توفي رجل الأعمال السوري البارز أحمد راتب الشلاح في العاصمة دمشق يوم الأربعاء 6 نوفمبر عن عمر يناهز 92 عامًا، وهو خبر أحزن العديد من العاملين في مجالي التجارة والاقتصاد،يُعتبر الشلاح من أبرز الشخصيات الاقتصادية في تاريخ سوريا، حيث كانت له إسهامات جليلة في تأسيس وتطوير أعمال تجارية ناجحة خلال مسيرته الطويلة،في هذا المقال، سوف نستعرض حياة الشلاح، إنجازاته العظيمة، ودوره الكبير في الحركة الاقتصادية السورية، بالإضافة إلى أسباب وفاته وتأثيره الذي سيظل خالداً في الأذهان.
من هو أحمد راتب الشلاح
ولِدَ أحمد راتب الشلاح في دمشق سنة 1905، وعُرف بنشاطه المبكر في الأعمال التجارية بجانب والده،نشأ في عائلة عريقة تنتمي إلى إحدى أعرق الأسر التجارية في المنطقة،كان والده، بدر الدين الشلاح، من الأسماء البارزة في عالم التجارة السورية،حصل الشلاح على تعليمه الأساسي في لبنان ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة حيث أكمل دراسته الجامعية،نال درجة الدكتوراه في المالية وإدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا، بالإضافة إلى ماجستير في الفلسفة والسياسة والاقتصاد من جامعة أوكسفورد، وهو ما أسهم في تكوين رؤيته الاقتصادية المحكمة.
تعود جذور عائلة الشلاح إلى القرن التاسع عشر، حيث كانت لهم باع طويل في التجارة،تولى الحاج بدر الدين الشلاح إدارة الأعمال في عائلته في فترة من الأوقات الصعبة التي شهدت فيها سوريا حروبًا وتغيرات سياسية كثيرة، مما تطلب مرونة وإعادة تخطيط للأعمال.
عُرف الشلاح بأعماله الخيرية والمساهمات المجتمعية، حيث ساهم بشكل لافت في بناء المساجد وتأسيس الجمعيات الخيرية،كما قام بتسيير العديد من المشاريع الخيرية، وكان له دور رئيسي في دعم الجيش السوري خلال فترات التسلح في الخمسينات، حيث أظهر التزامًا قويًا تجاه وطنه.
مسيرة أحمد راتب الشلاح الاقتصادية
بعد عودته إلى سوريا في الثمانينيات، انخرط الشلاح بشكل فعّال في العمل التجاري، حيث تولى قيادة غرفة تجارة دمشق،لم يتوقف عن تطوير هذا القطاع، بل ساهم في إنشاء اتحاد غرف التجارة السورية، والذي قاد من خلاله عددًا من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص وتعزيز مكانته في الاقتصاد السوري،لا يُعتبر الشلاح مجرد رجل أعمال عادي، بل رمزًا حديثًا في عالم التجارة السورية بفضل أساليبه المبتكرة والحديثة.
إنجازات أحمد راتب الشلاح ودوره الإقليمي والدولي
على المستوى الإقليمي والدولي، تقلد الشلاح عدة مناصب مرموقة، منها رئاسة سوق دمشق للأوراق المالية ونائب رئيس اللجنة الوطنية السورية،كما كان له دور رئيسي في قيادته اللجنة السورية الأوروبية المشتركة للأعمال، مما أسهم في خلق روابط اقتصادية قوية بين سوريا ودول أوروبا، مما كان له تأثير ملحوظ على التجارة السورية في الساحة الدولية.
مساهمات الشلاح الأكاديمية
علاوةً على تأثيره الكبير في المجال التجاري، كان له دورٌ بارز في المجال الأكاديمي،كان عضوًا في هيئة التدريس بجامعة دمشق، كما قام بالتدريس في الجامعة الأميركية في بيروت،ساهمت هذه الأنشطة الأكاديمية في بناء جسور من التعاون بين المؤسسات التعليمية في سوريا وما حولها، مما أسهم في تطوير الأفراد وتنمية مهاراتهم.
الأوسمة والتكريمات
تقديرًا لإنجازاته وإسهاماته الكبيرة، نال أحمد راتب الشلاح العديد من الأوسمة العالمية، بما في ذلك وسام جوقة الشرف من الجمهورية الإيطالية، ووسام النيل السوداني من الطبقة الأولى،تعكس هذه الجوائز تقدير المجتمع الدولي لإسهاماته القيمة وتأثيره العميق في عالم التجارة.
سبب وفاة أحمد راتب الشلاح
بعد سنوات طويلة من الإنجازات والعطاء، تدهورت صحة أحمد راتب الشلاح بشكل ملحوظ بسبب تقدمه في العمر،ورغم رحيله، إلا أنه ترك خلفه إرثًا عظيمًا وحافلاً بالإنجازات في مجالات الاقتصاد والتجارة، وخصوصاً في تطوير دور القطاع الخاص في الاقتصاد السوري، حيث لا يزال تأثيره محسوسًا حتى اليوم.