه المتوفى من الأمور التي تثير الكثير من التساؤلات والنقاشات، حيث يُنظر إليها من زوايا دينية وروحية في بعض الأحيان. ومع ذلك، يؤكد العلم أنّ هذه الابتسامة ناتجة عن تفاعلات بيولوجية وفسيولوجية تحدث بعد الوفاة. يسعى هذا المقال لشرح تلك الظواهر الطبيعية، وكيف تسهم التغيرات الجسدية بعد الموت في تشكيل تعابير الوجه، مما يساعدنا على فهم الأسباب وراء بعض المظاهر التي يمكن أن تُرى في الأموات.
التيبس الرمي وتأثيره على الوجه
تستخدم عبارة “الميت يضحك” للإشارة إلى تلك الابتسامة التي يمكن أن تظهر على وجوه المتوفين، وهي عبارة تثير الجدل وتفتح المجال للشائعات دون أي دليل علمي. يفسر الطب هذه الظاهرة بالتيبس الرمي، الذي يؤدي إلى استقرار تعابير الوجه وفق الحالة الأخيرة التي كان عليها المتوفى قبل مماته.
التغيرات البيولوجية التي تحدث بعد الوفاة
تحدث تغييرات فسيولوجية ملحوظة بعد وفاة الفرد، ومن بينها انقباض العضلات نتيجة تراكم نواتج التمثيل الغذائي. كما يشير الدكتور أيمن فودة، يمكن أن تؤدي هذه العمليّة إلى بروز تعابير مثل الابتسامة أو فتح الشفاه، والتي تعكس الحالة الذهنية للإنسان قبل الوفاة.
تكتمل عملية التيبس خلال فترة زمنية تختلف حسب الأحوال الجوية، حيث يمكن أن تستغرق هذه العملية ما بين 12 ساعة في الصيف و18 ساعة في الشتاء، قبل أن تبدأ بالتلاشي تدريجياً. يلاحظ بعض الناس ظهور هذه التغيرات بعد ساعتين من الوفاة، عندما يبدأ الجسم في التصلب.
كما أن التجمد الذي يحدث بعد الوفاة يكون أشد وضوحًا على منطقة الوجه، مما يمكن أن يؤدي إلى ظهور عواطف مثل الابتسامة أو الكآبة، وهو ما يطلق عليه مرحلة التيبس حيث يبقى الجسم متصلبًا لفترة محددة.
في الختام، تعد الابتسامة التي قد تُلاحظ على وجوه المتوفين نتيجة لعمليات فسيولوجية معقدة تجري بعد الوفاة، والتي تعكس حقائق حيوية عن اللحظات الأخيرة في الحياة. من المهم التعامل مع مثل هذه الظواهر بنظرة علمية لتفكيك الأفكار الخاطئة المرتبطة بالموت وتأثيره على الجسم. فهم هذه العمليات يعزز من قدرتنا على مناقشة القضايا الحساسة مثل الموت والفقد بطريقة علمية وموضوعية.