يعتبر دعاء الانتهاء من الوضوء من الأدعية السهلة والقصيرة، مما يسهل على المسلم حفظه وترديده عقب الإتيان بالوضوء، وهذا بدوره يرفع من رصيد حسناته في ميزان الأعمال،وفي هذا السياق، سنتناول في هذا المقال أدعية نهاية الوضوء كما وردت في السنة النبوية، بالإضافة إلى بعض الأحكام المتعلقة بالوضوء وكيفيته وفق الشريعة الإسلامية.
دعاء الانتهاء من الوضوء
تعرف لفظة “الوضوء” في اللغة العربية بمعنى النظافة والطهارة الشرعية التي فرضها الله تعالى على المسلمين قبل أداء الصلاة،يعتبر الوضوء من الأمور الأساسية التي يقوم بها المسلم ليكون مؤهلاً لأداء الصلاة، وقد جاء ذكره في القرآن الكريم في سورة المائدة، حيث قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِۚ).
تُعتبر عملية الوضوء الخطوة الأولى التي يقدم عليها العبد قبل التوجه للصلاة، ويتعين عليه أن يؤدي الوضوء بإتقان،والوضوء يعد طهارة ضرورية للوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى.
وضوء النبي صلى الله عليه وسلم يمثل النموذج المثالي الذي يمكن أن يقتدي به المسلمون، حيث كان يتم على النحو التالي
- بدء غسل الكفين ثلاث مرات.
- ثم المضمضة ثلاث مرات.
- الاستنشاق والإستنثار.
- غسل الوجه، ثم اليدين حتى المرفقين.
- مسح الرأس مرة واحدة، وكذلك الأذنين.
- غسل الرجلين حتى الكعبين.
بعد إتمام الوضوء، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول دعاء الانتهاء من الوضوء، وهو ما ورد في حديث عقبة بن عامر عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.
ما منكم من أحدٍ يَتوضَّأُ فيَبلُغ- أو فيُسبِغ- الوضوءَ، ثمَّ يقولُ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُ الله ورسولُه، إلَّا فُتِحَت له أبوابُ الجنَّةِ الثَّمانيةُ، يَدخُل من أيِّها شاءَ.
أدعية بعد الوضوء
استعرضنا في السابق أحد الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يُقال بعد الوضوء،سنستعرض الآن حكم الحديث الذي تم ذكره، بالإضافة إلى الروايات والأذكار الأخرى المتعلقة بالدعاء بعد الوضوء.
يعتبر الحديث الذي رواه عقبة بن عامر حديثًا صحيحًا، وقد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه،بينما توجد رواية ثانية عن الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه، والتي تقول
هذا وضوئي ووضوءُ الأنبياءِ قبلي ووضوءُ إبراهيمَ خليلِ الرَّحمنِ من توضَّأَ ثمَّ قالَ أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشْهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ اللَّهمَّ اجعلني منَ التَّوَّابينَ واجعَلني منَ المتطَهِّرينَ فتحَ لهُ ثمانيةُ أبوابُ الجنَّةِ، يدخلُ من أيِّها شاءَ.
تم رواية هذا الحديث من قبل الحافظ أبو بكر البيهقي، ويُعتبر حكمه غير ثابت لكن لا مانع من قراءته بعد الوضوء لأنه لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
أما الذكر الآخر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء على لسان الصحابي أبو موسى الأشعري، وأشار الألباني إلى أنه حديث ضعيف،نص الحديث هو
اللَّهمَّ اغفِر لي ذَنبي، ووسِّع لي في داري، وبارِكْ لي في رِزقي.
الأدعية التي تقال أثناء الوضوء
قد تناولنا في الفقرات السابقة الأدعية التي تقال بعد الوضوء ودعاء الانتهاء منه، ولكن من المهم أيضًا معرفة الأدعية التي تقال أثناء الوضوء، حيث هناك بعض الآثار التي تشير إلى ضرورة ذلك.
تم التأكيد على أنه كان يقال أثناء الوضوء “اللَّهمَّ اغفِر لي ذَنبي“، وقد ورد هذا في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري.
كما أشار إلى حديث آخر رواه أبو سعيد الخدري عن النبي الذي قال
من توضَّأ فقالَ سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ أشهدَ أن لا إلهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ كُتِبَ في رَقٍّ ثمَّ طُبِعَ بطابعٍ فلم يُكسَر إلى يومِ القيامةِ.
هذا الحديث تم إخراجه من قبل أبو العلاء المباركفوري ويُعتبر من الأحاديث المختلف في صحتها بين المرفوع والموقوف.
الدعاء الذي يقال قبل الوضوء
بعدما تناولنا الأدعية بعد الوضوء والأدعية التي تقال أثناءه، يجب أن نعلم أن هناك أيضًا دعاء يُقال عند بدء الوضوء، ومن المعروف أن البسملة تُعتبر من المستحب قولها.
التأكيد على أهمية ذكر “بسم الله” يأتي من حديث أنس بن مالك حيث قال
فرَأَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضَعَ يدَه علَى الإناءِ الذي فيه الماءُ، ثُمَّ قال تَوَضَّؤوا بِسمِ اللهِ.
وردت أيضًا أحاديث تشير إلى أهمية البسملة، لكن هناك تدقيق حول صحة بعض هذه الأحاديث، حيث يُعتبر بعض منها ضعيفاً.
قول العلماء المحدثين في قول أذكار الوضوء في الحمام
في سياق الحديث عن دعاء الوضوء، يتساءل الكثيرون حول جواز قول أدعية الوضوء داخل الحمام،في هذا السياق، قام العلماء بنقاش هذا الأمر، وأشاروا إلى ضرورة فهم السياق الديني.
أحد العلماء، الشيخ محمد بن صالح آل عثيمين، أشار إلى أنه عند الدخول للحمام لقضاء الحاجة ينبغي قول
اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
بينما في حالة الوضوء في الحمام، فإن قول البسملة لا يسبب أي مشكلة لأنه لا يُعتبر من القرآن بل من الأذكار.
أما الشيخ عبد العزيز بن باز، فقد نصح بالخروج للوضوء إذا كان ذلك ممكنًا، لكنه إذا لم يكن بالوسع ذلك فيجوز للعبد أن يتوضأ في الحمام مع ضرورة ذكر البسملة، وهذا يتفق مع رأي الشيخ ابن عثيمين.
الوضوء هو شرط أساسي لصحة الصلاة، لذلك ينبغي للجميع الالتزام بالتعاليم السليمة المتعلقة به.