تعتبر انتقالات صناعة السيارات في أوروبا نقطة محورية تعكس تحديات وتغيرات جذرية في السوق،حيث تشير التقارير إلى أن شركات السيارات في المنطقة قد بدأت برفع أسعار سيارات البنزين بينما خفضت أسعار السيارات الكهربائية مستعدّةً للتعامل مع القواعد الجديدة المتعلقة بانبعاثات الكربون،هذه القوانين الجديدة تلزم الشركات بتحقيق 20% من مبيعاتها من سيارات كهربائية، مما يحتم عليها التأقلم مع واقع المنافسة الصينية المتزايدة وأزمة مبيعاتها الحالية.
أسعار السيارات في أوروبا
دخلت القوانين الجديدة الخاصة بالانبعاثات حيز التنفيذ في 1 يناير 2025، مما يتطلب من شركات السيارات الالتزام بتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون،ونتيجة لذلك، يُتوقع أن تكون 20% من مجمل مبيعات هذه الشركات مركبات كهربائية،ومع ذلك، فقد أظهرت البيانات أن نسبة السيارات الكهربائية التي تم بيعها حتى الآن لم تتجاوز 13% فقط، مما يبرز الفجوة الكبيرة بين المتطلبات القانونية والواقع الحالي في سوق السيارات.
تحديات المنافسة الصينية
تأتي القواعد الجديدة في وقت تواجه فيه الشركات الأوروبية ضغوطًا هائلة نتيجة التنافس المتزايد من الشركات الصينية، مما يزيد من تعقيد موقف هذه الشركات في تحقيق أهدافها البيئية،وقد أدى هذا إلى انخفاض الأرباح وتحذيرات كبيرة من العديد من الشركات الكبرى مثل فولكس فاجن وستيلانتس، التي بدأت في رفع الأسعار لتعويض التكاليف المتزايدة.
استراتيجيات تسعير الشركات الأوروبية
تشير التقديرات إلى أن الشركات ستعتمد على مبيعات السيارات الكهربائية رغم تكلفتها العالية مقارنةً بالمركبات التقليدية،ولكن، تظل الشكوك السياسية والاقتصادية عقبة تحول دون تحقيق أهداف المبيعات المرجوة،وأدى هذا الوضع إلى استقالة كبار المسؤولين التنفيذيين في بعض الشركات، مثل استقالة كارلوس تافاريس من رئاسة ستيلانتس، نتيجة للخلافات حول كيفية التعامل مع هذه التحديات.
الغرامات والتداعيات على شركات السيارات
مع اقتراب موعد تنفيذ القوانين الجديدة، حثت الهيئات السياسية شركات السيارات على الامتثال لهذه الأهداف لتجنب الغرامات الهائلة التي قد تصل إلى 15 مليار يورو،وعليه، بدأت شركات مثل فولكس فاجن وستيلانتس برفع أسعار طرازات محركات البنزين بشكل ملحوظ، كجزء من استراتيجيتها لتعزيز مبيعات المركبات الكهربائية وتمكين الزبائن من خيارات تتماشى مع متطلبات الحد من الانبعاثات.
بالمقابل، يتطلب الوضع الحالي من الشركات الأوروبية إعادة النظر في استراتيجياتها التسويقية والإنتاجية، سعيا لتجنب التبعات السلبية للالتزام بالقوانين الجديدة ولتنافس بفعالية في سوق يعاني من تراجع المبيعات،يبدو أن السنوات القادمة ستكون حاسمة في مصير صناعة السيارات في أوروبا، حيث ستتطلب المرونة والابتكار للتكيف مع تغيرات السوق وأهداف الاستدامة.