يعتبر دعاء المصائب قبل وقوعها من الأدعية الهامة التي تحمل في طياتها أهمية عظيمة للمؤمنين،إذ أن اللجوء إلى الله بالدعاء يمثل وسيلة قوية للتصدي للأزمات وتجنب الكوارث،فالحياة مليئة بالتحديات والشدائد التي قد تعترض طريق الأفراد، ومن هنا يتسنى للناس البحث عن السبل التي يمكن أن تقيهم شر المصائب،هذا المقال سيستعرض بعض الأدعية المستحب الدعاء بها عند التخوف من وقوع أي مأساة، وسيتناول أيضًا أهمية الدعاء في حياة المسلم.
دعاء المصائب قبل حدوثها
فيما يلي نستعرض مجموعة من الأدعية التي يُنصح بالدعاء بها عندما يشعر الإنسان بالقلق من حدوث أمر صعب قد يتسبب في متاعب أو أزمات،وقد ذُكرت هذه الأدعية في السنة النبوية وجاءت على النحو التالي
- اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردّي، وأعوذ بك من الغرق، والحرق، والهرم، وأعوذ بك من أن أموت في سبيلك مُدبرًا.
- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل والبخل، وأعوذ بك من الجبن وضَلع الدَين وغلبة الرجال.
- لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين.
- اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة، ورحيمهما، تُعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء،اللهم ارحمني رحمةً تغنيني بها عن رحمة من سواك.
- اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
- اللهم يا من كفاني كل شيء، اكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة، وصدِّق قولي وفعلي بالتحقيق، يا شفيق يا رفيق، فرّج عني كل ضيق ولا تُحملني ما لا أطيق.
- اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضائك،أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي.
- كما جاء في الأثر عن أحد الرجال الذي جاء إلى أبي الدرداء قائلاً قد احترق بيتك، فقال ما احترق، لم يكن الله عز وجل ليفعل ذلك، بكلمات سمعتهن من نبي الله محمد صل الله عليه وسلم من قالها أول نهاره لم تُصبه مصيبة حتى يُمسي، ومن قالها آخر نهاره لم يُصبه مصيبة حتى يُصبح،فقال “اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابةٍ أنت أخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم”.
دعاء المصائب قبل حدوثها مجرب
هناك أدعية مجربة تُستخدم للاتصال بالله عز وجل وطلب عونه لرفع البلاء والمصائب قبل وقوعها،ومن هذه الأدعية ما يلي
- اللهم يا مُجلّي العظائم من الأمور، ويا كاشف صعاب الهموم، ويا مُفرج الكرب العظيم، ويا من إذا أراد شيئًا فحسبه أن يقول كن فيكون.
- اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي، وعواني على الناس،يا أرحم الراحمين، أنت ربي ورب المستضعفين، إلى من تكلني إلى بعيدٍ يتجهمني أم إلى عدوٍ ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي.
- اللهم لا تُخيبني بما نلت، ولا تقطع رجائي من رحمتك، ولا تؤيسني من روحك، ولا تبتليني بانغلاق أبواب الأرزاق وسداد مسالكها، وارتتاج مذاهبها،وافتح لي من لدنك فتحًا يسيرًا، واجعل لي من كل ضنك مخرجًا، وإلى كل سعة منهجًا،إنك أرحم الراحمين، وصلَّ الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه وسلم يا رب العالمين.
- اللهم يا واسع، يا عليم، يا ذا الفضل العظيم، أن تمسني بضر فلا كاشف له إلا أنت، وأن تردني بخير فلا راد لفضلك تصيب به من تشاء من عبادك، وأنت الغفور الرحيم.
دعاء المصائب قبل حدوثها مأثور
إليكم مجموعة من الأدعية المأثورة التي تُقال لاستباق المشاكل والبلاء، وهي كالتالي
- اللهم أنت إلهي الحق الحقيق، يا مُشرق البُرهان يا قوي الأركان، يا من رحمته في كل مكان وزمان، وفي هذا المكان احرسني بعينك التي لا تنام.
- اللهم من عاداني فعاده، ومن كادني فكِده، ومن بغى علي بهلكة فأهلكه، ومن أرادني بسوء فخذ، وأطفئ عني نار من أشعل لي ناره، واكفني هم من أدخل علي همّه، وأدخلني في درعك الحصينة وستّرني بسترك الواقي.
- اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت، لا إله إلا بالله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم.
- اللهم إني أسألك خير القدر وأعوذ بك من شره، وأسألك خير ما تأتي به الأيام، وأعوذ بك من سوء القضاء.
- اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي، ولا تجعل مصيبتي في ديني، واكتبني عندك من عبادك الصالحين،اللهم تقبل توبتي، وأصلح لي شأني، واجعلني في معيّتك يا أكرم الأكرمين.
أهمية الدعاء قبل حدوث المصائب
ليس هناك شك في أن دعاء المصائب قبل حدوثها يحمل فضلًا كبيرًا في التقرب إلى الله تعالى، ويساعد في ستر النفس والتحلّي بالصبر والإيمان تمهيدًا لمواجهة أي بلاء قد يتعرض له المؤمن في حياته،فقد شرّع الله تعالى لنا الدعاء حيث قال “ادعوني أستجب لكم”.
بالنظر إلى ذلك نجد أن الدعاء قبل حدوث المصيبة يحمل فوائد جليلة وخيرًا لكل مؤمنٍ يسعى لحماية حياته من أي شيء يجزعه،فيما يلي سنستعرض بعض النقاط التي تلخص أهمية الدعاء قبل وقوع الشدّة
- يدفع الدعاء قبل حدوث البلاء عن المؤمن ما قد يُصبه من متاعب ومشاكل، ويجعله في مقام رفيع انشغالًا بالدعاء.
- يتعلم المؤمن الصبر والاستعداد لمواجهة أي بلاء مهما كان حجمه.
- يمثل الدعاء قوة تعزز ثقة المؤمن بأن الله تعالى هو مصدر الأمن والملجأ في كل الأوقات.
- يؤدي استمرار الدعاء قبل وقوع المصائب إلى مزيد من الثقة بأن الله يَحميه ويرعاه، ويساعد على العبادات التي تنقي القلب.
- تهيئة النفس للخوف من المصائب تُسهم في تطهير من الذنوب، وتظهر مدى تعلق العبد بربه، مما يزيد من إيمانه.
- دعاء المصائب قبل الوقوع يحمل دلالات عظيمة على الأجر الكبير الذي سيحظى به المؤمن، وقد يجنبه العديد من المخاطر بمزيد من الإلحاح في الدعاء.
وفي النهاية، يتضح أن دعاء المصائب قبل حدوثها يمثل سلاحًا فعالًا في يد المؤمن،فاللجوء إلى الله بتلك الأدعية يُعزز الصلة بين العبد وربه، وينمي الإيمان في القلب،لذلك، ينبغي على كل مسلم أن يتحلى بهذه الفضيلة ويستمر في ممارسة الدعاء في كل الظروف.