تمثل مشكلة الصفار عند الرضع واحدة من القضايا الصحية المقلقة التي تطال الأمهات في الفترة الأولى بعد الولادة، حيث يظهر الصفار على جلد الرضيع وعيناه، مما يستدعي فحصًا دقيقًا لمعرفة السبب وعلاجه،يعتمد الصفار في الأساس على تراكم مادة تُعرف بـ “البيليروبين” في الجسم، والتي تعد نتيجة طبيعية لتفكك كريات الدم الحمراء،على الرغم من أن الصفار يمكن أن يكون عرضًا طبيعيًا في أغلب الأحيان، إلا أن استمراره لأكثر من شهر يتطلب رعاية طبية خاصة لفهم أسباب هذا الاستمرار وكيف يمكن علاجه.
استمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر
هناك عدة أسباب متعددة قد تؤدي إلى استمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر،من أهم هذه الأسباب هو وجود خلل وظيفي في الغدة الدرقية، بالإضافة إلى تأثير اللبن الصناعي الذي قد تتناوله الأم،عادةً ما يبدأ ظهور الصفار على الرضيع في الأسبوع الأول بعد الولادة، حيث تتزايد نسبته حتى تصل إلى ذروتها في اليوم الثامن تقريبًا قبل أن يبدأ تدريجيًا في الانخفاض،في الحالات العادية، يُتوقع أن تتلاشى أعراض الصفار خلال أسبوعين،ومع ذلك، توجد حالات قد تستمر فيها القيم زائدة، مما يستدعي الاستشارة الطبية.
قد لوحظ أن العلاج بالضوء يعد من الوسائل الفعالة في تقليل نسبة مادة البيليروبين لدى الأطفال الذين يعانون من الصفار المرتفع،عندما تصل نسبة البيليروبين إلى 12%، يصبح من الضروري وضع الطفل في الحضانة للمراقبة والعلاج،وفي الحالات الحرجة، مثل وصول نسبة الصفار إلى 20%، يلزم إجراء عملية تبديل دم الرضيع لتفادي المضاعفات الصحية الخطرة،تعتبر هذه المستويات المرتفعة من الصفار مصدر قلق شديد، حيث تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في خلايا المخ.
أنواع مرض الصفار في الأطفال
قبل الكبدي
ينجم الصفار قبل الكبدي عن تحطم خلايا الدم الحمراء نتيجة عوامل متعددة، ما يؤدي إلى عدم قدرة الكبد على الربط بين البيليروبين والاقتران به، مما يسبب ارتفاع درجة البيليروبين الغير مقترن.
الخلوي الكبدي
يظهر الصفار الخلوي الكبدي نتيجة اضطرابات في وظائف الكبد، مما يؤثر سلبًا على قدرته على اقتران البيليروبين،في بعض الحالات، يمكن أن يحدث انسداد في مجرى العصارة الصفراوية، مما يؤدي إلى إفراز البيليروبين في الدم.
ما بعد الكبدي
يحدث هذا النوع من الصفار نتيجة انسداد يمنع تصريف العصارة الصفراوية، مما يؤدي إلى مستوى البيليروبين المقترن.
ما هي أسباب إصابة الرضيع باليرقان
يحدث اليرقان بسبب نسبة البيليروبين في الدم،قد يمتد الصفار عند الرضع لأكثر من شهر أو قد يكون أقل ليصل إلى حوالي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع،يتشكل البيليروبين بشكل أساسي نتيجة تكسر كرات الدم الحمراء،من المهم أن نعرف أن عملية إزالة البيليروبين تتم عبر الكبد الذي ينبغي أن يعمل بكفاءة عالية، وفي بعض الأحيان، بسبب عدم نضج الكبد في الرضع، قد يتجمع البيليروبين في الدم بصورة متزايدة،لذلك، من الشائع أن تظهر علامات اليرقان عند الرضيع بعد يوم أو يومين من الولادة، وهو ما يُعرف باليرقان الفسيولوجي.
هناك حالات صحية أخرى تؤدي إلى اليرقان، مثل النزيف تحت فروة الرأس أو حالات الحمل المتعددة،عناصر هامة أخرى تشمل العدوى بدم الرضيع، الالتهابات الكبدية، أو حالات عدم توافق فصائل الدم،هذه العوامل تساهم في تعطيل وظائف الكبد وبالتالي تؤدي إلى مستويات البيليروبين في الدم.
في ختام مقالنا، تناولنا في هذا البحث موضوع إستمرار الصفار عند الرضع لأكثر من شهر، وناقشنا الأسباب التي تؤدي لهذه الحالة بالإضافة إلى الأنواع المختلفة لمرض الصفار،كما سلطنا الضوء على أهمية العناية الطبية بالرضع الذين يعانون من اليرقان لضمان سلامتهم،نأمل أن يكون هذا البحث قد أضاف قيمة للمعلومات حول هذه القضية المهمة.