تتعدد الأمور الشرعية التي تحتاج إلى توضيح وشرح في مجتمعاتنا، ومن بين تلك الأمور التي تثير الكثير من الجدل هو حكم قراءة الأبراج،لقد أصبح هذا الموضوع محط نقاش واسع خصوصًا مع انتشار المنجمين والعرافين بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، حيث أصبح البعض يمارس قراءة الأبراج كنوع من الترفيه أو التسلية، مما يدفع الكثيرين للتساؤل عن موقف الدين الإسلامي من ذلك،في هذا المقال، سنناقش حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق وفقًا لفتاوى دار الإفتاء وأراء العلماء.
حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق
انتشرت ظاهرة قراءة الأبراج بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة حيث زاد عدد الأشخاص الذين يعتمدون عليها في حياتهم اليومية،لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو هل يعتبر قراءة الأبراج محرمًا أو يجوز ذلك بشرط عدم الاعتقاد بما يُقال فيها هذا ما تسلط عليه الضوء العديد من الفتاوى، حيث تتبنى دار الإفتاء رؤية واضحة بشأن هذه القضية،فمن يتعامل مع الأبراج كوسيلة للتسلية أو الترفيه ولكن دون تصديق لما يُقال فيها، عليه أن يُعيد النظر في تصرفاته، خصوصًا أن مثل هذه الممارسات قد تؤدي إلى آثار سلبية على الإيمان والدين.
أجابت دار الإفتاء في هذا الشأن بوضوح، حيث أكدت على أنه لا يجوز لأي شخص أن يتخذ قراءة الأبراج وسيلة للترفيه،لذلك، فإن الذين يقومون بقراءة توقعات الأبراج دون تصديق هم في الحقيقة يتبعون أمورًا غير صحيحة قد تضرهم، لكنها تختلف عن أولئك الذين يصدقونها.
القراءة في علم الفلك، الذي يتناول الوقت وتحديد الزمان، هو أمر جائز ومشروع، ولكن إقحامه في الأمور الروحية والدينية من خلال التنجيم هو أمر مرفوض بوضوح
استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف الذي يقول “من آتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”، فإن الأمر يصبح أكثر وضوحًا،حيث يظهر من هذا الحديث أن من يتبع العرافين أو المنجمين حتى وإن كان بنية غير تصديقه، فإن ذلك ينعكس سلبًا على صلاته وإيمانه.
لكن يُسمح للأشخاص الذين يذهبون للمنجمين بغرض التعرف على دجلهم وتبيين ذلك للناس، حيث لا ترتبط حالتهم بحرمانية الصلاة لمدة أربعين يومًا،هذه النقطة تُشير إلى أهمية النية في الأفعال، وهو أمر تم التأكيد عليه مرارًا من قبل العلماء.
كما أن الحديث النبوي يؤكد على حرمانية التعامل مع الأبراج، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.” ولذلك فإن الإيمان بالأبراج يُعتبر نوعًا من الشرك، وقد يؤدي إلى الخلل في الإيمان بالله، خاصة عندما يجد الشخص أن توقعات العرافين تُطابق بعض الأحداث في حياته.
البراءة من الكهانة والتنجيم مهمة جدًا للحفاظ على إيمان المسلم، إذ إن هذه الأمور تؤدي إلى تعلق الشخص بشيء غير مبرر، مما يستدعي التفكر والتأمل في الأوامر الشرعية.
حكم القراءة في صفات الأبراج
من المهم أن نفهم الآثار المترتبة على قراءة الأبراج، حيث أشار بعض علماء الدين إلى أن التعرف على صفات الأبراج لا يتعارض مع قوانين الله، وبالتالي يمكن اعتباره جائرًا شرعًا،ذلك لأن صفات الأبراج لا تُعتبر معرفة غيبية وإنما هي تعليم عن ما يمكن أن يفهم من خصائص البشر.
وفي ذات الوقت، يجب على الشخص أن يحذر من أن تستحوذ هذه الصفات على تفكيره، أو أن تزرع في قلبه سوء الظن بالآخرين، وهي مسألة تخرج عن الإيجابية التي أمرنا بها ديننا،لذا، فإن قراءة صفات الأبراج قد تكون جائزة ولكن مع التحذير من مغبة الشرك والمعرفة بالغيب.
أيضًا، يجب التنبيه إلى أن القول بأن معرفة الأبراج قد تؤدي إلى الإيمان بها أو اعتقاد حدوث الأمور بناءً عليها يُعتبر شركًا بالله ولا بد من تجنبه، إذ أن الغيب لا يعلمه إلا الله.
حكم من يقرأ في الأبراج جاهلًا حكمها
من يسعى إلى المعرفة في الدين يجب أن يدرك أن الإسلام دين يُسر وليس عسر،لذا، فإن الجهل بالحكم الشرعي في قراءة الأبراج يجعل الناقد غير مُحاسب عند الله، ولكن من المهم أن يتعلم المسلم حدود دينه ويحاول فهم الأحكام بقدر الإمكان،فعدم العلم لا يعفي من المساءلة الشرعية بشكل كامل، ولكن يُظهر مدى أهمية التعليم والمعلومات الصحيحة.
حكم قراءة الأبراج ابن باز
أما عن رأي الإمام ابن باز، فقد أكد على أن قراءة الأبراج مرتبطة بصورة وثيقة بالشرك بالله، إذ أن هذه القراءات تستند إلى المعرفة بالغيب، وهو أمر يتعارض مع ما جاء في الكتاب والسنة،وعليه، فإن الإيمان بالأبراج وتواريخها يتطلب التنبيه وة بين الناس حتى يتم تحذيرهم من العواقب الشرعية لذلك.
لابد من نشر هذه الحقائق الدينية بين الناس، كي يدركوا عواقب قراءة الأبراج وما ينجم عنها من آثار سلبية على الإيمان والدين،ويجب على المجتمع العمل على تقليل هذه الممارسات التي تضر بإيمان الأفراد والعائلة والمجتمع بشكل عام.